«القومي» يُحيي العيد الـ85 لتأسيسه باحتفال رسمي وشعبي حاشد في الأونيسكو
أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً حاشداً في العيد الـ 85 لتأسيسه، وذلك في قصر الأونيسكو ـ بيروت، حضره وزير البيئة طارق الخطيب ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي ممثلاً أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
السفير الروسي ألكسندر زاسبكين، السفير السوري علي عبد الكريم علي، أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، حسان شيشية ممثلاً سفير فلسطين أشرف دبور، القائم بالأعمال الكوبي والمستشارة في سفارة كوبا وفيقة إبراهيم، وفد من سفارة الصين ضمّ مسؤولة العلاقات السياسية تانيان ومسؤولة العلاقات مع الأحزاب ناديا تشن، القنصل العام الفخري لدولة إريتريا عبدالله غسان مطرجي.
العقيد الطيار شادي فرحات ممثلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، المقدم هادي أبو شقرا ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد أيمن سنو ممثلاً مدير عام أمن الدولة العميد طوني صليبا، الملازم أول أحمد حمدان ممثلاً مدير عام الجمارك بدري ضاهر، اللواء المتقاعد علي الحاج.
النائب نبيل نقولا ممثلاً رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمين ممثلة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، بلال العريضي ممثلاً رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، النائب فادي الأعور، نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ميشال معلولي، رئيس حزب الاتحاد النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد، شفيق باز ممثلاً رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، محمد خواجة ممثلاً قيادة حركة أمل، نائب رئيس جمعية المشاريع النائب السابق د. عدنان طرابلسي، رئيس تحرير البناء النائب السابق ناصر قنديل، النائب السابق د. حسين يتيم، أمين عام حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود، النائب السابق مروان أبو فاضل، الوزير السابق د. عدنان منصور، الوزير السابق فادي عبّود، الوزير السابق بشارة مرهج، رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي، أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزة، نائب الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي د. نبيل قانصو، سلام أبو مجاهد ممثلاً قيادة الحزب الشيوعي اللبناني، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي عضو مجلس القيادة محمد بصبوص، عضو قيادة التيار الوطني الحرب د. بسام الهاشم ممثلاً نائب رئيس التيار الوزير السابق نقولا صحناوي، رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين، عضو قيادة حركة الناصريين المستقلين المرابطون فؤاد حسن، ممثل عن تجمع لبنان العربي، أمين عام حركة الناصريين الديمقراطيين خالد الرواس، عضو قيادة رابطة الشغيلة حسن حردان، عضو قيادة الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، ممثل حزب رزكاري الكردي اللبناني ابراهيم فرحو، عضو قيادة الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي سايد فرنجية، ممثل حركة التوحيد الإسلامي عاطف القادري، د. غالب زين الدين عن حزب التواصل اللبناني، الدكتور عماد جبري ممثلاً قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني، رئيس جبهة البناء اللبناني الدكتور زهير الخطيب، رئيس المركز الوطني في الشمال الحاج كمال الخير، رئيس هيئة تكريم المناضلين والشهداء العرب محمد عيتاني، الدكتور باسم سنان ممثلاً العلامة الشيخ عفيف النابلسي، ممثل هيئة الصيادلة في التيار الوطني الحر الدكتور علاء الرحباني، عصام طنانة عن حزب لبنان العربي، عضو المجلس السياسي في حزب الله د. علي ضاهر، رئيس حركة الأمة الشيخ عبدالله جبري، عضو قيادة تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسين غبريس، عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد هشام طبارة.
وحضر الاحتفال أمين سرّ حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، علي فيصل عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، شكيب العينا عن حركة الجهاد الإسلامي، عن حركة فتح الانتفاضة أبو اياد زهرة، عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية أبو وائل محمد ابراهيم، الشيخ سعيد قاسم عن الهيئة الإسلامية الفلسطينية، وسيم رزق عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حمزة البشتاوي عن الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، محمد أبو طارق عن منظمة الصاعقة، وممثل جبهة التحرير الفلسطينية وليد جمعة.
كما حضر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر وعدد من أعضاء قيادة الاتحاد، ممثلة المجلس النسائي اللبناني الدكتورة دنيا طعان، ممثل جمعية الصناعيين اللبنانيين نظاريت صابونجيان، أمين عام اتحاد المحامين العرب السابق عمر الزين، أحمد عاصي ممثلاً رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، رئيس مؤسسة سعاده المحافظ حليم فياض، روي عيسى الخوري، سعيد طوق، جميل شرانق، وعدد كبير من الفاعليات والشخصيات ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد من القوميين والمواطنين.
وحضر إلى جانب رئيس الحزب حنا الناشف، رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، رؤساء الحزب السابقون: الوزير علي قانصو، جبران عريجي ومسعد حجل، وأعضاء في مجلس العمُد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي المركزي من بينهم النائب د. مروان فارس، النائب السابق أنطون خليل، رئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل وأعضاء هيئة المنح..
