أبو الغيط وسط العاصفة اللبنانية: عون: الاتهام مرفوض بري: نعتذر لقتال «إسرائيل» نصرالله: هزمنا «إسرائيل» وأنهينا داعش فأين قاتلتم؟ الناشف: جنوح أعمى لتغطية التطبيع
كتب المحرّر السياسي
رغم الإضاءات الكثيرة على مسار رحلات رئيس الحكومة سعد الحريري قبل وصوله إلى بيروت، بقي الحدث بيان وزراء الخارجية العرب، وجاءت الزيارة غير الموفقة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لتفجّر عاصفة غضب بدأت في القصر الجمهوري في بعبدا بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي رفض الاتهامات التي تضمّنها بيان الوزراء العرب للبنان تلميحاً ولأحد أكبر أحزابه وعنوان مقاومته بالإرهاب. وهو اتهام لم يوجّهه لحزب الله إلا «إسرائيل» وشاركتها به أميركا بحكم العلاقات الخاصة بينهما. وهذا ما حدا برئيس مجلس النواب لربط البيان العربي الاتهامي لحزب الله كعنوان للمقاومة بوجه «إسرائيل» بخطيئة لبنان بعيون أشقائه العرب، لكونه فعل ما لم يفعلوه، فانتصر على «إسرائيل» التي يريدونها قوية ولا تُقهر ليبرّروا ضعفهم أمامها، فاستحقّ لبنان العقاب، لخروجه على إجماع الضعف العربي، ووجب عليه الاعتذار، وفقاً لما وصفت مصادر مطلعة مضمون كلام بري عن الاعتذار لقتال «إسرائيل»، بينما وقفت الأحزاب اللبنانية وراء خطاب يرى في البيان الوزاري تضييعاً لمفهوم الأمن القومي، ووصفه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف بالجموح الأعمى الهادف للتعمية على التطبيع مع «إسرائيل»، معتبراً البيان أبعد من مجرّد خطأ جسيم يرتكب بحق المقاومة، لكونه تعبيراً عن نهج التلاقي مع العدو وتسديد الفواتير لحسابه.
الموقفان الفلسطيني والعراقي، حكومياً وسياسياً، كانا مشابهين للموقف اللبناني، حيث كان موقف الحكومة العراقية والفصائل السياسية، كما موقف حركتي فتح وحماس ومعهما حركة الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسائر الفصائل المتوافدة للحوار في القاهرة، صوتاً مرتفعاً بوجه الوزراء العرب برفض محاكمة المقاومين الذين هزموا «إسرائيل» بصفتهم إرهابيين.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فنّد في إطلالة تلفزيونية له، مضمون البيان العربي في سياق مقاربته لنتائج معارك البوكمال، ونهاية «دولة» تنظيم داعش، متسائلاً إذا كان المعيار للعروبة والأمن القومي العربي هو فلسطين، وبالتالي هو قتال «إسرائيل»، فهذه المقاومة هي التي هزمتها وأذلّتها، وإذا كان المعيار هو قتال الإرهاب، فهذه المقاومة هي شريك رئيسي في هزيمة داعش وإنهاء دولة داعش، فمن قاتل هؤلاء الوزراء وحكوماتهم، وخصوصاً الخليجيين منهم، ومتى قاتلوا «إسرائيل» أو الإرهاب؟
مصادر مطلعة رأت في تلميح السيد نصرالله إلى قرب الانسحاب من العراق ونفيه أيّ وجود للحزب في الكويت والبحرين واليمن سقف ما يمكن قبوله في أيّ نص لتسوية يمكن وضعه بيد الرئيس الحريري لمساعدته بوجه الضغوط السعودية كمواصلة لحسن النية تجاهه شخصياً، بمعزل عن البعد الوطني لمعركة تحريره من القبضة السعودية. وأنّ أيّ طلب حريري يتخطى هذا السقف يعني انكسار فرص التوصل لتسوية ودخول لبنان في أزمة حكومية، تضع الأولوية اللبنانية عند معادلة منع «إسرائيل» من الربح بواسطة السعودية ما لم تربحه بجيوشها وحروبها والعقوبات الأميركية المساندة لها، وقد يصير عندها استبعاد الحريري المرتهن لضغوط سعودية لا يرغب الكثيرون في إيذائه نفسياً بالحديث عنها، وطرح قضية رئاسة الحكومة في التداول الوطني على قاعدة الحاجة لحكومة تمنع «إسرائيل» من تحقيق أرباح بالواسطة في لبنان، من دون أن يعني هذا تخلياً عن الحريري الذي احتضنه الجميع في محنته، بل ربما يكون فرصة لتحريره من الضغوط بتحريره من رئاسة الحكومة. وهذا يعني بالتأكيد استبعاد أيّ مرشح يضع أولويته الحصول على الرضا السعودي، ولو أدّى ذلك لأزمة حكومية مفتوحة حتى الانتخابات النيابية.
