مسؤول أردني كبير: عمّان قلقة من الاندفاعة السعوديّة نحو العدو
أعرب مسؤول أردني مقرّب من البلاط الملكي عن القلق من تجاوز السعودية الأردن في اندفاعها نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وتقديم تنازلات في ما يتعلّق باللاجئين الفلسطينيين بما يعرّض استقرار المملكة الهاشمية للخطر.
وفي حديث لموقع «ميدل إيست آي» اتّهم المسؤول، الذي تحدّث شرط عدم الكشف عن اسمه، وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بمعاملة الأردن بازدراء، قائلاً «إنّه يتعامل مع الأردنيّين والسلطة الفلسطينية كما لو أنّهم الخدم وهو السيد، وعلينا اتباع ما يقوم به. إنّه لا يستشيرنا ولا يستمع لنا».
ويأتي دقّ ناقوس الخطر في عمّان بعد تسريب الرسالة شبه الرسميّة لوزير الخارجية عادل الجبير إلى وليّ العهد محمد بن سلمان، والتي تكشف استعداد السعودية للتنازل عن حقّ العودة في مقابل وضع القدس تحت السيادة الدوليّة كجزء من اتفاق سلام في «الشرق الأوسط»، من شأنه تسهيل إقامة تحالف سعودي صهيوني لمواجهة إيران.
كاتب المقال، ديفيد هيرست، نقل عن المسؤول الأردني «أنّ هذه القضايا حسّاسة جداً بالنسبة للأردنيّين من الضفة الشرقية والفلسطينيين»، مشيراً إلى أنّ أيّة محاولة لمنح الفلسطينيين المزيد من الحقوق في الأردن من شأنها أن تثير ردود أفعال عنيفة من قبل الشارع الأردني.
المسؤول قال، إنّ ما عُرض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو أسوأ ممّا سبق، مضيفاً أنّ محمد بن سلمان مهتمّ بتطبيع العلاقات السعوديّة مع الكيان الصهيوني، ولا يهتم لأيّ شيء آخر.
الكاتب نقل أيضاً عن مصدر غربي على تواصل مع الأمراء السعوديّين، تأكيده أنّ الكيان الصهيوني هو أحد العوامل المهمّة وراء موجة الاعتقالات الأخيرة التي استهدفت أمراء ورجال أعمال وشخصيات سعودية مؤثّرة، حيث إنّ العديد من هؤلاء كانوا يتولّون عملية نقل أموال سعوديّة إلى الكيان الصهيوني، لكنّ بن سلمان أراد أن تكون هذه العلاقات حكراً عليه. لهذا السبب سأل عمّا إذا كان هؤلاء الموقوفين سيخضعون لمحاكمات علنيّة أم سريّة.