كرم: كم من تنّينٍ دحرْنا ما همَّنا سطوةُ الرّماح
بداية ألقى هنيبعل كرم كلمة تعريف من وحي المناسبة، أشار فيها إلى معاني التأسيس وما تحمله من قيم التجدّد والعطاء، والتأكيد على الالتزام بمبادئ النهضة القومية الاجتماعية، التي تدعو إلى التغيير والخروج من الفوضى إلى النظام ومن الظلام إلى النور، لافتاً الى أنّ احتفال الحزب بعيد تأسيسه الخامس والثمانين هو خير دليل على صحة العقيدة التي تستقطب الأجيال، التي تتعاقب على الانخراط في حزب الحياة والصراع من أجل الحرية والنهوض بالمجتمع ومواجهة أعداء الأمة والوطن، في تأكيد على نهج الحزب الصراعي والنضالي من أجل كلّ حق وخير وجمال.
وقال كرم:
سلامٌ إلى سورية، إلى قيمها، إلى حقّها، إلى خيرها، إلى جمالها.
سلامٌ إلى سعاده… النّهضويِّ القائدِ القدوةِ الصّادقِ المجاهد.
سلامٌ إلى حزبه المجبولِ بالألمِ والتضحيات.
سلامٌ إلى نسوره، نسورِ الزّوبعة الأبطالِ الشجعانِ الأوفياء.
سلامٌ إلى المقاومين، إلى بنادقهم وأقدامهم وأياديهم وجباههم الصّامدةِ الصّابرةِ المباركة.
سلامٌ إلى الشّهداء، إلى أسر الشّهداء، ينابيعِ العطاءِ الملحميّ المقدّس.
سلامٌ إلى كياناتِ هذه الأمةِ المعذّبة، إلى العراقِ ونخيله.
إلى الشامِ وأسودِها وحُماةِ ديارها.
سلامٌ إلى لبنانَ الغالي شعباً وجيشاً ومقاومة.
سلامٌ إلى فلسطينَ الجرحِ النازفِ أطفالَ الحجارة.
سلامٌ إلى الأردنِّ إلى ترابِه وأهله.
سلامٌ إلى الأمة، الأمّةِ التي وقفَ عليها سعاده حياتَه، فكان التأسيس وكان الاستشهاد وكانت الرسالة:
نحنُ قومٌ إذا الحقّ نادى
ثابتونَ في كلِّ ساح
هذي الحياةُ وما فيها
لا تحلو بغيرِ الجراح
في الحربِ الحروفُ بنادقُ
وفي السلمِ زهرٌ أقاح
كم من تنّينٍ دحرْنا
ما همَّنا سطوةُ الرّماح
لنا من الدنيا نصيبٌ ونصيبنا
نصرٌ يوم تعصف الرّياح
وكان هذا صوت سعاده إلى أمته أيّها المنتجون فكراً وصناعة وغلالاً . وكان أن لبّى فيها أقلامٌ ومعاول، فلاحون وصناعيون ومقاومون. وكان بذارٌ للحياة وخمرة للمستقبل رجال شجعان ميامين، نسور أباة كفاة. جباههم معفّرة بالعزّ. عيونهم شاخصة، أقدامهم راسخة. يعانقون الشمس على الذرى، رياحين العطاء.
كلّ وريد يحكي للمجد حكايات الخلود. فنحن أمة تحبّ الحياة لأنها تحبّ الحرية، وتحب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.
وطريقنا نهضة ومقاومة! أوَننسى أننا من أمّة أنطون سعاده؟! أوَننسى أننا من أمّة نزفتْ فاستُشهدتْ ثم قامت، ثمّ نزفت ثمّ استُشهدت ثم قامت، ثمّ عضّت على جراحاتها، ثمّ كانت أسوداً لن يستطيعَ عدوٌّ حاقد متوحّشٌ أن يجعلها تركعُ أمام سكّين… سنبتسم في وجهه كما ابتسم سعاده العظيم، ونردُّ الغزاةَ إلى أوكارهم التي خرجوا منها جثثاً مهترئة لن تكون إلا طعاماً لنمل الأرض! أرضنا عزٌّ وفاءٌ إباءٌ دماءٌ سناء.. حياةٌ لسورية حزبُ سعاده…
قصيدة شعرية
وألقى الشاعر أحمد ضاهر قصيدة بالمناسبة أشاد فيها بمبادئ النهضة القومية الاجتماعية، وما تحمله من قيم ومناقب كانت كفيلة بتغيير وجه التاريخ على مرّ السنوات.
كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام
ثم ألقى رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر كلمة جاء فيها:
خمسة وثمانون عاماً ولا يزال الحزب السوري القومي الاجتماعي في أوج الشباب، خمسة وثمانون عاماً مرّت على هذا الحزب العريق، بكلّ ما فيها من اضطهاد وحروب واحتلال وعدوان «إسرائيلي»، ولا زال حاملاً راية التحرير والحرية شامخاً رافع الرأس أبداً.
اغتيل المؤسّس الزعيم أنطون سعاده في محاكمة صوَرية عاجلة ولم يفقد الحزب دوره ولا فاعليته، بل ازداد عزماً وقوة وانتشاراً من لبنان إلى سورية، إلى فلسطين والعراق.
انخرط حزب سعاده مبكراً في جبهة المقاومة الوطنية عام 1982، وقدّم على مذبح النضال من أجل تحرير الأرض أغلى التضحيات، على هدي أفكار الزعيم المؤسس الذي كان أوّل من نبّه لعنصرية الكيان الصهيوني ولخطره على المنطقة العربية ودعا لإزالته.
