بيان عربي باهت… وموسكو طهران أنقرة للحل السوري… وأزمة فلسطينية أميركية الناشف في التأسيس: حزب مقاومة ووحدة… مع الأسد وعون… ونداء للقوميّين
كتب المحرّر السياسي
افتتح حدثان متعاكسان مسارين سيحضران بقوة خلال الفترة المقبلة الحدث الأول هو تحرير مدينة البوكمال بعد عشرة أيام من دخولها للمرة الأولى، وقيام القوات الأميركية والميليشيات الكردية التابعة لها بالتنسيق مع داعش لإعاقة القوات السورية والحلفاء، وإرباك وجودهم في البوكمال، وكان التحرير مدوّياً هذه المرة بمثابة التحدّي المباشر للأميركيين ممهوراً بالحضور المباشر للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري على رأس المهاجمين، وظهوره أمام الكاميرات في رسالة مباشرة حول المرحلة التي يفتتحها البوكمال نحو سورية جديدة ظهرت إشارة الانطلاق نحوها في لقاء وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في أنطاليا بتركيا والإعلان بختامه عن التفاهم على خريطة طريق للحلّ السياسي في سورية، ما وصفته مصادر مطلعة بالإشارة إلى التوافق على مؤتمر سوتشي الذي ترعاه موسكو للحوار بين الحكومة والأحزاب السورية، والذي ستدعى إليه الجماعات الكردية، تحت سقف التحذير من مغبّة المخاطرة بالسعي للحفاظ على خصوصية أمنية عسكرية ومساعي انفصال، ستقابل بالقوة وبلا رحمة، تحت عنوان بسط الجيش السوري سيطرته على كامل الأراضي السورية وضمان الأمن الإقليمي فيها، بينما الرسالة للأميركيين دعوة لحزم حقائبهم والاستعداد للرحيل من سورية، فالحسكة والرقة وإدلب أهداف مقبلة بعد البوكمال.
الحدث الثاني، كان الإعلان الأميركي عن إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كرسالة ردّ على توجّه السلطة الفلسطينية بشكوى لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي بحق حكومة الاحتلال، ولكن في رسالة تتضمّن إنذاراً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول الشروط الأميركية «الإسرائيلية» السعودية للتسوية الفلسطينية، وإلا ما يقوله إقفال مكتب التمثيل من بداية عقوبات ستتواصل بوقف تمويل السلطة ويليه إيقاف مخصّصاتها من حكومة الاحتلال كعائدات مستحقة للسلطة قانونياً، ومثلها وقف المساعدات السعودية والخليجية، وما يعنيه كلّ ذلك من إشارات لقرار بحق السلطة ما لم تنصَعْ للتحذيرات الأميركية السعودية، وفي المقابل بدا أنّ السلطة والمنظمة عاجزتان عن قبول التحذير الأميركي السعودي، وأنّ التوقف عن المشاركة في العملية السياسية تحت ضغط الشارع يتصاعد كخيار سيقرّر مصير ما يصفه «الإسرائيليون» والسعوديون والأميركيون بـ «صفقة القرن».
على خلفية هذين الحدثين انعقد مجلس وزراء الخارجية العرب، بدعوة سعودية تحت شعار تهديد إيران وتأديب لبنان، لكن التوقيت المتأخر كحال المتكاسلين والذين لا يجيدون القراءة جعل الاجتماع بلا قيمة. فلا هو جاهز لدعم الموقف الأميركي بحق السلطة الفلسطينية، وقد صار أولوية أميركية، ولا عاد من قيمة لتصعيده على إيران بالنسبة للأميركيين بعد دخول البوكمال وتحريرها.
بيان باهت رغم المحاولات المليئة بـ»الشيطنة» لإيران وحزب الله، حذفت منه الخطوات الإجرائية التي جرى التمهيد لها وروّجت كحاصل يبدأ بتجميد عضوية لبنان في الجامعة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، والتوجّه لمجلس الأمن لتصنيف إيران وحزب الله على لوائح الإرهاب.
تقييم هذا المشهد المتداخل سيكون موضوع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السادسة مساء اليوم، وكان محور كلمة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف في احتفال إحياء ذكرى تأسيس الحزب.
