«يوم نفير» فلسطيني دفاعاً عن الأقصى
جرح ثلاثة عناصر من شرطة الاحتلال في «باب الأسباط» بالبلدة القديمة في القدس جرّاء قيام عشرات الشبان الفلسطينيين برشقهم بالحجارة، وذلك رداً على اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى. وأفادت مصادر صحافية إن قوات الاحتلال فرضت ما يشبه الحصار على الأقصى.
وكان أصيب عدد كبير من الفلسطينيين إثر اقتحام قوات الاحتلال «الإسرائيلي» للمسجد، وتطويقه وقطع التيار الكهربائي عنه وإلقاء قنابل الغاز وصوتية وحارقة داخله ما ألحق به أضراراً كبيرة.
كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على المصلين داخل ساحات الأقصى، وذلك بالتزامن مع اقتحام نائب رئيس الكنيست موشي فيجلن ومستوطنين باحات الأقصى.
وكانت شرطة الاحتلال اقتحمت فجر أول من أمس بقوات كبيرة المسجد الأقصى وأخلته بالقوة من المعتصمين فيه، ثم أتاحت المجال للمستوطنين بالدخول إلى باحة الأقصى لتأدية الشعائر الدينية في إطار مخطط لتقسيم الأقصى وشرعنة الاقتحامات الاستفزازية للحركات اليمينة المتطرفة.
ودعت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» في الداخل الفلسطيني إلى النّفير العام للقدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وذلك في أعقاب دعوات وجهتها جماعات يهودية لاقتحام المسجد بمناسبة ما يسمى بـ»عيد العُرش» اليهودي.
يتزامن هذا العدوان من قبل الاحتلال مع وصول حافلات تقل آلاف من فلسطينيي الداخل أمس إلى القدس والمشاركة في «يوم النفير» للدفاع عن الأقصى بموجب قرار لجنة المتابعة العليا التي أعلنت يوم الدفاع عن المسجد الأقصى في وجه الانتهاكات «الإسرائيلية».
وطالبت اللجنة العليا في بيان صدر مطلع الأسبوع الأردن بممارسة سيادتها الإدارية على المسجد الأقصى بشكل فعلي ولجم الاحتلال عن عدوانه المتواصل، في حين طالبت السلطة الفلسطينية «بالوقوف أمام مسؤوليتها التاريخية في الدفاع عن المسجد رسمياً وشعبياً».
وبحسب البيان، فإن لجنة المتابعة العليا، ستعلن عن تنظيم المؤتمر الوطني الشعبي لحماية القدس والأقصى خلال الفترة المقبلة.
وقالت اللجنة في البيان إن «المرحلة التي يمر بها المسجد الأقصى جدّ خطيرة وإن مخططات الاحتلال «الإسرائيلي» وكيده له رسمياً وشعبياً أصبحت واضحة المعالم وأن الاعتداءات المتكررة عليه باتت تفرض علينا واجب النفير العام إليه والدفاع عنه أمام هذه الغطرسات «الإسرائيلية» الباطلة».
وإذ حيّت لجنة المتابعة كافة المرابطين والمعتكفين المدافعين عن المسجد الأقصى رجالاً ونساء بأجسادهم وإراداتهم الفولاذية، وكذلك «محامين من أجل القدس» الذين قاموا بمتابعة المعتقلين وهم بالعشرات حتى إطلاق سراح آخر معتقل، طالبت في الوقت نفسه، الاحتلال «بكفّ يده عن الأقصى المبارك نهائيا ووقف كل المؤامرات والمخططات والهذيان الأسطوري الذي يكيد للأقصى شراً وتقسيماً».
واستنكرت اللجنة «الممارسات الاحتلالية البشعة»، مؤكّدة أن «الحل الجذري لمأساة القدس والمسجد الأقصى هو زوال الاحتلال «الإسرائيلي».
وفي السياق، زار رئيس وزراء السلطة الفلسطينية رامي الحمدلله مسجد عقربة في قضاء نابلس الذي أحرقه المستوطنون، ودعا إلى تشكيل لجان شعبية لمواجهتهم.
وقال الحمدلله: «سنعيد ترميم مسجد أبو بكر الصديق، كما سنعيد بناء قطاع غزة، وأيِ جزء يستهدف من أرض الوطن، فعملية البناء والإعمار، محمّلة بالأمل وإرادة الحياة، ولن تثنينا اعتداءات الاحتلال «الإسرائيلي» ومستوطنيه بل ستزيدنا عزيمة وإصراراً على الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا «.
وشجب باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والحكومة، خلال زيارته لمسجد أبو بكر الصديق في قرية عقربا جريمة إحراقه من قبل المستوطنين فجر الثلاثاء.
وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومنع استهداف مقدساته، وقال إن «إسرائيل» التي تنتهك كل يوم، بممارساتها العنصرية، وباحتلالها ومستوطنيها وجدرانها ومستوطناتها، القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وكل ما نزلت به الشرائع السماوية، وتحاول جر المنطقة إلى صراع ديني، لن تنجح في مسعاها، ولن تسقط حقنا التاريخي في أرضنا ومقدساتنا، ولن تكسر إرادة شعبنا في البقاء والصمود حتى الخلاص التام من الاحتلال «الإسرائيلي».
وكان مستوطنون صهاينة قد أقدموا فجر الثلاثاء، على إضرام النار في أحد المساجد الواقعة على مقربة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ممّا أدى إلى احتراق الطابق الأول منه بالكامل، والذي يستخدم كمصلى للنساء.