الدفاع عن وحدة سورية ودورها القومي
انتقل هذا الحزب الوحدوي أينما وجد وبكلّ ما أوتي من عزيمة إلى مقاتلة الإرهاب التكفيري، ولم يسأل عن حجم التضحيات. زرع الحزب السوري القومي الاجتماعي أفكاره العلمانية النبيلة في مختلف المناطق وبين جميع الشرائح الاجتماعية، متجاوزاً بقوة واعتزاز كلّ الانقسامات الطائفية والمذهبية التي أفسدت المواطن وتسبّبت في خراب الوطن، وكان السبّاق في مبدأ تداول السلطات، فكان رؤساؤه ومسؤولوه من مخلتف الطوائف والمذاهب من دون أيّ تمييز، ساهم هذا الحزب الذي يزداد شباباً ومنعة في الدفاع عن وحدة سورية، ودورها القومي الرائد بشجاعة وحزم، ودفع الدم غالياً ذوداً عن تراب الأمة.
وأضاف: أظنّ صادقاً أنّ نضالات الحزب لا تحتاج الى شهادة من أحد، وليس أدلّ عليها من قافلة شهدائه الأبرار من سناء محيدلي رمز البطولة إلى خالد علوان وغيره من الرواد الأبطال.
شارك الحزب في بعض الوزارات، فكان على سبيل المثال في وزارة العمل نصيراً للعمال من داخل السلطة، وقدّم نموذجاً ومثالاً في الانحياز الى المفقّرين والمهمّشين الى أيّ فئئة انتموا، ويسري ذلك على مختلف الوزارات التي شغلها قادة الحزب وأركانه، كذلك الدور المتميّز الذي لعبه ويلعبه نوابُه في البرلمان اللبناني، دفاعاً عن ذوي الدخل المحدود والمستضعفين.
ومن هنا أيّها الرفاق والأصدقاء ينبع تأييد العمال والحركة النقابية لدور هذا الحزب الرائد والمتميّز، والفريد والملتزم بقضايا المجتمع.
وفي هذا المجال يشرّفنا نحن في قيادة الاتحاد العمالي العام أن يكون بيننا في أعلى هيئات القيادة، عميد العمل في الحزب بطرس سعاده وعدد آخر في المجلس التنفيذي، الذين أغنوا الحركة النقابية على مختلف المستويات بالمبادرات والأفكار والنضالات اليومية، وشاركوا مع حزبهم ومن خلال توجهاته وتوجيهاته بالمحطات والتحرّكات العمالية كافة، وكذلك في تأسيس نقابات واتحادات رفدت الحركة النقابية في لبنان بالمزيد من المناضلين الصادقين.
لأنّ القضية الاجتماعية كانت في صلب نشأة وتاريخ هذا الحزب العريق، بل إنها دخلت في تكوينه وارتبطت باسمه واستحوذت على حيّز واسع في فكر مؤسّسه، فإنني أسمح لنفسي للاستفادة من هذه الذكرى الجليلة ومن على هذا المنبر المهمّ لطرح بعض القضايا التي تحقّقت، وبعض ما يشغل حركة وحياة الاتحاد العمالي العام ومجمل الشعب اللبناني في هذه المرحلة.
فمنذ اللحظة الأولى التي انتخبت فيها قيادة الاتحاد العمالي العام في الخامس عشر من شهر آذار من هذا العام، وهي قيادة فيها الجديد وفيها المتجدّد في الوقت نفسه، طرحت على نفسها جملة مهامّ أساسية ولا تزال.
وكانت القضية الأولى تتعلق بوحدة الحركة النقابية العمالية على مستوى التنظيم والتحرك والأداء والموقف. واليوم وبفضل المرونة العالية التي تتحرك فيها القيادة، تحقق الجانب الكبير من هذا الهدف، وبات القسم الأعظم من أطراف الحركة النقابية يعمل تحت مظلة الاتحاد العمالي العام.
استعدنا الرابط الكفاحي
وفي الاتجاه نفسه وعلى مستوى أوسع استعدنا الرابط الكفاحي بمبادرة من قيادة الاتحاد، مع الزملاء في هيئة التنسيق النقابية، التي كانت قد تعطّلت لفترة طويلة من دون سبب جوهري، ففقد التحرّك النقابي خلال سنوات طابعه الجامع، وانطلقنا سوياً مع روابط المعلمين ونقاباتهم والإدارات العامة وسائر فئات المجتمع المدني في معركة إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي توّجت بالانتصار بعدما بقيت أكثر من خمس سنوات في الشارع. ويجب أن أتوجه بالشكر هنا للقوى السياسية ومنها حزبكم، التي ساهمت بأشكال مختلفة ومن مواقعها في دعم هذه الحركة، وصولاً الى نهاياتها الممكنة والمقبولة، وأعدنا الاعتبار في هذه المعركة للدور الفعّال والحاسم لعمال موظفي واتحادات النقابات في المصالح المستقلة والإدارات العامة والخاصة.
وتصدّى الاتحاد لعمليات الصرف التعسّفي في الشركات والمؤسسات والمصارف، وأضرب واعتصم وأعطى الحقوق للعاملين في المطار، وفي الجامعة اللبنانية وفي بعض الشركات والمصارف.