نصرالله: «البيان» تافه وسخيف
في الوقت الذي كانت فيه القوات السورية وحلفاؤها ومعها حزب الله تحرّر البوكمال من تنظيم داعش الذي يجمع العالم على توصيفه بالإرهابي، كان الوزراء العرب يصفون حزب الله بأنه إرهابي، وفي الوقت الذي تتحمّل فيه إيران الدعم ضد داعش يتهمّونها أنها دولة راعية للإرهاب هكذا فنّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ردّه على بيان «العرب» الاتّهامي.
وأشار إلى أن «الاتهام لنا تافه وسخيف»، وشدّد على أن لا علاقة لحزب الله بإطلاق الصاروخ من اليمن على الرياض ولا بما سبقه، ولا بما سيلحقه نافياً إرسال أي سلاح الى اليمن او البحرين أو الكويت أو أي بلد عربي. وأضاف أن الوزراء العرب اتهمونا بدعم المنظمات الإرهابية في المنطقة بصواريخ بالستية، فعلى ماذا اعتمدوا في ذلك؟ مشيراً إلى أننا أرسلنا سلاحاً فقط إلى المقاومة في فلسطين المحتلة كصواريخ الكورنيت المضادّة للدبابات، ونفتخر بأننا دعمنا المقاومة. وتوجّه السيد نصر الله للدول التي تتّهم حزب الله وإيران بالإرهاب، سائلاً: ماذا فعلتم في الحرب على «داعش»؟
«دولة داعش» سقطت.. والمهمة أنجزت
وأكد السيد نصر الله أنه مع تحرير البوكمال سقطت «دولة داعش»، وهذا لا يعني انتهاء تنظيم داعش مؤكداً أن علينا أن نتابع بالقوة والاندفاع نفسيهما للإجهاز على بقايا داعش، خصوصاً أننا نعلم أن الأميركيين يعملون على إحيائه. وكشف أن مهمة الحزب قد أنجزت وأنه ينتظر إعلان النصر العراقي «لنتخذ الخطوات المناسبة حول وجود قيادات وكوادر حزب الله الجهاديين في العراق وأنه سيتمّ نقلهم الى ساحات أخرى. واعتبر أن إعلان العراق النصر النهائي على داعش لم يعُد بعيداً».
غير أن السيد نصر الله، بحسب ما قال مطلعون لـ «البناء» ميّزَ بين وجود الحزب في العراق، حيث هناك خبراء وقياديون ومستشارون ولا يوجد مقاتلون وبين الميدان السوري حيث للحزب مقاتلون ميدانيون ولم يوحِ بأي دلالة على أن أوان الانسحاب من سورية قد اقترب، بل دوره لم ينته وهناك أكثر من جبهة سيشارك في تحريرها الى جانب الجيش السوري، أما في العراق فهو ينتظر قرار الحكومة العراقية إعلان نهاية داعش لينقل قيادييه وخبرائه الى ساحات أخرى، لكنه بحسب المصادر المطلعة ننفسها لم يقل الى لبنان ولم يحدّد أي ساحات، الأمر الذي أربك المتابعين ليل أمس للتحرّي من مصادرهم عن أي ساحات يقصدها السيد نصرالله؟ هل الى الرقة وإدلب أم الى لبنان لتحصين جبهة الجنوب ضد العدو «الإسرائيلي»؟
وأكد السيد نصرالله أن «تحرير البوكمال إنجاز كبير وأهمية البوكمال أنها مدينة حدودية وعلى معبر القائم، وبالتالي، فالوصل بين سورية والعراق قد حصل، وتحرير المدينة يعني أنه لم يعُد هناك مدينة يسيطر عليها داعش ليس في سورية فقط بل في المنطقة. وشدّد على ان الانجاز في البوكمال يحصن وحدة سورية ويسقط مشروع التقسيم. وكشف أن «الأميركي فعل كل ما يستطيع لمساعدة داعش في البوكمال وأمّن غطاء جوياً لداعش شرق الفرات وشنّ حرباً الكترونية وعملية تشويش على القوات المهاجمة».
لوقف العدوان على اليمن
ورفع السيد نصرالله صوت المظلومية ضد استمرار العدوان السعودي على اليمن، وجاءت إدانته لمارسات النظام السعودي ضد الشعب اليمني، امتداداً لإطلالاته على الوضع الإنساني والمأساوي في اليمن على مدى يزيد عن عامين، التي شكلت نقطة مركزية في إصابة المشروع السعودي في الصميم، كما أصرّ السيد نصرالله على لعب هذا الدور الأخلاقي والإنساني الذي يشرف أي قائد يقف في وجه الظلم والعدوان.
