شتاينماير: ألمانيا تعيش وضعاً لم تعرفه منذ 70 عاماً تقريباً ميركل تأسف لفشل جهودها في مفاوضات تشكيل الحكومة
دعا الرئيس الألماني، فرانك – فالتر شتاينماير، أحزاب بلاده إلى «تشكيل حكومة ائتلافية من دون إجراء انتخابات مبكرة للبرلمان».
وقال شتاينماير، في مؤتمر صحافي عقده أمس: «ألمانيا تعيش وضعاً لم تعرفه منذ 70 عاماً تقريباً بعد فشل المفاوضات التمهيدية حول تشكيل الحكومة».
وأعرب عن أمله في أن «تتمكّن الأحزاب الألمانية من تشكيل حكومة ائتلافية بناء على نتائج الانتخابات البرلمانية، التي عقدت يوم 24 أيلول»، في إشارة إلى «ضرورة مواصلة المفاوضات» حول هذا الشأن.
وقال شتاينماير: «أتوقّع من الجميع الاستعداد للمفاوضات لضمان تشكيل حكومة في مستقبل منظور».
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أبلغت زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنغيلا ميركل، التي تسعى لتولّي منصب المستشار الألماني للمرة الرابعة على التوالي، الرئيس الألماني، صباح أمس، بـ «انسحاب الحزب الديمقراطي الحر من المفاوضات».
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، «إن جهودها لتشكيل حكومة ائتلافية فشلت»، مبديةً «أسفها لفشل المفاوضات». وهو ما من شأنه أن يُدخل ألمانيا في أزمة سياسية ويقترب أكبر اقتصاد في أوروبا من انتخابات جديدة محتملة.
وأضافت «أنها ستبقى في منصبها قائمة بأعمال المستشارة وأنها ستتشاور مع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير بشأن الخطوة المقبلة».
وقالت ميركل للصحافيين «هذا يوم للتفكير العميق في كيفية المضي قدماً في ألمانيا.. سأفعل كل ما بوسعي لضمان إدارة هذا البلد بشكل جيد في الأسابيع الصعبة المقبلة».
بدوره قال ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر، للصحافيين «اليوم لم يُحرَز تقدّم بل كانت هناك انتكاسات، لأن الحلول الوسط المستهدفة باتت محلّ تساؤل… ألاّ نحكم أفضل من أن نحكم بطريقة خطأ».
وكان متوقعاً أن يضمّ هذا الائتلاف كلاً من الحزب الديمقراطي المسيحي وحليفه التقليدي، الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظون ، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الحر الليبراليون وحزب الخضر.
وفي حال نجحت المفاوضات في تشكيل الائتلاف كان من شأنه أن يحصل على أغلبية في البرلمان بحصده 393 من أصل 709 مقاعد في بوندستاغ 55 في المئة ، إلا أن هذه الحصة انخفضت إلى 44 في المئة بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الحر.
وسيؤدي الفشل النهائي للمفاوضات حول تشكيل ائتلاف أغلبية في البرلمان الألماني إلى ضرورة الخيار بين السبيلين لحل الأزمة السياسية الحالية، الأول يتمثل بإقامة حكومة أقلية، الأمر الذي لم يشهده تاريخ ألمانيا حتى الآن، والثاني يكمن في إجراء انتخابات مبكّرة لبوندستاغ بسرعة غير مسبوقة بالنسبة للبلاد.
من جهة أخرى، ألغت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اجتماعاً كان من المقرّر عقده أمس مع رئيس الوزراء الهولندي، مارك روت، فيما اعتبر خبراء فشلها في تشكيل ائتلاف حكومي بداية أفول لنجمها.
وقال ناطق باسم مجلس الوزراء الألماني: «إن الاجتماع الذي كان مقرراً أمس بين المستشارة ميركل ورئيس وزراء هولندا مارك روت لن يُعقد».
ولم يكشف الناطق عن سبب إلغاء الاجتماع، وأوضح قائلا «لا أستطيع أن أقول شيئاً رسمياً عن الأسباب».
وكان من المفترض أن تعقد ميركل عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء الهولندي، مؤتمراً صحافياً.
واجتمعت ميركل عصر أمس، مع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير لإطلاعه على نتائج مشاوراتها بشأن التشكيلة الحكومية.
ويمكن للوضع في ألمانيا أن يتطوّر وفقاً لسيناريوين: أولهما حكومة أقلية. وهذا بات مستبعداً بعد رفض الخضر المشاركة في حكومة كهذه، وثانيهما، التوجّه لإجراء انتخابات جديدة. ومع ذلك، يستند الخيار الأول إلى العبور من خلال إجراءات لانتخاب المستشار في البرلمان، وتعيينه من قبل رئيس الدولة.
فإذا كانت ميركل غير جاهزة لقيادة حكومة أقلية والخضر ليسوا على استعداد للمشاركة فيها، فإن البديل الوحيد في هذه الحالة هو التوجه لانتخابات برلمانية جديدة يستبعد المراقبون أن يغيّر نتائجها توزع القوى بين الأحزاب.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في برلين، كلاوس يورغن شيرر، أن «فشل محادثاتها بشأن تشكيل ائتلاف حكومي يشير إلى بداية النهاية لعصر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وإلى تغيير الأجيال في السياسة الألمانية».
وأضاف، «أن الوضع الحالي ربما يكون جيداً للديمقراطية. لأن ما نراه الآن هو تغيير الأجيال في السياسة، وهذا يعني أن ميركل اقتربت من نهايتها، ومثلها كذلك قادة الأحزاب الأخرى في البلاد، وإذا ما جرت انتخابات جديدة، فمن غير المرجّح أن يمثل مارتن شولتز، الحزب الديمقراطي الاشتراكي، هناك أيضاً سيأتي جيل جديد».
في سياق متّصل، أعلن مسؤول في مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، «أن فرنسا تحتاج إلى ألمانيا قوية ومستقرة كشرط للدفع بأوروبا إلى الأمام».
وقال المسؤول: «من أجل ألمانيا وأوروبا، نريد لشريكنا الرئيس أن يكون مستقراً وقوياً لنسير معاً إلى الأمام».
وأضاف المسؤول: «وهذا ما يجعل فرنسا بحاجة أكثر إلى تقديم اقتراحات وأخذ زمام المبادرة والعمل على إنجاز مشروع أوروبي طموح سنحققه مع شريكنا الألماني».