وخاضت القيادة الجديدة للاتحاد العمالي العام معركة إصلاح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ولا تزال، فتصدّت لمشروع التعديلات الخطيرة على بعض المواد في قانون الضمان التي كان من شأنها إلحاق أكبر الضرر في مالية الصندوق ودوره ومصيره، مثل المواد 51 ، 53 54، و67 والتي كانت تهدف الى إعفاء الشركات من موجب الحصول على براءة ذمة من الضمان الاجتماعي، وإعفاء عدد من المؤسسات من تسديد الاشتراكات المترتبة للصندوق في حالات معينة، وعلى سداد جزء بسيط من مستحقات الضمان، المتوجبة بذمة الدولة على أن تعفى من الفوائد ودون تحديد قيمة هذه الأقساط، وكذلك على عدم فتح الصناديق الا بقرار من مجلس الوزراء.
وها نحن اليوم ومن خلال مشاركة الاتحاد العمالي العام في مناقشة اللجنة النيابية التي تناقش مشروع قانون التقاعد الشيخوخة المقدّم من اللجان النيابية المشتركة، نسهر على العناية بأدق التفاصيل، مصرّين على إنهاء الوضع الشاذ القائم بنظام تعويض نهاية الخدمة، الذي لم يعُد موجوداً في أكثر البلاد تخلّفاً من الناحية الاجتماعية، ونشير أيضاً الى أن الاتحاد حاضر ومشارك في اللجان التي تدرس البطاقة الصحية المقترحة من وزارة الصحة العامة.
وأخذت هذه القيادة الجديدة والمتجدّدة على عاتقها خوض المعركة الى جانب المياومين بمختلف فئاتهم ومواقعهم في القطاعين العام والخاص، لأن وقف التوظيف في القطاع العام، أدى الى هذه البدعة المخالفة للقانون، حيث تمّ ملء الشواغر والحاجات الوظيفية بطريق خاطئة، فوقفنا مع المياومين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وفي قطاع الكهرباء وفي الوزارات والإدارات العامة، مطالبين بإنصافهم وتثبيتهم في ملاكات الإدارات والمؤسسات التي يعملون فيها.
وبالإضافة إلى نجاحنا في إقرار إفادة مستخدمي المصالح المستقلة من قانون السلسلة، طرحنا بإصرار عدم جواز وقف التوظيف المخالف لطبيعة تطور المؤسسات، كما رفضنا زيادة دوام العمل من دون مقابل، وكذلك وقفنا بوجه المادة 37 من قانون السلسلة لجهة التقييم الكيدي للوظيفة.
وأخيراً وفقنا مع العامل اللبناني بوجه هجمة العمالة الأجنبية وأصرّينا على مبدأ الأولوية لعاملنا، ولتطبيق القوانين التي ترعى هذا الواقع وأهمّها حصر العمل للأجانب بالبناء والزراعة وبالخدمة المنزلية، وذلك ليس من مبدأ عنصري، فكلهم أخوة لنا بالتعب والجهاد، إنما من مبدأ حق اللبناني المطلق بالعمل أولاً في بلده.
إنّ برنامج الاتحاد العمالي العام المطلبي يبدأ من المطالبة بمحاربة الفساد، الى التعديل في السياسة الضريبية لإعادة توزيع الثروة بحدّ أدنى من العدالة، الى الإصلاح الإداري في الدولة وصولاً إلى وضع حلول جدية وجذرية لمشكلة النقل وقانون الإيجارات، وقضايا الصحة وتصحيح الأجور في القطاع الخاص الذي وضعناه على نار حامية لإقراره في أقرب وقت.
إلا أن ذلك لم يُنسنا الدور الوطني المنوط بالاتحاد العمالي العام، فقد تداعينا بالأمس القريب مع الهيئات الاقتصادية ونقابات المهن الحرة، الى لقاء وطني في الاتحاد العمالي العام طرحنا فيه موقفنا المشترك من الأزمة الأخيرة، التي نشأت جراء استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري وتداعيات هذه الاستقالة، وأعلنا موقفنا الى جانب المؤسسات الدستورية التي تعاملت بحكمة وتبصّر مع مفاعيل هذا الحدث ولا تزال، وأكدنا تمسكنا جميعاً بالوحدة الوطنية والاستقرار الأمني والنقدي والمالي والاجتماعي، وأن انعقاد هذا اللقاء في مركز الاتحاد دليل واضح على مرجعية الاتحاد الوطنية والاقتصادية والاجتماعية.
وختم الأسمر: «إن ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في عامها الخامس والثمانين هي عيد كل الأحرار والمناضلين، وهي استعادة وتثبيت لكل القيم النبيلة التي ترفع من شأن الإنسان والوطن وأهمها قيم الحق والخير والجمال».
كلمة رئيس الحزب حنا الناشف
وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلمة الحزب وجاء فيها:
في مثل هذا اليوم، ومنذ خمس وثمانين سنة، بدأ سعاده وهو عملاق من أمتنا بتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، بعد أن طرح على نفسه سؤالين مصيريّين، بل مسألتين مصيريّتين:
من نحن، وما الذي جلب على أمتي هذا الويل.
من نحن؟
أنحن شعب واحد؟ تربطنا وحدة الحياة ووحدة المصير؟ أم نحن شعوب متعدّدة لا رابط بيننا؟
أنحن مجتمع واحد وأمة واحدة؟ أم نحن أمم متعدّدة، ودول متعدّدة، ولدنا من رحم سايكس ـ بيكو على يد القابلتين الانكليزية والفرنسية؟
وكان جوابه الحاسم الذي بناه على البحث المستفيض، على المعرفة والعلم، وعلى وقائع التاريخ وحقائق الجغرافيا، بأننا شعب واحد في لبنان والشام، والعراق، وفلسطين، وما انشقّ منها كلها أو تشقّق منها كلها.