الناشف الذي أطلّ للمرة الأولى بعد انتخابه رئيساً في ظاهرة نادرة لتداول سلسل للسلطة في الأحزاب العربية الكبرى والعريقة، أطلق مجموعة من المواقف اللافتة، والتي حازت تقدير الشخصيات والقيادات التي حضرت الاحتفال، سواء لجهة تشريح مفهوم الوحدة المصيرية التي يدعو لها الحزب رداً على تقسيم كيانات سورية الطبيعية في اتفاقيات سايكس بيكو وارتباطها بزرع «إسرائيل» في المنطقة، والعلاقة التفاعلية بين هذا الإيمان بالوحدة والتمسك العميق بلبنان ومصالحه والتضحية في سبيل عزته واستقلاله، معلناً نحن حزب مقاومة ووحدة، مشيداً بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالرئيس السوري بشار الأسد، ودورهما في صيانة مشروع المقاومة ومواجهة مشاريع التفتيت، مطلقاً من منصة الاحتفال نداء للقوميين داخل الوطن وعبر الحدود للانخراط في المؤسسات الحزبية، قائلاً: لا تبخلوا على حزبكم بما تملكون من طاقات، ولا تسألوا ماذا يمكن لحزبكم أن يقدّم لكم، بل ماذا تستطيعون أنتم أن تقدّموا لحزبكم؟
الناشف: سنبقى ذراع المقاومة ضد «إسرائيل»
دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلّ المؤمنين بوحدة لبنان، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، والمؤمنين بالمقاومة ضدّ العدو «الإسرائيلي» وضدّ الإرهاب إلى تسريع إنشاء جبهة لنكون صفاً واحداً في مواجهة مخاطر التهديدات الخارجية وتحصين الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
وفي احتفالٍ حاشد أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في العيد الـ 85 لتأسيسه، في قصر الأونيسكو في بيروت، أكد الناشف «أننا نريد لبنان الواحد الموحّد، الذي يتخلّص من أمراضه الطائفية والتحزّبات المذهبية، والذي يذهب شعبه إلى انتخاب ممثليه بالطريقة النسبية الكاملة من دون أيّ قيد طائفي». وأضاف: «إذا كانت الانتخابات المقبلة التي ندعو لحصولها في أوانها، وندعو كلّ القوميين الاجتماعيين للانخراط بها، لم تعتمد النسبية الكاملة، فإننا نأمل أن تكون بداية لهذه النسبية الكاملة والشاملة كلّ لبنان».
وأعلن الناشف «أننا كنا في خط الممانعة وسنبقى، وأننا ضمن محور المقاومة وسنبقى، وأننا نرفض أية ضغوط استخدمتها وتستخدمها دول الإرهاب وصانعو الإرهاب لتحويل سياستنا من سياسة تخدم وحدتنا وسلامنا الداخلي إلى سياسة تضرب وحدتنا الداخلية ووفاقنا الوطني، كما سنبقى نقاتل أهل الظلام والإرهاب على كلّ أرضنا، حتى يزول طغيانهم، ودمارهم، وظلهم الثقيل المقيت، عن كلّ أمتنا».
وشدّد على أننا «سنبقى ذراع المقاومة ضدّ «إسرائيل» عدوة شعبنا وأرضنا وتراثنا وحضارتنا حتى استعادة أرضنا القومية مهما طال الزمن، وسنبقى في قتال دائم مع أمراض التعصّب والطائفية، والمذهبية، والفردية، والجهل، والخيانة والغدر».
كما أكد الناشف على «أننا سنبقى من دعاة الوحدة، في مواجهة العاملين على التفرقة والانقسام».
ووجّه التحية الى «جيوش لبنان وسورية والعراق وللمقاومة ونسور الزوبعة وكلّ الصامدين على خط النار في مواجهة الاحتلال والإرهاب»، معتبراً أن «دولة الأوهام انهارت تحت ضربات جيش العراق البطل وقوى العراق الحية وقيادته الحكيمة وأنّ فلسطين وأرض فلسطين هي جزء من أرضنا القومية ولا يمكن لأيّ طرف التنازل عنها أو عن أيّ جزء منها»، مشيراً الى أن «تلاويح النصر المؤزّر تلوح في الأفق لتعلن بقاء سورية الرئيس والشعب والجيش والأرض».
فضيحة «الوزراء العرب»
لم تُعرِّ الكارثة الإنسانية في اليمن ما يُسمّى مجلس وزراء الخارجية العرب فقط، بل جاء بيانه الختامي أشبه بالفضيحة المدوية، ففي حين كان الأجدر بهذا المجلس البحث في جدول أعماله العدوان الذي يشنه نظام محمد بن سلمان على أكثر من دولة عربية، من جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان في اليمن الى دعم التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية والعراق الى تآمره على ليبيا وليس آخر انتهاكه الصارخ للسيادة اللبنانية عبر احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري والمسّ بكرامته الشخصية وبموقع رئيس مجلس الوزراء، عمد المجلس الى إصدار بيان مكتوب سابقاً بالحبر السعودي، كما جرت العادة رغم غياب حوالي ثلث الوزراء ومن بينهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، يدين ما أسماه التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ووصف حزب الله بالإرهابي، ما يثبت مرة جديدة أنّ المجلس كما جامعة الدول العربية ليسا سوى أداتين دبلوماسيتين وسياسيتين للنظام السعودي، ومن خلفه «إسرائيل» يلجأ إليهما في أوقات الشدة الإقليمية والحرج الدولي. وما كشفته وكالات عالمية أمس، بأنّ «وزيراً إسرائيلياً أكد أنّ إسرائيل أجرت اتصالات سرية بالسعودية وسط مخاوف مشتركة بشأن إيران»، كافٍ للدلالة على الدور «الاسرائيلي» في البيان!
