تل أبيب ستعمل في سورية «وفق منظورها»!
حميدي العبدالله
رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أعلن في تعليق على الاتفاق الروسي الأميركي على هامش قمة «أبيك» في فيتنام، أنّ تل أبيب سوف تتحرك في سورية وفق متطلباتها ومصالحها، وقد أبلغت ذلك إلى كلّ من الولايات المتحدة وروسيا.
ماذا يعني هذا التصريح، وماذا يحمل في طياته؟ يعني أنّ تل أبيب غير موافقة على هذا الاتفاق، ويعني أيضاً أنه عبر هذا التصريح ثمة ضغط على واشنطن وموسكو لفرض شروط صهيونية على الاتفاق، أو إعطائه تفسيراً ينسجم مع المصالح الإسرائيلية. ولعلّ هذا الذي يفسّر التصريحات الأميركية التي فسّرت الاتفاق على أنه ينصّ على سحب القوات الأجنبية، أيّ غير السورية من منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية، وهو الأمر الذي استدعى رداً من موسكو، وتحديداً من الكرملين، يرفض التفسيرات المزدوجة للاتفاق الروسي الأميركي، في محاولة من موسكو لمنع فرض أمر واقع أميركي «إسرائيلي»، أو السعي لدق إسفين في العلاقات الروسية الإيرانية، ولهذا فإنّ تصريح بنيامين نتنياهو قد جاء بعد التوضيح الروسي، الأمر الذي يشير إلى أنّ قول نتنياهو إنّ تل أبيب سوف تتحرك في سورية بناءً على احتياجاتها، يعني أنّ الكيان الصهيوني سوف يواصل اعتداءاته على مواقع للجيش السوري بذرائع شتى على غرار الاعتداءات التي وقعت على امتداد سنوات الحرب السبعة.
نتنياهو أراد من خلال هذا التصريح تحقيق هدف مزدوج، من جهة الضغط على روسيا والولايات المتحدة لأخذ شروط تل أبيب بعين الاعتبار، سواء في منطقة خفض التصعيد أو في إطار أيّ تسوية نهائية للأزمة السورية، وشروط تل أبيب معروفة وهي رفض تواجد القوات الإيرانية وقوات حزب الله مسافة محدّدة من خط وقف إطلاق النار في الجولان، إذا تعذّر تنفيذ طلب سحبها كلياً من سورية. ومن جهة ثانية التهديد بالقيام بمزيد من الاعتداءات على مواقع الجيش السوري لعرقلة الحرب على الإرهاب، وتعطيل فرض الدولة السورية وحلفائها السيطرة على كامل الأراضي السورية.
في ضوء هذه التصريحات من غير المستبعد أن تكثف تل أبيب اعتداءاتها في الفترة المقبلة للتأثير على سير المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية، ولكن تحت سقف لا يدفع الدولة السورية وحلفائها للردّ بحزم وقوة على هذه الاعتداءات.