وإنّ ما جلب على شعبه هذه الويلات التي لا تزال جاثمة على قلبنا حتى اليوم، هو تقسيمنا او اقتسامنا، اقتسمونا دولاً وشظايا متفكّكة من الداخل، قبائل وعشائر وطوائف ومذاهب، تصنع حروبها الداخلية، أو تُصنع لها، وغير قادرة على حماية نفسها وحماية ثرواتها، من أطماع الدول الجوارح، التي جعلتها تقاتل في كلّ الحروب إلاّ في حربها هي، وجعلتها تقدّم التضحيات والضحايا والشهداء تحت كلّ علم، إلا تحت علمها الواحد.
وانطلق في تأسيس الحزب لغاية بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تعيد للأمة السورية حيويتها وقوّتها وتنظيم حركة تؤدّي إلى استقلالها وتثبيت سيادتها، وإقامة نظام جديد يؤمّن مصالحها ويرفع مستوى حياتها، والسعي لإنشاء جبهة عربية.
ما أشبه اليوم بالبارحة، ألم يحن الوقت لنشاهد ونتعلّم ونعتبر؟ ألم يكن سايكس – بيكو ومن ثم وعد بلفور تمهيداً لتفكيك الأمة السورية ولاستفراد فلسطين الجريحة وابتلاعها؟
ألم تكن هي هي الخطوة الأولى التي تسبّبت بالحروب اللبنانية الدورية الداخلية، التي أدّت إلى دمار مادي وروحي لوحدة النسيج اللبناني؟
أليست هي التي تسبّبت في استفراد الجمهورية العربية السورية الشامخة، واستقدمت إرهابيّي العالم ومرتزقته لتدميرها، وتحطيم إرادتها كدولة ممانعة، وحاضنة للمقاومة.
أليست هي التي بذرت في العراق الأبي قوات الظلمة والظلام، لتقاتل وتقتل شعبه، وتحتلّ أرضه، وتعيث فيه فساداً؟
وأتساءل: لو كانت كيانات الأمة السورية موحّدة، وجيوشها واحدة، وعقيدتها العسكرية واحدة، واقتصادها واحداً، فهل كانت الأطماع والمخططات الدولية المعادية قادرة على اختراقها واغتصاب أجزاء عزيزة من أرضها، وسرقة ثرواتها، وتدمير ما أنشأته حضارتها منذ آلاف السنين؟
بالطبع لا ولكانت كلّ الدول الكواسر، الطامعة بأرضنا وبمياهنا وبثرواتنا تضرب ألف حساب قبل أن تقدم على مغامرة المسّ بأيّ شبر من أرضنا، لأنها ستواجه عندئذ كلّ شعبنا الموحّد الانتماء والولاء والمصير، وستكون لها بالمرصاد كلّ قواه العسكرية القادرة والمنتشرة على كلّ أرض الأمة.
إننا نأمل أن يشكّل ما مرّ على دول أمتنا من ويلات حتى الآن، لا سيما الويلات الأخيرة، حافزاً لكلّ قوى الأمة الحيّة، ولكلّ دولها وكياناتها، ولكلّ قياداتها، لتمعن التفكير في الاتجاه لوحدتها، ليس لأننا فقط شعب واحد، بل لأنّ بقاءها، ومصلحتها الاجتماعية والثقافية، والاقتصادية، والمالية، والدفاعية تقضي بذلك. وهذا ما أكدّته على الأرض، وأكّدت ما قلناه، وتقول به الأحداث الجارية.
وأضاف: ما أوردته، لا يعني بالضرورة تحقيق الوحدة بين كياناتنا غداً. فهذا لا يمتّ الى الواقعية بصلة، إنه يعني أن نعمل بصورة منهجية مدروسة ومخططة باتجاه الوحدة، كجواب واحد ووحيد على مؤامرة سايكس ـ بيكو.
إنها تعني أن نبدأ بتحرير دولنا السورية من الآثار القاتلة التي أوجدها تقسيمها كدول مستقلة، ذات سيادة. ولعلّ التفكير العملي هذا يقودنا إلى الدعوة وإلى تحفيز العمل بداية، على حث الخطى، لإنشاء سوق اقتصادية مشتركة لهذه الدول. ونحن متأكدون بأنّ هذه الخطوة ستؤدّي إلى اكتشاف شعبنا مصالحه الاقتصادية والمالية والحياتية في هذه السوق، وسيجعله مهيّئاً للاقتراب تدريجياً من تحطيم القيود التي كبّلته بها عوامل التفرقة.
وينبغي أن لا يصرف هذا انتباهنا، عن النظر إلى داخل دولنا، وعن العمل لتحرير إرادة شعبنا من مثالب التفرقة. من طائفية بغيضة، إلى تحزّبات دينية ومذهبية، إلى فروق إتنية، إلى استغلال اقتصادي وتفكك اجتماعي وانتشار الفساد والتخلف، إلى حروب عبثية، إلى نزعات انفصالية، وإلى غيرها وغيرها من كلّ ما حملته إلينا ثقافة التدمير الذاتي التي نقلتها إلينا «أنوار» الدولة العثمانية، ومطامع الدول المنتدبة، ومخططات الدول المستعمرة.