واستند الوزراء في بيانهم لإدانة إيران وحزب الله على اتهامٍ بتصنيع وتهريب الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد في الرياض ومن دون أيّ دليل، رغم أنّ الأمم المتحدة وهي أعلى جهة دولية برّأت الدولة الإيرانية من هذا العمل، في وقتٍ تجاهل المجلس مئات آلاف الصواريخ التي تنهمر يومياً منذ ثلاث سنوات على رؤوس اليمنيين مخلفة مئات آلاف الضحايا وملايين المهدّدين بـ «الكوليرا» وخسائر مادية فادحة وحصاراً وتجويعاً في كارثة إنسانية يمكن وصفها بكارثة العصر!
وبعد تحشيد النظام السعودي لعددٍ من الدول التي تدور في الفلك السعودي وتحريضها على المقاومة في لبنان التي قاتلت أعداء العرب والمسلمين من «إسرائيل» والتنظيمات الإرهابية صنيعة النظام السعودي، حمّل البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة أمس، «حزب الله الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أيّ دعم للإرهابيين في محيط إقليمه».
.. ولبنان يعترض
وأعلن لبنان اعتراضه على الفقرات 4 و6 و9 من البيان الذي أتى على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي. وأكد المندوب الدائم المناوب لدى جامعة الدول العربية السفير أنطوان عزام، الذي مثل لبنان بتكليف من وزير الخارجية جبران باسيل الذي قاطع الاجتماع، تمسكه بـ «المعادلة المتوازنة القاضية بتحصين ساحته الداخلية من خلال إطلاق مسار حكومي هادف كضمانة لتماسك الكيان ضمن مؤسسات الدولة، وبما يحفظ السلم الأهلي، توازياً مع القيام بكلّ ما يمكن لتقوية علاقات لبنان مع أشقائه العرب واتخاذ الموقف الواضح من كافة القضايا التي تحظى بالإجماع العربي من دون المسّ بوحدتنا الداخلية».
وكان الوزير باسيل قد اتصل بعددٍ من نظرائه العرب قبيل اجتماع القاهرة، حيث طالبهم بتخفيف حدة بيان الاجتماع. وطالب وزراء الخارجية العرب بتحييد لبنان عن قضية التدخل الايراني.
نصر الله يطلّ مساء اليوم
وسط الأجواء الملبّدة بالغيوم داخلياً عشية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت بالتوازي مع التصعيد السعودي في المنطقة، لا سيما ضدّ لبنان والذي بلغ مداه الأقصى، وعلى وقع تحرير الجيش السوري وحلفائه مدينة البوكمال في دير الزور من تنظيم داعش، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء اليوم كما أعلنت العلاقات الإعلامية في الحزب، ويتناول فيها تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.
وستشكل التطورات المحلية العنوان الرئيسي في كلمة السيد نصرالله، بحسب ما أفادت أوساط مطلعة «البناء»، الأمر الذي سيرسم مرحلة جديدة في لبنان، بحسب الأوساط، والحديث الذي يدور في الأروقة السياسية والدبلوماسية على خط بيروت – باريس بأنّ «الضمانات الفرنسية لم تكف السعودية لإطلاق سراح الحريري، بل أبقت على نجليه كرهينة لضمان عدم تفلته من فلكها»، وبحسب الأوساط فإنّ السيد نصر الله «سيقوم بعملية احتوائية استباقية لأيّ موقفٍ قد يخرج عن رئيس الحكومة تحت الضغط السعودي يخرج عن المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية»، كما سيشير السيد نصرالله إلى «الرهينة التي تقيّد الحريري وتداعياتها السلبية على لبنان وعلى عملية تأليف حكومة جديدة».
