شعبان: دمشق مستعدّة للحوار مع كلّ مَنْ يؤمن بالحلّ السياسي.. وقمّة سوتشي تؤكّد وحدة الأرض السورية ومنع تقسيمها
أعلنت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السوريّة بثينة شعبان، استعداد دمشق للحوار مع كلّ من يؤمن بالحلّ السياسي للأزمة في بلادها.
وفي حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، علّقت شعبان على قرار عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، بأنّ سورية ومنذ بداية الأزمة اعتمدت نهجاً عملياً يؤمن بـ»الشراكة وبالحوار السياسي».
ورأت شعبان، أنّ نجاح المؤتمر المرتقب يعتمد على إدراك المعارضة أنّه حان الوقت لوقف العنف والانخراط في حوار وطني يؤدّي إلى تسوية شاملة.
وأشارت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السوريّة، إلى أنّ رغبة المعارضة، أو حتى قدرتها على الانخراط في عملية سياسية حقيقية لم تتّضح بعد.
وكان قد صدر البيان الختامي للقمّة الروسية الإيرانية التركية في مدينة سوتشي الروسية، وفي مؤتمر صحافي عقده رؤساء روسيا وايران وتركيا، فقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ «الزعماء الثلاثة يحدّدون الخطوات الأولى لإطلاق حوار شامل في سورية، وقد اتّفقنا على الاستمرار في الجهود للقضاء على «داعش» والنصرة».
وإذ اعتبر أنّ الانتصار على الإرهاب يفتح آفاقاً جديدة للحلّ السياسي، كشف بوتين «أنّنا نجحنا في الحيلولة دون تقسيم سورية، وظهرت فرصة حقيقية لوضع حدّ للحرب الدائرة منذ سنوات».
بدوره، أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني: «نستطيع اليوم اتخاذ القرارات المؤثّرة في عملية إعادة الاستقرار إلى سورية»، مشيراً إلى أنّه «لا يمكن استخدام الإرهاب كآليّة لأيّ دولة ويتحوّل إلى خطر كبير على الدول».
وشدّد روحاني على أنّ «الهدف الرئيسي للقمّة هو تهيئة الحوار السوريّ بمشاركة كلّ مكوّنات المجتمع، بما فيها الحكومة والمعارضة، الذي يجب أن يؤسّس للإصلاح الدستوري والانتخابات العامّة».
أمّا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فكشف عن البحث في «الخطوات التي يجب اتّخاذها لتجاوز الأزمة السوريّة، وأنّ الخطوة الرئيسية تكمن في إنشاء مناطق خفض التصعيد ودعم العمليّة السياسية في سورية».
وأضاف أردوغان، أنّ «من أولويّات مهامّنا عدم دعم أيّ طرف يتحالف مع الإرهاب»، لافتاً إلى أنّ «التوصّل إلى حلّ في عفرين سيكون خطوة حاسمة في حلّ الأزمة السورية».
وأكّد أنّ «استبعاد الجماعات الإرهابيّة من العملية السياسية في سورية أولويّة بالنسبة لتركيا».
أعمال القمّة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية، والتي تبحث في الحلّ السياسي للأزمة السورية، انطلقت ظهر الأربعاء في سوتشي.
وأكّد مصدر، أنّ القمّة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية سيصدر عنها بيان مشترك يتضمّن مبادئ الانتقال إلى العمل السياسي في ما يخصّ حلّ الأزمة في سورية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال خلال افتتاح القمّة الثلاثية، إنّ اللقاء الروسي مع إيران وتركيا يهدف إلى تعزيز وتطوير «التغييرات الإيجابيّة» في سورية.
وبحسب بوتين، فإنّ الأعمال القتالية الواسعة النطاق ضدّ الإرهابيّين في سورية «تشارف على الانتهاء»، مضيفاً أنّه من دون الدورَين التركي والإيراني ما كان هناك وقف للعمليات القتالية في سورية.
وطالب بإضفاء الطابع الرسمي على التسوية السياسيّة في سورية في إطار عملية جنيف.
وأشار إلى أنّ الشعب السوري عليه أن يحدّد مستقبله، والعملية ليست بالسهلة وتتطلّب «تنازلات، بما في ذلك من قِبل الحكومة السورية»، قائلاً «واثق من أنّ الحوار خلال لقاء سوتشي سيكون مثمراً، والاتفاقيات ستسمح بتعزيز وحدة أراضي سورية».
ولفتَ إلى أنّ الجانب الإنساني والمساعدات للسكّان وإزالة الألغام ومساعدة اللاجئين للعودة، أمور هامّة للتسوية في سورية.
وقال بوتين: «نجحنا في الحيلولة دون تقسيم سورية، وظهرت فرصة حقيقية لوضع حدّ للحرب الدائرة منذ سنوات».