وها هي تطوّرات الأوضاع في الأمة السورية ومآزقها، وأوضاع العدو «الاسرائيلي» الناشطة والمتقدّمة، والوضع العالمي الساعي لإقامة معادلة ثابتة ودائمة انطلاقاً من معطيات الحالة القائمة، ومن الأمر الواقع الراهن، كلّ ذلك يؤكد من جديد على أنّ موضوع مصيرنا في الميزان، وانّ علينا ان نخوض صراعاً للدفاع عن وجودنا.
ففي لبنان حدثت وتحدث تطورات غريبة وفريدة، لم تحصل من قبل في أيّ دولة في العالم. إذ تنفرد المملكة العربية السعودية في سابقة مستهجنة في حجز حرية رئيس وزراء لبنان، وفي استخدام عائلته كرهينة حتى يقدّم استقالته تحت الضغط والإكراه، وبدل أن تحميه عملاً بالمواثيق والمعاهدات الدولية كشخصية دبلوماسية زائرة، نراها تمعن في تعريضه لأشدّ أنواع الضغط النفسي والجسدي، غير مبالية بسيادتنا وبكرامتنا وبعزتنا الوطنية،
وفي لبنان أيضاً حاول العدو عبر محترفي الإرهاب اختراق أمنه، وتفتيت وحدة أبنائه، فكان له أبطال الجيش اللبناني والقوى الأمنية والمقاومة الرائدة بالمرصاد، ودحروا فلوله، وعطلوا ما كان يخطط له. كلّ ذلك بقرار سياسي مستشرف وواعٍ من أركان الدولة، ومن فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، فله منا تحية ملؤها الفخر والاعتزاز لقيادته الرائدة لسفينة هذا الوطن في خضمّ الأنواء العاتية ولعمله الدائب للسلم الأهلي، ولوحدة شعبنا، وللحفاظ على عزتنا وكرامتنا الوطنية.
وتابع الناشف: «يخطئ من يظنّ أننا لا نحبّ لبنان، أو أننا لا نعمل للبنان، إننا نفدي كلّ حبة تراب من لبنان، فديناه ونفديه بدماء شهدائنا وأرواحهم. وعندما كانت تجتاح جحافل العدو «الإسرائيلي» ودباباته ثرى لبنان كنا نتصدّى لها، وكنا طليعة المقاومة ضدّها، هذه المقاومة التي بدأناها منذ ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وعبر عمليات كثيرة في ما بعد قامت بها منظمة نسور الزوبعة، ثم استهلينا المقاومة المشرّفة في بيروت وافتتحنا نضالها ولا بدّ من التذكير بالذعر الذي انتاب عندئذ جيش العدو وبدأ يذيع بمكبرات الصوت «نحن ننسحب لا تطلقوا علينا النار»، وتتالت قوافل شهدائنا البواسل والاستشهاديين الأبطال لتشهد لمحبّتنا للبنان بشهادة الدم، وهي أزكى الشهادات وأروعها كما يقول سعاده، وعشية الاحتفال باستقلال لبنان نذكّر بأنّ شهيد الاستقلال الأوّل الذي واجه الدبابات الفرنسية هو الرفيق القومي الاجتماعي سعيد فخر الدين.
أليس أرقى أنواع المحبة هي أن تبذل دمك من أجل من تحب؟
أيّ لبنان نريد ولأيّ لبنان نعمل؟
إننا نريد لبنان الواحد الموحد، الذي يتخلص من أمراضه الطائفية والتحزّبات المذهبية، والذي يذهب شعبه إلى انتخاب ممثليه بالطريقة النسبية الكاملة دون أيّ قيد طائفي. وإذا كانت الانتخابات القادمة التي ندعو لحصولها في أوانها، وندعو كلّ القوميين الاجتماعيين للانخراط بها، لم تعتمد النسبية الكاملة، فإننا نأمل أن تكون بداية لهذه النسبية الكاملة والشاملة كلّ لبنان.
نريد لبنان نطاق ضمان للإشعاع الفكري كما علّمنا سعاده.
نريد لبنان المنارة الذي ينير بإشعاعه كلّ أمته، والمنفتح على أمته،
نريد لبنان السلم الأهلي، ولبنان المساواة بين كلّ أبنائه، بحيث يتبوأ المركز أو الوظيفة الأكفأ والأفضل دون أيّ تمييز.
نريد لبنان المقاوم، والجيش القوي، والدولة القوية القادرة على حماية نفسها وثرواتها ومكاسبها من جيوش الإرهاب ومن عدونا «الاسرائيلي».
نريد لبنان العدالة والعدل، بحيث تعطى العدالة مجاناً بالتساوي لكلّ المواطنين، كالهواء والماء، دون واسطة أو تدخل أو تمييز.
نريد لبنان الذي يجد العامل فيه لقمة عيشه، ويجد الطالب فيه جامعته المجانية، ويجد المتخرّج فيه وظيفة لائقة حتى لا تبتلع المهاجر خيرة العقول والسواعد.
نريد لبنان المنفتح على بيئته الطبيعية، والمنخرط في المشاركة لاجتراح الحلول لأزماتها المصيرية،
نريد لبنان الشامخ المعتزّ بسيادته على أرضه، وعلى سمائه، والمالك لقراره الحر.