ووجّه نداءً الى المرجعيات الدينية كلها والعرب والمسلمين كلهم لموقف وصوت يرتفع للطلب من السعودية وقف الحرب ووقف سحق الأطفال والمجاعة والكوليرا والذهاب لحل سياسي.
منفتحون على الحوار
في الشأن السياسي الداخلي أرجأ السيد نصرالله مكاشفة جمهور المقاومة والرأي العام حول خلفيات الاستقالة والاتهامات لحزب الله بخرق شروط التسوية الرئاسية بانتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري، لكنه ترك الباب مفتوحاً على الحوار مع الحريري حول المرحلة المقبلة. وقال: «إننا ننتظر جميعاً عودة رئيس الحكومة الذي هو بالنسبة لنا غير مستقيل الى أن يأتي الى لبنان ونرى. والأولوية عودة الحريري الى لبنان وعندما يأتي ويحصل حوار نتوجّه الى الناس بكل شفافية»، وأعلن في هذا السياق «أننا منفتحون على اي نقاش في البلد».
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «إعلان السيد نصرالله قرّب إنهاء تواجده في العراق ونفي أي وجود عسكري له في اليمن يمكن أن يشكل مقدمة لإنتاج تسوية جديدة بين القوى السياسية، لا سيما أن حزب الله أبلغ الجهات الدولية العاملة على خط الوساطة بين لبنان والسعودية، بأنه وافق على تلبية الطلبات في ما خص اليمن بقدر ما يستطيع لجهة موقفه السياسي والإعلامي والإنساني، لكن مقابل وقف السعودية عدوانها على اليمن والدخول في حوار مع أنصار الله للتوصل الى حل سياسي».
ورأت المصادر في كلام السيد نصرالله عن الحوار رسالة إيجابية للحريري، وبأن الحزب مستعد للحوار إذا كان الحريري سيأتي بهذه الروحية، لكن السيد أبدى استعداده لكافة الاحتمالات لا سيما وأنه ذكر سلسلة انتصارات محور لمقاومة في الإقليم كانت بمثابة رسائل للداخل والخارج بـ «أننا منتصرون ولن نقبل المس بالمعادلة الداخلية». ولفتت المصادر الى «مشاورات يومية ومكثفة بين لبنان وفرنسا للتحضير لعودة الحريري وللمرحلة السياسية المقبلة في ضوء الوساطة التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين السعودية وايران».
وعلمت «البناء» بأن قيادة حزب الله لن تُدلي بأي موقف من الاستقالة والاحتمالات قبل سماع موقف الحريري بعد عودته، لكن المصادر أكدت بأن «الاستقالة باتت واقعة، ولن يتراجع الحريري عنها، وأن حكومة تصريف الأعمال هي الحل بانتظار نضوج الظروف لتشكيل حكومة جديدة».
الناشف: بيان «العرب» تدخل سافر في شؤون لبنان
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أنّ ما تضمّنه بيان وزراء الخارجية العرب، لجهة نعت حزب الله بالإرهاب، وهو أحد أحزاب المقاومة الأساسية، يشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية، وفي ما تعتبره الأكثرية الساحقة من اللبنانيين حقاً من حقوقها المشروعة لمقاومة الاحتلال والإرهاب.
وقال الناشف إنّ جامعة الدول العربية، التي كان من أولى واجباتها الجوهرية حسب ميثاقها، تعزيز التعاون بين دولها، وعدم المسّ بسيادة أية دولة عضو فيها، أصبحت تحترف التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وتغذّي التناحر بينها، وتحرّض على الدول التي لا تدور في محور بعض الدول الخليجية، وعلى الاعتداء عليها عسكرياً، واستدعاء القوى الأجنبية لمعاونتها على اعتداءاتها والتنكيل بشعوبها وتدمير منشآتها. وهذا ما حصل بالفعل ضدّ ليبيا وسورية واليمن ويحصل حالياً ضدّ لبنان، وبذلك تحوّلت هذه الجامعة، من إطار تأسّس ليكون جامعاً وتعاونياً، إلى إطار عدواني تتحكم بقراراته دول تمارس الكيدية والابتزاز الأمر الذي قوّض كلّ آليات وصيغ العمل العربي المشترك.