وكان الرئيس الروسي، استقبل الثلاثاء الماضي نظيره السوري بشار الأسد الذي وصل سوتشي في زيارة غير معلنة، في لقاء استمر لأربع ساعات أكّد فيه الرئيس الروسي أنّ موسكو تعوّل على مشاركة الأمم المتحدة بشكل فعّال في المرحلة النهائيّة من التسوية.
على صعيدٍ آخر، أكّدت الخارجية الروسية تعليقاً على عمل آليّة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في استخدام الكيميائي بسورية، أنّه لا جدوى من إنعاش الآليّة التي فشلت بإجراء تحقيق موضوعي.
وقالت المتحدّثة الرسميّة بِاسم الخارجية الروسيّة، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي لها، أمس: «لا جدوى من محاولات إنعاش الآليّة التي لم تتمكّن خلال أكثر من عامين من وجودها، من إيجاد القدرة المهنية الضرورية والأدوات التقنيّة لإجراء تحقيق مهني وموضوعي في حالات استخدام السلاح الكيميائي في سورية، والتي باتت غير قادرة على مواجهة الضغط السياسي غير المسبوق من قِبل واشنطن وشركائها الغربيّين».
وأضافت: «في المرحلة الحاليّة، يمكن أن يدور الحديث فقط عن إنشاء هيئة جديدة نوعيّاً، ستسترشد، وبشكلٍ صارم، أثناء قيامها بالتحقيق، بالقواعد والإجراءات التي تحدّدها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائيّة وغيرها من وثائق منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة».
وأشارت إلى أنّ ذلك يقضي بضرورة إرسال خبراء لزيارة أماكن الحوادث الكيميائيّة، وضمان الحفاظ على الأدلّة الثبوتية، إلى جانب تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها آليّة التحقيق السابقة، وإجراء تحقيقات إضافية بعيداً عن الانحياز السياسي.
والجدير بالذكر، أنّ صلاحيات الآليّة المشتركة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سورية، التي تولّت التحقيق في حادثة خان شيخون التي وقعت في نيسان الماضي، انتهت يوم 16 تشرين الثاني الحالي، بعد أن لم يتمكّن مجلس الأمن الدولي من تبنّي قرار حول تمديد تفويض الآليّة المشتركة.
ميدانياً، أعلن الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامّة الروسيّة، أنّه قد يتمّ تقليص القوّات الروسية في سورية بشكلٍ ملموس حتى نهاية العام الحالي.
وردّ غيراسيموف على سؤال للصحافيين أمس، حول ما إذا كان سيبدأ تقليص المجموعة العسكريّة الروسيّة في سورية قبل نهاية العام، قائلاً: «على ما يبدو، نعم.. سيتمّ ذلك بعد الانتهاء من المهام. هناك عدد قليل جداً من المهام العسكرية المتبقّية، وبطبيعة الحال سيتخذ هذا القرار القائد الأعلى للقوات المسلّحة».
وأجاب القائد الروسي على سؤال حول ما إذا كان التقليص سيكون كبيراً، موضحاً: «سوف ننظر إلى الوضع»، متابعاً «بالتأكيد، سيكون كبيراً».
من جهةٍ أخرى، كشف غيراسيموف أنّه سيتمّ الإبقاء على قاعدتين، هما قاعدة حميميم وقاعدة الإمداد في طرطوس، إلى جانب المركز الروسي للمصالحة الوطنية.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أمس، أنّ وحدات من الجيش السوري بقيادة الجنرال سهيل الحسن، حرّرت بلدة القورية في محافظة دير الزور من مسلّحي «داعش»، في هجوم خطّط له مستشارون عسكريّون روس.
وأكّدت الوزارة، أنّ «الجيش السوري، وبدعم من سلاح الجو الروسي، وبعد تحرير مدينة البوكمال من «داعش»، يواصل إجراء عمليات هجومية ناجحة على طول نهر الفرات»، مشيرةً إلى أنّه «تجري ملاحقة مجموعات مسلّحة في منطقة وادي الفرات، وأيضاً يجري تطوير الهجوم على طول الشاطئ الغربي».
وتوقّعت الوزارة أن يحرّر الجيش السوري الضفة الغربية لنهر الفرات تماماً، ما يسمح باستكمال طرد بقايا «داعش» من شرق سورية.
بيان وزارة الدفاع الروسيّة ختم بالقول، إنّ «وحدات القوّات السورية التي يقودها الجنرال الحسن، تقوم بدور نشط في تطهير المدن المحرَّرة من فلول الإرهابيّين وأعوانهم، وتعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في مدينتَيْ البوكمال والميادين المحرّرتين سابقاً، وتنظّم عمليات توزيع الأدوية ومياه الشرب والمساعدات الغذائية في هذه المدن، وتسهر على أمنها وحمايتها».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ قاذفاتها الاستراتيجية نفّذت قصفاً ناجحاً لمواقع «داعش» في محافظة دير الزور السوريّة أمس.