قالت له
قالت له
قالت له: لقد عرضتَ عليّ الحب وعرضتُ عليك الصداقة فهل تقبل؟
قال لها: طبعاً، قبلت لأن الصداقة هي الباب الوحيد لأكون قريباً.
فقالت: لكنني أريد القرب صداقة لا حباً، فهل تلتزم؟
قال: لست غبياً لأتمادى، وقد خسرت الحرب فأخسر الصداقة.
فقالت: وهل يمكن للحبيب أن يكون صديقاً؟
فقال: يمكن للحبيب أن يتربّص بفرصة الحب بثوب صديق.
فقالت: وهذا يعني أن يلبس الثوب باحترام؟
فقال: وأن يشهد له الصديق بهذا الاحترام، وأن يُعجب بقدرته على الالتزام.
فقالت: وماذا بعد؟
قال لها: ليس ضرورياً أن يكون هناك أكثر، فيكفي أن لا يكون ما هو بعد افتراق وهجران، وإن كان للصداقة فعل كسر الجليد فيكون نجاح للصداقة وتساكن مع مودتها واستلطاف لعادتها. فالصديق وقت الضيق والصديق مخزن الأسرار والصديق مستشار والصديق حائط مبكى وملجأ الإحباط والصديق القريب أقرب من حبيب بعيد.
فقالت: المهم أن الصداقة ليست حيلة للاختباء.
فقال: الصداقة بيت مؤقت قد يصير دافئاً فيصير دائماً.
فقالت: وإن بقي بارداً؟
فقال: يبقى أشد دفئاً من برد الافتراق.
قالت: إذن هو رهان؟
قال: هو قبلة على الرأس حتى ينحني برضاه فتصير قبلة في العنق.
قالت: وإن بقي الرأس مرفوعاً؟
فقال: كسرة خبز خير من الموت جوعاً.
فقالت له: قبلتك صديقاً تؤنس طريقي وأرتاح لملقاك ونتحادث بود ونلتقي بلا التزام ولا تحاسب على الكلام.
فقال: الصداقة حب لا حرب فيه.
فقالت: أستودعك كصديق بسلام.
فضمّها برفق وقبّل رأسها، وقال: حب الأصدقاء ليس فيه حرام. فضحكا معاً على لعب الكلام.