وأشار الناشف إلى «أننا ومن موقعنا في المقاومة التي قاتلت الاحتلال الصهيوني وحرّرت لبنان منه، وتحارب الإرهاب وحرّرت أرضه من إجرامه وآثامه، نؤكد أشدّ عبارات الإدانة والاستنكار لما تضمّنه بيان وزراء الخارجية العرب حول حزب الله، ونعتبره اعتداءً على النسيج الداخلي اللبناني، إذ إنّ حزب الله في لبنان هو جزء من معادلة لبنانية وطنية مقاومة في مواجهة العدو الصهيوني».
وحذّر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي من هذا الجنوح الأعمى لبعض الدول العربية، في محاولة منها للتعمية على نهجها التطبيعي مع العدو، وعلى سلوكها السيّئ، والذي بات تحت المجهر الدولي، خصوصاً بعد السيناريو الأخير الذي أحاط باستقالة رئيس حكومة لبنان، والذي تصدّى له لبنان الرسمي والشعبي بحكمة وموضوعية وإرادة متمسكاً بالسيادة والكرامة والعزة الوطنية. ودعا إلى تحرك لبناني واسع، في محاولة لإعادة تصويب العمل العربي المشترك بمنأى عن الهيمنة والاستئثار والتحريض الذي تساهم الجامعة العربية في تعميقه متناسية الخطر الصهيوني والمطامع الصهيونية في فلسطين وكلّ كيانات الأمة السورية.
الحريري في بيروت مساءً
وفي وقت من المتوقع أن يصل الرئيس سعد الحريري الى بيروت مساء اليوم، يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لبحث أحدث التطورات في المنطقة بحسب بيان الرئاسة المصرية.
ويُقام للحريري حفل استقبال شعبي وسياسي في بيت الوسط يوم غدٍ عقب الانتهاء من مراسم الاحتفال في عيد الاستقلال الذي سيشارك فيه الحريري الى جانب الرئيسين عون وبري.
اليعقوبي في بيروت
ووسط هذه الأجواء، وفي ذروة العدوان السعودي على لبنان وصل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي أمس، إلى مطار بيروت، لتسلّم مهامه رسمياً في لبنان.
لبنان الرسمي يؤنّب أبو الغيظ
في غضون ذلك، وبعد عدوان بيان وزراء الخارجية العرب الدبلوماسي والسياسي على لبنان من خلال وصف مقاومته وحكومته بالارهاب، حاول الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التخفيف من وطأة بيان الوزراء، بعد زيارته الى بيروت ولقائه رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي. غير أن لبنان الرسمي أظهر تضامناً وموقفاً موحداً وصلباً لا سيما بين رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي في رفض واستنكار التدخل في الشؤون الداخلية للبنان واستهداف مقاومته.
وقد أبلغ الرئيس ميشال عون أبو الغيظ بوضوح أن لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيما أنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات». وأكد رئيس الجمهورية أن «لبنان لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأن الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية أمس في القاهرة، يعبّر عن إرادة وطنية جامعة»، لافتاً الى أن «لبنان واجه الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرّض لها منذ العام 1978 وحتى العام 2006 واستطاع تحرير أرضه، فيما الاستهداف «الإسرائيلي» لا يزال مستمراً ومن حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة».
أما أبو الغيط، فنقل إلى الرئيس عون المداولات التي تمت في القاهرة والمواقف التي صدرت، مؤكداً حرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، رافضاً إلحاق الضرر به. وقال إن «للبنان طبيعة خاصة وتركيبة خاصة وخصوصية معيّنة، والجميع يعترف بذلك. ولا أحد يبغي الإضرار بلبنان ولا يمكن القبول بأن يكون لبنان مجالاً لمثل هذا الوضع».
بري لـ «العرب»: عذراً أننا في لبنان قاتلنا «إسرائيل»
الموقف الذي سمعه أبو الغيظ في بعبدا سمعه ثانية في عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري، حيث ظهر التناغم بين الرئيسين عون وبري، الذي اكتفى بالتعليق على مقررات اجتماع القاهرة، قبيل استقباله أبو الغيط في عين التينة، بالقول: «شكراً وعذراً… الشكر لله. وعذراً أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل».
أما بعد استقباله فقال «رغم التوضيح من سعادة الامين العام للجامعة العربية، ذكرّته بمقدمة القرار «العتيد» اذ يؤكد على أهمية ان تكون العلاقات بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية في ايران قائمة على مبدأ حسن الجوار… واكتفينا بهذا وتذكرنا ان المصالحة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران هي أوفر بكثير مما حصل ويحصل، كما ذكرّته بعشرات القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية على مستوى قمم أو وزراء والتي تؤكد حق المقاومة في التحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضد «إسرائيل» او اي اعتداء عليه. كما ان القرار بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الإطلاق، إن لم أقل إنه مسيء في ظرف التموّج الحكومي الحاضر».