هذا هو لبنان الذي نحبّه، ونريده، ونعمل له.
ودعماً لهذا اللبنان الذي نريد ونحب، أدعو من هنا كلّ المؤمنين بوحدة لبنان، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، والمؤمنين بالمقاومة ضدّ العدو «الاسرائيلي» وضدّ الإرهاب إلى تسريع إنشاء جبهة لنكون صفاً واحداً في مواجهة مخاطر التهديدات الخارجية وتحصين الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
وإلى الذين تحرّضهم الرشاوى، والعطاءات، وملايين الدولارات، على العبث بلبنان وبالسلم الأهلي، أقول: لا تكونوا من أدوات الفتنة. ولا تسمحوا للمخططات الأجنبية الواغلة في التآمر علينا بأن تصل إلى مبتغاها، ولا تدعوا طوفان ما سمّي بالربيع العربي الدموي الموجه «إسرائيلياً» وأميركياً وعربياً يجتاح بلدكم، اختلفوا سياسياً كما تشاؤون، واعملوا للانتخابات النيابية وللمراكز السياسية كما ترغبون، لكن إياكم والفتنة ففيها خرابكم، ولن تحصدوا إلاّ الفشل، وانظروا واعتبروا مما حصل لمحرّضيكم ولحلفائكم في الشام والعراق، ولا تكونوا أدوات الإرادات الأجنبية لدمار بلادكم وتشريد أهلكم.
دحر الإرهاب من الشام والعراق
لقد اعتقدوا انّ الشام ستقع في فخ دسائسهم ومؤامراتهم، فمكروا، وأوهموا العالم بأنّ رئيسها المنتخب لا يمثل شعبه، وبأنّ الشعب السوري سيطيح حكومته خلال أسابيع، فجنّدوا لها محترفي الإرهاب من جميع أقطار العالم، وزوّدوهم بأحدث أنواع الدعاوات المغرضة، لكنهم نسوا شيئاً واحداً وهو: أنّ في سورية شعباً مقاوماً تهون عنده التضحيات، وجيشاً مصمّماً على حماية أرضه وشعبه وعلى الشهادة والنصر، ورئيساً واثقاً من اعتزاز شعبه به، ومن اعتزازه بشعبه، يملك إرادة فولاذية لا ترعبها قذائف مدافعهم وصواريخهم، ولا تنال منها كلّ وسائل إرهابهم، رغم جسامة التضحيات، وتعدّد الجبهات.
وها هي تلاويح النصر المؤزّر، تلوح في الأفق لتعلن بقاء سورية الرئيس والشعب والجيش والأرض والوطن، واندثار قوى التأمر، والإرهاب والظلام، فتحية ملؤها الفخر والاعتزاز الى رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد، حافظ الأمانة والوفي لشعبه والصامد كالطود في وجه طاغوت الإرهاب وأعوانه.
والآن، وبعد أن أصبح غير خاف على أحد أنّ دولاً كثيرة انتهكت سيادة الجمهورية العربية السورية، واعتدت عليها، وشنّت عليها حرباً غير عادلة، وزوّدت المعتدين وجيوش الظلام والإرهابيين بكلّ أنواع الأسلحة وبالأموال الطائلة لتدميرها وقتل وتهجير شعبها، وقد كشف كلّ ذلك باعتراف قادتها السياسيين والعسكريين، فإننا ندعو الدولة والشعب السوري، لملاحقتها أمام المحاكم الدولية للمطالبة بحقها بالتعويضات المناسبة، وبالتوقف عن نهج التدخل في سياسات الدول ذات السيادة ومحاولة فرض أنواع من الأنظمة السياسية على شعبها دون إرادته.
وكما في سورية كذلك في العراق لقد اجتاحته جحافلهم، وظنّوا في ليل، أنهم سيقيمون دولتهم المؤسّسة على الحقد والغدر والطغيان والقتل والذبح والتشريد، إلا أنّ دولة الأوهام هذه، انهارت تحت ضربات جيش العراق البطل، وقوى العراق الحية، وقيادته الحكيمة واندثرت إلى غير رجعة.
فلسطين… جرح القلب
أما فلسطين وهي جرح قلبنا النازف، فإننا نرى أنّ العالم الذي تآمر عليها لاغتصابها، لا يزال مُصرّاً على تصفيتها، وتصفية قضيتها، وتشريد شعبها. إنّ هذا العالم الذي يلبس ثياب العدالة وحقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، لا يخجل ان يخلعها كلها دفعة واحدة عندما يتعلّق الأمر بفلسطين، وبحقوق شعب فلسطين. أين العدالة في الموافقة على اغتصاب أرض شعب، لإحلال شعب آخر مكانه؟ وأين حقوق الإنسان في التغاضي عن تشريد ومعاناة الشعب الفلسطيني؟ وأين حق الشعوب في تقرير مصيرها، عندما لا يُسمح للشعب الفلسطيني أن يعود الى بلاده وأن يمارس حقه الوطني في سيادته على أرضه.
