بولندا تحذّر من مغبّة استمرار كييف بتمجيد «الجيش الثوري الأوكراني»

حذّر وزير الخارجية البولندي كييف من «مغبة الاستمرار في تمجيد ما يُسمّى بالجيش الثوري الأوكراني»، الذي ارتكب الفظائع بحق المدنيين بتوجيه من ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية.

وفي حديث أدلى به فيتولد فاشيكوفسكي وزير الخارجية البولندي لصحيفة Nasz Dziennik، قال: «بلادنا لا تزال تنظر بعين من الصبر إلى الممارسات الأوكرانية، إلا أن بلداناً أوروبية أخرى بما فيها رومانيا والمجر، قد ضاقت ذرعاً بكييف، وتمجيدها الجيش الثوري الأوكراني. هذه الدول سوف تعرقل المصالح الأوكرانية في الاتحاد الأوروبي، فيما بولندا من جهتها سوف تحاول منع ذلك والوقوف إلى جانب كييف، ولكن إلى حين».

وأضاف: «نسعى لإفهام أوكرانيا حقيقة أنها قد تواجه مشاكل جمّة، ليس بالضروري من جهتنا»، مشيراً إلى أن «بلاده لن تقبل أبداً بالمساواة بين الجيش الثوري الأوكراني وجيش الوطن البولندي الذي قاوم الاحتلال الفاشي إبان الحرب العالمية الثانية».

وتابع: «الجيش الوطني البولندي، لم يرتكب مجازر بحق المدنيين في المناطق التي احتلّها النازيون، خلافاً للجيش الثوري الأوكراني الذي انتهج هذه الممارسات الموثقة».

تجدر الإشارة إلى أن الطغمة الحاكمة في كييف، قد امتهنت في أعقاب ما سُمّي بـ «ثورة الميدان» التي أطاحت بالسلطة الشرعية في كييف شتاء 2014، ماضية في تمجيد «الجيش الثوري الأوكراني» ورموزه، الذي ارتكب المجازر بحق الآلاف من اليهود والبولنديين والأوكرانيين الموالين للاتحاد السوفياتي وغيرهم من الأقليات في أوكرانيا وباقي مناطق الاحتلال الألماني بدءاً من 1942 وحتى تحرير الجيش الأحمر أوكرانيا سنة 1944.

ويعود تاريخ «الجيش الثوري الأوكراني»، وهو «منظمة إرهابية» محظورة في روسيا الاتحادية منذ عهد الاتحاد السوفياتي إلى عام 1942، حين جرى تشكيله بقرار من «منظمة القوميين الأوكرانيين» المتطرفة كجناح عسكري لها.

فيما تعتبر السلطات الأوكرانية رسمياً هؤلاء العناصر «أبطالاً» حاربوا في سبيل استقلال أوكرانيا من «الاحتلال السوفياتي»، استمراراً منها في تعميق الشرخ الحاصل بين موسكو وكييف، وجهود قلب الحقائق وتزييف التاريخ لتضليل الرأي العام الأوكراني وحشد أكبر عدد ممكن من المناهضين لروسيا في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.

على صعيد آخر، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، بأن «واشنطن ستعرض على موسكو خطة لنشر 20 ألفاً من قوات حفظ السلام الدولية في دونباس شرق أوكرانيا».

ونوّهت الصحيفة بأنه «من المتوقع أن يناقش ممثلو الولايات المتحدة هذه الفكرة مع نظرائهم الروس في الأيام القليلة المقبلة».

وذكرت الصحيفة أنّ «الاقتراح جاء كردّ على المبادرة الروسية لنشر بعثة حفظ سلام في المنطقة التي طرحت في أيلول على مجلس الأمن الدولي».

وأشارت الصحيفة إلى «وجود آمال في بعض العواصم الغربية بما في ذلك باريس وبرلين، في أن يرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إيجاد مخرج من الصراع في شرق أوكرانيا».

ومن جانبه رفض البيت الأبيض التعليق على «المعلومات التي نشرتها وول ستريت جورنال».

وفي 4 تشرين الثاني، قال الممثل الأميركي الخاص بأوكرانيا كورت فولكر، «إن المبادرة الروسية المتعلقة بنشر قوة لحفظ السلام في دونباس تثير اهتمام واشنطن».

ونوّه بأنّ «بلاده طلبت من كييف عدم تقديم مشروع قرار منافس، بل بذل جهود ومحاولة التوصل إلى اتفاق حول مبادئ وعناصر النشر المحتمل لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في إطار المبادرة الروسية».

وفى 11 أيلول عرض الرئيس بوتين على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة ليس فقط على خط فصل القوات في دونباس، بل وفي مناطق أخرى حيث تقوم بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بزيارات تفقدية».

وفى 5 أيلول، قدّمت موسكو بإيعاز من الرئيس بوتين إلى مجلس الأمن الدولي «مشروع قرار حول قوات حفظ السلام في دونباس يتضمّن نشرها على خط فصل القوات بين فصائل جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك غير المعترَف بهما والقوات المسلحة الأوكرانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى