قتيبة الشهابي… عاشق دمشق
شخصية الباحث الراحل الدكتور قتيبة الشهابي كانت محور المحاضرة التي أقامها «المركز الثقافي العربي» في أبو رمانة ـ دمشق، للاحتفاء به وبمسيرته التي كرسّها لتوثيق تراث دمشق.
المحاضرة التي حملت عنوان «الدكتور قتيبة الشهابي الشخصية الموسوعية… عاشق دمشق» ألقاها مازن ستوت مبيّناً فيها أن الشهابي كان رجلاً تصدّر عناوين التاريخ والكتب والفن والصور الضوئية وعدد من أهم موثقي تاريخ وتراث دمشق في العصر الحديث.
وأضاف ستوت: رغم مزاولة الراحل مهنة الطبّ، إلا أنه كان أيضاً مؤرّخاً ورساماً وشاعراً وترك للمكتبة العربية إرثاً غنياً فضلاً عن كونه من أكفأ الاختصاصيين في علم الحاسوب واستخداماته في الرسم والطباعة.
واستعرض المحاضر حياة الشهابي الذي ولد في دمشق عام 1934 ووالده الأمير أحمد الشهابي وهو من رجالات سورية الوطنيين الذين حاربوا الانتداب الفرنسي وكان قاضياً ونائباً عاماً ثم عمل محامياً مشيراً إلى أن قتيبة الشهابي درس المرحلة الإبتدائية في «مدرسة دوحة الأدب» واقتنى أول كاميرا وكان ثمنها ليرة سورية واحدة ليمارس هواية التصوير كهاو ثم كمحترف.
وبعد حصول الشهابي على الشهادة الثانوية درس طبّ الأسنان وتفوّق في الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأصبح من المتميزين في عمله بشهادة أستاذته وزملائه ومرضاه.
أما أول معرض خاص لرسومه وصوره الفوتوغرافية عن دمشق فكان سنة 1985 لتبدأ بعدها رحلته في البحث التاريخي ولا سيما حينما كلّف تأليف كتاب عن دمشق القديمة وتراثها العريق حيث جمع لأجلها خرائط وصور قديمة وحصل على مؤلفات منسية مثل كتاب «الروضة البهية» لمحمد عز الدين عربي كاتبي الصيادي وكتاب «منتخبات التواريخ لدمشق» لتقي الدين الحصني ثم التقى كثيراً من المعمرين ونقل عنهم معلومات سدّت ثغرات عديدة في النصوص وصحح عبارات كان مسلماً بها ومسح الغبار عن اللوحات والكتابات والتواريخ وناقش ذلك مع المختصين والمهتمين ليصدر أول مؤلفاته كتاب «دمشق تاريخ وصور».
أما مؤلفاته الأخرى في مجال التاريخ والتراث والآثار فتربو عن اثني وعشرين كتاباً منها «أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية» ، «أبواب دمشق وأحداثها التاريخية»، «أديرة وكنائس دمشق وريفها» وزخارف العمارة الإسلامية في دمشق» وغيرها إضافةً إلى ستة مؤلفات علمية تتضمّن أربعة كتب جامعية تدرس في كلية طب الأسنان ومعجمين انكليزي وعربي كما تحوي مكتبة الكونغرس الأميركي 17 كتاباً من مؤلفات الدكتور الشهابي.
وتحفل مسيرة الشهابي الفنية بالعديد من المعارض في الرسم التشكيلي والزيتي والصور الفوتوغرافية والضوئية.
وعرض المحاضر لمواقف عديدة في حياة الشهابي تنم عن حبه للناس وتفانيه بنشاطه الفني والفكري فضلاً عن تعامله الإنساني مع مرضاه مشيراً إلى أنه توفي في 17 شباط 2008 عن عمر يناهز الرابعة والسبعين سنة.