إننا نشاهد الآن آخر فصول إمعان العالم المتمدّن في تمكين «إسرائيل» من قضم أرض فلسطين قطعة قطعة، وفي سلب الفلسطينيين حق العودة، وفي طمس ذاكرة الأجيال الفلسطينية الشابة لتنسى فلسطين. ونعلن: انّ فلسطين، وأرض فلسطين، هي جزء من أرضنا القومية، لا يمكن لأيّ طرف التنازل عنها، أو عن أيّ جزء منها، لأنها ليست ملكاً له، ولا يملك أحد حق التصرّف بها، بل هي ملك للأمة جمعاء، وللأجيال التي لم تولد بعد، وأيّ تنازل عنها، او عن أي جزء منها هو باطل ولا يلزم أحداً. وسيبقى شعارنا الذي نورثه لكلّ أجيالنا الآتية: «لا تنسوا فلسطين، تجب استعادة فلسطين»، تحية إلى المقاومة الفلسطينية، وتحية إلى كلّ من رشق حجراً على جندي من جنود العدو «الإسرائيلي».
وأعلن من هنا: أننا كنا في خط الممانعة وسنبقى، وأننا ضمن محور المقاومة وسنبقى، وأننا نرفض أية ضغوط استخدمتها وتستخدمها دول الإرهاب وصانعو الإرهاب لتحويل سياستنا من سياسة تخدم وحدتنا وسلامنا الداخلي إلى سياسة تضرب وحدتنا الداخلية ووفاقنا الوطني.
وسنبقى نقاتل أهل الظلام والإرهاب على كلّ أرضنا، حتى يزول طغيانهم، ودمارهم، وظلهم الثقيل المقيت، عن كلّ أمتنا.
وسنبقى ذراع المقاومة ضدّ «إسرائيل» عدوة شعبنا وأرضنا وتراثنا وحضارتنا حتى استعادة أرضنا القومية مهما طال الزمن.
وسنبقى في قتال دائم مع أمراض التعصّب والطائفية، والمذهبية، والفردية، والجهل، والخيانة والغدر.
وسنبقى من دعاة الوحدة، في مواجهة العاملين على التفرقة والانقسام.
وسنبقى حرباً شعواء على الفاسدين والمفسدين، والذين حوّلوا هيكل الوطن الى مغارة للتجارة بعرق شعبنا ولقمة عيشه.
وسنبقى شامخي الرؤوس بوطنيتنا، وبعزتنا القومية، واستقلال إرادتنا، في مواجهة العاملين لمصالحهم الخصوصية والخاضعين للدعوات والإرادات الأجنبية،
وسنبقى حاملين مشعل النهضة لننير به الطرقات المُعبّدة بالجهل والانغلاق والانعزال، نُسلّمه من يد أوهنها الكبر، إلى يد لا يزال يدوِّي في شرايينها دم الشباب.
سنبقى ثابتين على كلّ ذلك مهما كلفنا ذلك من تضحيات
هذا هو قدرنا، هذا هو تاريخنا.
نداء إلى القوميين الإجتماعيين
وأود في هذه المناسبة، أن أوجه نداء صادقاً إلى كلّ القوميين الاجتماعيين، في الوطن وعبر الحدود لأقول لهم:
إنّ حزبكم يحتاج إلى عقولكم النيّرة، وإلى سواعدكم الجبارة، وإلى قواكم الخيّرة، في هذه الظروف المصيرية التي تمرّ بها أمتكم، فلا تبخلوا على حزبكم بكلّ ما لديكم من طاقات.
أنتم مدعوون إلى العمل، لتحقيق أهداف حزبنا، فدعونا نضمّ أيدينا، وسواعدنا، وعقولنا، وإرادتنا، لبعضنا البعض. ودعونا ننتصر على نزعة السقوط في التحزّبات، والشرذمات، والفرديات، والإشاعات التي سمّمت حزبنا لزمن طويل.
لا تسألوا ما الذي يمكن أن يفعله لكم الحزب، بل اسألوا أنفسكم عمّا يمكنكم أنتم أن تفعلوه لحزبكم، ولأمتكم.
وإذا فعلتم، وأنا واثق أنكم ستفعلون، سنكون قادرين على المضيّ قدماً نحو يوم نحقق فيه النصر لسورية.
هلمّوا إلى حزبكم، وسيكون شعارنا دائماً: لن نتراجع، ولن نفشل، ولن نستسلم وسوف ننتصر.
نحن فخورون بحزبنا، فخورون بما حققه حزبنا في ساحات القتال، لكم ولنا أن نفتخر بمنح وزارة الدفاع الروسية منذ أيام، وسام التميّز العسكري لمجموعة كبيرة من مقاتلي نسور الزوبعة تقديراً لبطولاتهم وشجاعتهم وإخلاصهم وتفانيهم في أداء المهام القتالية في كافة الظروف، مع تشديد الضباط الروس على أنّ هذا النموذج من المقاتلين جدير بالتكريم لأنهم يدافعون عن وحدة أرضهم وشعبهم ببسالة وبتفان واعتزاز.
ختاماً… ألف تحية للجيش اللبناني، والجيش العربي السوري، والجيش العراقي، والمقاومة البطلة في كلّ مسمّياتها وفي كلّ مكان، وإلى نسور الزوبعة، وإلى كلّ أبطالنا الصامدين على خط النار، والمرابطين على كلّ الجبهات لما أظهروه من بسالة وما قدّموه من تضحيات.
وتحيات كثيرات إلى كلّ جرحانا الأبطال، وأحني رأسي بفخر وإجلال لشهدائنا الخالدين ولعائلاتهم…