وفي السياق رفضت مصادر سياسية إطلاق مواقف وتكهّنات حول المرحلة المقبلة وفضلت انتظار عودة الحريري وما سيُدلي به ليُبنى على الشيء مقتضاه، لكنها أكدت أنّ «تثبيت الحريري لاستقالته بات مؤكداً لأنّ أيّ تراجع سيعتبر هزيمة وانكساراً للسعودية التي لن تقبل أيضاً إعادة تكليف الحريري على شروط التسوية الرئاسية، ما يرجّح خيار إعادة تكليف الحريري وعدم التأليف والدخول في أزمة تأليف الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة». وطمأنت المصادر إلى «الوضع الأمني والنقدي اللذين يعتبران خطاً أحمر ممنوع المسّ به».
كما سيتطرّق السيد نصر الله الى الوضع على الساحة اليمنية واتهام الحزب بالتدخل في اليمن وسيردّ على بيان مجلس وزراء الخارجية العرب، أما المحور الثالث في كلمته سيتطرّق الى المستجدات الميدانية في سورية والعراق مع تحرير مدينة البوكمال في دير الزور وسيتحدث عن مرحلة ما بعد داعش.
الوساطة الفرنسية ضمانة عودة الحريري
في غضون ذلك، ينتظر اللبنانيون عودة رئيس الحكومة المحرّر الى بيروت بعد جولة يقوم بها الى عددٍ من الدول التي تعتبر حليفة للمملكة السعودية لجسّ نبضها حول طبيعة المرحلة المقبلة في لبنان، حيث رُفِعت صور الحريري في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما على طريق المطار مرحبة بعودته.
بينما كانت لافتة كثافة الاتصالات التي انهارت على الحريري فور وصوله الى باريس من شخصيات لبنانية، تهنئه بالسلامة، حملت دلالات بأن الحريري كان معتقلاً وأُطلق سراحه.
وكان الحريري قد عقد خلوة ثنائية مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تلتها مائدة غداء جمعت الرجلين وعقيلتيهما ونجل الحريري البكر، تحدّث الرئيس الحريري مباشرة، للمرة الاولى، الى الإعلام عبر بيان مكتوب مقتضب بالفرنسية شكر فيه فرنسا ورئيسها على دعمهما للبنان وتمسكهما باستقراره، قبل أن يؤكد أنه سيحدّد موقفه من كل القضايا السياسية اللبنانية من بيروت بُعيد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وكان الحريري قد أجرى اتصالات عدة قبيل توجّهه الى الاليزيه، برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، أعلمهما فيه أنه سيحضر الى لبنان للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال.
وأعلن المكتب الإعلامي للحريري، أنّه سيقوم غداً الثلاثاء بزيارة الى مصر للقاء رئيس الجمهوريّة عبد الفتاح السيسي، بينما نفى نائب وزير الخارجية الكويتي خبر زيارة الحريري إلى الكويت.
وقالت مصادر لبنانية في باريس لـ «البناء» إن «الوساطة الفرنسية التي أخرجت الحريري من الرياض الى باريس هي ضمانة عودته الى لبنان على أن تستكمل بعيداً عن الأضواء في مشاورات تقودها الرئاسة الفرنسية مع الدولة اللبنانية ومع السعودية والولايات المتحدة الأميركية لتثبيت أمن واستقرار لبنان، ودعم حوار الحريري مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي لتدعيم التسوية على أسس جديدة».
وأوضحت أن «الدبلوماسية الفرنسية تبذل جهوداً لمنع تداعيات الاستقالة السلبية على الداخل اللبناني من خلال محاولة لملمة التسوية وتزخيم الحوار بين اللبنانيين»، لكنها لفتت الى أن «احتجاز نجلي الحريري سيعرقل دور الحريري في لبنان وإحياء التسوية ما يفرض البحث عن تسوية جديدة غير واضحة المعالم في ظل الوضع الساخن في المنطقة».
ولفت المصادر الى «التناقض في التوجهات والسياسات بين الرياض والقاهرة التي باتت أقرب الى موقف الدولة السورية في الحرب على سورية وأقرب الى الموقف اللبناني الرسمي من قضية الحريري ودعم الاستقرار في لبنان ومنع التصعيد والحرب في المنطقة».
وكشفت المصادر أنه بعد فشل خيار مبايعة آل الحريري لبهاء الحريري، «يجري التداول باسم الرئيس فؤاد السنيورة ليكون بديلاً عن الحريري ورجل السعودية الأول في لبنان».
وفي توقيت مريب يصل اليوم السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الى لبنان لتسلّم مهامه في بيروت.
وتلقى الرئيس عون أمس اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة، لا سيما تلك التي استجدت بعد إعلان الحريري استقالته من الخارج. وقد أكد غوتيريس للرئيس عون اهتمام الأمم المتحدة بالوضع في لبنان ومتابعة المستجدات فيه عن كثب، مشدداً على دعم الاستقرار الامني والسياسي فيه.