الحزب السوري القومي الاجتماعي بين ركيزتي العقيدة والنظام
إياد معلوف
أنشأ الزعيم أنطون سعاده الحزب السوري القومي الاجتماعي على أُسسٍ عقائدية ترتكز على المفهوم القومي ووحدة المجتمع، ولهذه الغاية وضع المبادئ الأساسية والإصلاحية وغاية الحزب، كركائز أساسية لانطلاق الحزب وانتشاره، وفي سبيل تحقيق غايته في المجتمع والوصول بالأمة إلى الهدف المنشود.
والحزب كما أعلن سعاده فكرة وحركة يتناولان حياة الأمّة بأسرها، ومن هنا يطرح السؤال الآتي: «هل نكتفي بالعقيدة وحدها رغم أهميّتها، وضرورة التعمّق فيها لكلّ فرد يريد أن ينتمي إلى الحزب»؟
الإجابة على السؤال السابق هي النفي طبعاً، أما السبب فهو لأنّ سعاده قام بتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووضع له إلى جانب العقيدة نظاماً مشدّداً على أهمية الالتزام به، وذلك من أجل ضمان نجاح العقيدة وانتشارها بين أفراد المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية النظام الحزبي كونه ينظم آلية انتظام العمل في مؤسسات الحزب وسلطاته، على مختلف المستويات بدءاً من مركز الحزب ومنه الى المنفذيات وصولاً الى المديريات فالمفوضيات، بحيث يشكل تطبيق النظام والالتزام به أساس نجاح أيّ خطة أو مشروع فكيف إذا كان مشروعاً بحجم عقيدة الحزب السوري القومي الإجتماعي وخطته الإصلاحية؟»
بناء على ما سبق لا يمكن النظر إلى العقيدة القومية الاجتماعية بمعزل عن النظام الذي يكفل تطبيقها واستمراريتها بالشكل الصحيح، وبالتالي مهما علا شأن أيّ قومي اجتماعي ومستوى فهمه للعقيدة ومسؤولياته، فإذا خرج عن النظام أو لم يلتزم به يكون عمله يدور ضمن الـ»أنا» الفردية، التي دعا سعاده إلى محاربتها والقضاء عليها، كما أنّ أيّ مواطن ينتمي إلى جسم الحزب يجب أن يكون مهيّئاً لقتل الـ»أنا» في داخله، وإبعادها عن شهوة السلطة والتسلّط والفردية والتفرّد، وأولى الخطوات في هذا الشأن تترجم من خلال التزام النظام الحزبي والأسس الدستورية، التي تحدّ من عمليات خروج البعض عن النظام والأصول الحزبية، فتصبح عملية الصيرورة في الحياة الحزبية مصانة بالنظام والدستور، وتصبح العقيدة راسخة من خلال تطبيق النظام الكفيل بتحديد الأطر العامة للعمل الحزبي بالشكل الصحيح، وتغليب مفهوم الـ»نحن» على الـ»أنا» القاتلة.
ختاماً إنّ إحدى مظاهر عظمة سعاده وعقيدته تكمن في أنه أسّس حزباً قائماً على مفهوم المؤسسات الدستورية، التي تشكل الممرّ الإلزامي من أجل تحقيق غاية وأهداف الحزب التي أوجدها الزعيم، ومن هنا نطلق هذا النداء الذي هو بمثابة الصوت الصارخ في أرجاء الأمّة السوريّة لنعود جميعاً إلى الحزب، محافظين على ما أقسمنا عليه بكلّ حرية وإيمان وقناعة ثابتة، متجرّدين من الأنا منخرطين في مشروع الحزب ومحافظين على الدستور، منتظمين في صفوف بديعة النظام لأننا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة أحوج ما نكون إلى الوحدة والإخاء القومي، التي تكفل انتصار مشروع حزبنا انطلاقاً من مؤسساته الكفيلة بتحقيق غايته الأسمى.
وكيل عميد القضاء
في الحزب السوري القومي الاجتماعي