عمدة الإعلام: خيار النهضة بالصراع والمقاومة هو النهج الوحيد لانتصار الأمة على أعداء الخارج وذيوله في الداخل
أصدرت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً بمناسبة الذكرى الـ 85 لتأسيس الحزب، جاء فيه:
إنّ الأخطار التي تتهدّد شعبنا في كيانات الأمة كلّها، هي في مشاريع التفتيت والتقسيم والتدمير التي تستهدف بلادنا، منذ سايكس ـ بيكو و وعد بلفور ، وهي في الاحتلال اليهودي لفلسطين والجولان، وفي الإرهاب المتعدّد الجنسيات الذي يؤدّي وظائفه الإجرامية لصالح رعاته، وكلّ هذه الأخطار التي تهدّد مصيرنا ووجودنا، تؤكد أهمية خيار النهضة في الصراع والمقاومة، الذي شكّل الجوهر والمرتكز لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، دفاعاً عن الحق وعن السيادة القومية.
لذلك، فإنّ إحياء ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، هو لتجسيد هذا المضمون الصراعي بوجوهه الثقافية والتربوية والاجتماعية والبنيوية كلّها. فالحزب إلى كونه حركة مقاومة، هو حركة وعي خلاّقة، لتحصين وحدة المجتمع، ولتمكينه من مواجهة الآفات الاجتماعية والمؤامرات التفتيتية كلّها.
إننا في عيد تأسيس الحزب، نؤكد ما يلي:
إنّ حزبنا، لن يقبل بأيّ شكل من الأشكال إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لا سيما أنه في طليعة قوى المقاومة التي قدّمت الكثير من التضحيات والنضالات في سبيل إخراج لبنان من عصر الانهزام والتبعية والضعف إلى زمن القوة والانتصارات، وهو ما ترسّخ أكثر فأكثر من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تكرّست بشكل رسمي في مؤسسات الدولة اللبنانية كافة.
وعليه… فإنّ ما يحاول البعض اليوم فرضه على لبنان، عبر مخططات خبيثة، تكشّفت خيوطها بفرض استقالة جبرية على رئيس حكومة لبنان، لا يمكن لأحد قبوله أو الموافقة عليه، لأنّ من شأن ذلك تغيير وجه لبنان الذي غيّر وجه التاريخ وألحق الهزيمة بالعدو الصهيوني وحرّر جلّ أرضه وقراره كلّه.
وفي هذا السياق يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي على الموقف الذي أعلنه رئيس الحزب، بتأييد مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبطبيعة الحال للحلفاء في المقاومة، وذلك برفض أيّ بحث بشأن استقالة رئيس الحكومة قبل عودته حراً إلى بيروت، حيث يمكنه اتخاذ الموقف الذي يشاء وعندها لكلّ حادث حديث.
كما يشدّد الحزب على أولوية تحصين الوحدة الداخلية في لبنان، وحماية الاستقرار والسلم الأهلي، باعتبارها عوامل أساسية تضاف إلى عناصر القوة التي يمتلكها لبنان في مواجهة أيّ عدوان على لبنان.
وفي الشام، طبعاً الموقف المقاوم نفسه هو الذي يحقق الإنجازات وينتصر على مجموعات الإرهاب والتطرّف المدعومة والمموّلة من القوى نفسها التي تستهدف لبنان. وإنّ ما تحققه سورية هو مصلحة قومية بامتياز، حيث تواجه أعتى عدوان وأشرس حرب تشنّها ضدّ بلادنا دولٌ وحكومات وتنظيمات لا عدّ لها ولا حصر، وتتوفر لها الإمكانات الهائلة على المستويات المادية واللوجستية والتسليحية والإعلامية كلّها، لكن كلّ ذلك يتمّ دحره من أرضنا الطيبة وعلى أيدي أبطال الجيش السوري ونسور الزوبعة والمقاومة والحلفاء الذين يكتبون التاريخ بدمائهم ونضالاتهم وتضحياتهم الكبيرة.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يجدّد الثقة المطلقة بأنّ الدولة السورية بقيادتها منتصرة لا محالة على كلّ ما ومَن يستهدف موقفها وموقعها وقرارها الثابت والمبدئي في مواجهة العدو الصهيوني ومن خلفه أو أمامه، لأنّ الجميع في خانة عدائية واحدة لشعبنا وأمتنا.
أما عن فلسطين، فالموقف حيالها، يُظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويتحدّد الصادق والمناضل والمقاوم من ذاك الذي يتملّق ويدّعي ويتاجر بالمواقف في العلن، في ما هو بالفعل يتآمر ويساوم على فلسطين وأرضها وشعبها.
ولأننا حزب فلسطين، نؤكد على أنّ ما يفيد فلسطين هو العمل النضالي المقاوم، وليس غير ذلك على الإطلاق، لأنّ كلّ ما يسمّى مسارات تفاوضية لم تجلب لشعبنا إلا المآسي والمزيد من الخسارات، لأنّ عدونا الصهيوني يستغلّ استعداد البعض للتفاوض والتنازل لكي يوغِل في جرائمه واستيطانه. وقد ثبت بالملموس ما قاله زعيمنا سعاده بأن لا لغة مع هذا العدو إلا لغة الحديد والنار.
وإذ يجدّد الحزب ترحيبه بما حصل من مصالحات فلسطينية، يؤكد ضرورة أن تكون هذه المصالحات شاملة وعامة، وأن تكون مشدودة إلى برنامج نضالي موحّد أساسه المقاومة والكفاح من أجل تحرير الأرض، الأرض كلّها، ومن أجل العودة الناجزة والتامة.
أما في العراق، فإننا نشدّ على أيدي أبناء شعبنا المقاومين المناضلين الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل حماية وحفظ وحدة العراق، ومنع أصحاب الغايات السوداء المظلمة من تحقيق غاياتهم، لا سيما إفشال أيّ مسعى لإقامة كانتونات طائفية أو عرقية مجنّدة لخدمة أعداء وطننا وأمتنا وشعبنا.
كذلك ينوّه الحزب بأهمية الانتصارات التي تحققت في العراق ضدّ الإرهاب والتطرف، واستعادة الدولة العراقية سيطرتها على أغلب المدن والأراضي العراقية وطرد الإرهاب منها. ونؤكد أنّ التلاقي الحاصل بين الجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة وبين الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة من جهة أخرى في البوكمال وغيرها من المدن والمناطق المتاخمة هو إنجاز قومي بامتياز، وله الكثير من الدلالات والأبعاد، والتأثير على سير المعركة ضدّ قوى الإرهاب والتطرف التي تستهدف سورية والعراق في آن معاً.
وفي سياق المواجهة، يجدّد الحزب دعوته إلى تحصين بلادنا بالوحدة، وبعناصر القوة، وقد آن الأوان للشروع في تحقيق التكامل والتساند القوميين بين كيانات أمتنا، وعلى الصعد كافة، من أجل استعادة حقنا القومي السليب ومن أجل مستقبل أمتنا وشعبنا.