عن التحالف بين تل أبيب وبعض الحكومات العربية
حميدي العبدالله
تمّ الكشف عن المزيد من الوقائع التي تنقل العلاقات بين بعض الحكومات العربية، ولا سيما حكومة المملكة العربية السعودية، إلى مستوى رسمي، بعد أن كانت هذه العلاقات إما في النطاق السري، أو في أقنية موازية.
يشكل هذا الانتقال في مستوى التعاون والتنسيق بين «إسرائيل» وبعض الحكومات العربية، وضعاً غير مسبوق، لكنه لا يمثل حالة نوعية، فالعلاقات بين تل أبيب وحكومات عربية عمرها طويل، ويمكن القول إنّ جميع الحكومات العربية التي تتحالف مع الولايات المتحدة، كانت لها ارتباطات مباشرة، بعضها سرّي وبعضها علني، مع «إسرائيل» منذ فترة طويلة. الملك الأردني الراحل حسين اعترف، بعد توقيع اتفاق وادي عربة، بأنّ لقاءه مع اسحق رابين رئيس حكومة العدو الصهيوني هو اللقاء العشرون، أيّ أنه عقد على امتداد سنوات سابقة 19 لقاءً لكنها كانت سرية، قبل أن يسمح اتفاق أوسلو واعتراف منظمة التحرير بـ «إسرائيل» بتوقيع اتفاق وادي عربة، وبالتالي عقد قمة أردنية «إسرائيلية» بشكل علني.
ويمكن استعراض عشرات الوقائع التي تؤكد وجود ارتباطات لحكومات عربية أخرى تشبه العلاقة التي كانت قائمة بين الملك حسين وقادة الكيان الصهيوني.
واضح أنّ الأمر الهامّ في هذه العلاقات ليس مستواها الجديد، بل ما الذي يمكن أن تتركه من آثار على المواجهة بين الشعب الفلسطيني وداعمي القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني وحلفائه العرب.
المواجهة بين قوى المقاومة وداعميها من جهة، والكيان الصهيوني وداعميه العرب والدوليين من جهة أخرى، قائمة منذ فترة طويلة، وليس فيها أيّ جديد. مثلاً الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1996 التي عرفت «بعناقيد الغضب»، جاءت بعد قمة شرم الشيخ وقراراتها التي دعمت العدو الإسرائيلي في حربه على لبنان، وحرب عام 2006 على لبنان حظيت بدعم الحكومات العربية ذاتها والأطراف اللبنانية التي تحرّض تل أبيب على شنّ عدوان جديد على لبنان.
إذاً لا جديد من هذه الناحية، لكن الجديد أنّ محور المقاومة اليوم أكثر قوة من المحور الآخر على الرغم من حرب السبع سنوات التي شنّت على سورية، وبالتالي فإنّ وقوع مواجهة جديدة، إذا وقعت، لن تكون في مصلحة التحالف الإسرائيلي الأميركي- العربي.