لروح أحد أبرز أعلام فلسطين… المناضل مسلم بسيسو

لروح أحد أبرز أعلام فلسطين… المناضل مسلم بسيسو

ماذا أكتب عن علمٍ من أعلام فلسطين؟

عن تاريخٍ ضخمٍ يحتاج إلى تدوين؟

عن بحرٍ تحتاج جواهره إلى كبار الغواصين؟

تلكم كانت دوماً فوق الصدر نياشين

من لا يعرفه، يجهل تاريخاً عن بعض رجالٍ تاريخيين

كثرت تصنيفات الكتاب، يساراً وسطاً ويمين

لكن مسلمنا ما كان لثانيةٍ في صف الرجعيين

والخطّ الفكري على طول حياة الراحل كان فلسطين

ذلك يغنيه عن التصنيف، فليس كمثل بلادي شرفٌ وعناوين؟

أعرف عن سيرته ما يكفي أسفاراً كتباً ودواوين

من عائلةٍ أعطت عظماءً شعراءً شهداءً وقضاةً ورجالاً

أفذاذاً مشهورين

كالعمدة صالح والشيخ خلوصي أو هاني أو عاطف ومعين

جمع الله المذكورين جميعاً في عليين

تاريخٌ يمتدّ عقوداً سنيناً أياماً وشهوراً

لا تكفيه سطورٌ وسطور

سيظلّ يفوح رياحين وعطوراً

تاريخٌ صافٍ ونقيٍّ كالبلور

وسيبقى حتى نجمعه في عقدٍ ، كالدر المنثور

من كان كذلك لن يأفل، بل يبقى حيّاً في ذهن الجمهور

كان كريماً لا يعرف للبخل طريق

كان لطيفاً وخلوقاً شفّافاً ورقيق

كان مثالاً للزوج الحاني ووفياً، أما للأطفال

فكم كان حنوناً وشفوق؟

كان يغيث المحتاج بصمتٍ حتى لو كان غريباً

كيف إذن لو كان صديق؟

أو لو كان قريباً أو جاراً وشقيق؟

كم من ألقابٍ جمع المرحوم، ولو كان لدي

الباز الذهبي فذاك بأبي درويش يليق؟

فالقائمة تطول وعنها عشرات الأوراق تضيق

كان المرحوم بحقل الإعلام من الأعلام

كان له سبق الكشف عن الإرهاب الصهيوني كما الإجرام

في واقعة البرنادوت المبعوث الأممي لإرساء هدوءٍ وسلام

وله صولاتٌ بلقاء الساسة والأعلام كذاك الحكّام

أزشيفٌ مملوءٌ بالأسرار، فمنها الطيب أيضاً منها المحشو بالألغام

أيضاً لو سار الكتاب، الأدباء، الصحفيون، صفوفاً، سار أمام

نجماً كان بمقتبل العمر بصف أولاكم، ويجوز القول

لهم في ما بعد، لقد كان إمام

فلروح الراحل ألف سلام

وحياة الإنسان تقاس بما أنجز، ليست كم عام يعيش

عاش لتسعين ويربو، لكن أحسبها أضعافاً لأبي درويش

فكثيرٌ أحياءٌ موتى، في هامش دنيانا هم، حتى

لو لبسوا جوخاً وحريراً أو ريش

وهنالك أمواتٌ أحياءٌ، يبقون بما صنعوا أحياءً

في واقعنا ومجالسنا وبلا نسيانٍ أو تهميش

والراحل أولهم، صاحب تاريخٍ يمشي بين الناس

ويبقى وسيبقى صافٍ دون خدوش

لا ننسى أن المنزل للأدباء وللكتاب، رجال الفكر،

وللساسة كان الصالون

في يوم الجمعة يجتمعون

ويطال البحث شجوناً وشؤون

وامتد لقاء الأحباب، سنيناً وسنين

لكن، من بعدك ووفاءً للراحل يبقي مشرعةً

أبواب الصالون فمن سيكون؟

وكذلك كان المنزل نزلاً مفتوح البيبان

أما للقربى كان الخيمة والديوان

كان يرحّب ليل نهاراً بالأضياف

من لا يعرف ذلك في عمان؟

وله إسهامٌ أو أدوارٌ أخرى في الحقل الوطني وفي

الثورة حتّى آخر يوم

يعرفها من يعرفه منّا في القوم

أسهم في تأسيس فصيلٍ قاوم، قدّم شهداءً أو دم

لكن رغم الصمت، ورغم البعد عن الأضواء، فقد كان

بميدان قتال الأعداء حقيقاً نجم

وإذا كان الموت نهاية كل المخلوقات، فمن خلّفً تاريخاً

كأبي درويشٍ، باقٍ حياً في دنيانا، لقيام الساعة،

أو في الدنيا حتى آخر يوم.

عاطف أبو بكر/أبو فرح

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى