دمشق ستشارك في «سوتشي» وترحّب بالانتخابات وتعديل الدستور.. وشعبان ترى التحالف الدولي يدعم الجماعات المسلّحة في سورية
أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية ترحيب دمشق بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيُعقد في سوتشي وموافقتها على حضور هذا المؤتمر.
وقال المصدر لوكالة «سانا»: «بعد الانتصارات المتلاحقة التي حقّقها الجيش العربي السوري والقوّات الرديفة والحلفاء، والتي دفعت العمل على المسار السياسي وهيّأت الأرضية المناسبة للحوار السوري السوري، ترحّب الحكومة السورية بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيُعقد في سوتشي بمشاركة واسعة من شرائح المجتمع السوري، وتعلن موافقتها حضور هذا المؤتمر».
وبحسب المصدر، فإنّ الحكومة السورية ترحّب أيضاً بما سيتمخّض عن المؤتمر من لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها بمشاركة الأمم المتحدة، اعتماداً على ميثاقها المبنيّ على احترام سيادة الدول وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها.
إعلان وزارة الخارجية السورية يأتي عقب اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره السوري بشار الأسد السبت، وتطرّق روحاني خلال الاتصال إلى القمّة الأخيرة في سوتشي، التي جمعت رؤساء تركيا وروسيا وإيران، وقال إنّها كانت «خطوة مناسبة في الوقت المناسب» لمستقبل سورية.
وأشار إلى أنّ الدول الثلاث اتّفقت في سوتشي على أنّ إقامة المؤتمر الوطني للحوار السوري السوري من شأنه أن يشكّل في الظروف الراهنة خطوة مناسبة في مسار إحلال الأمن والاستقرار في سورية.
من جهته، قال رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية في دمشق، إنّ الجولة المقبلة من محادثات السلام في جنيف ستركّز على الدستور الجديد والانتخابات.
ومن المقرّر أن تبدأ المحادثات غداً.
وأعلن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، أنّ وفداً يمثّل المعارضة السورية سيشارك في المحادثات.
ويوم الجمعة، قال نصر الحريري رئيس فريق الوفد المعارض في الجولة المقبلة للمحادثات، إنّ مطلب استقالة الرئيس السوري بشار الأسد لن يُطرح خلال هذه الجولة.
وحضر رمزي اجتماعاً في فندق فور سيزونز في دمشق مع مسؤولين في الحكومة السورية، من بينهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد. وبعد الاجتماع، قال رمزي إنّ محادثات جنيف ستتناول «الدستور الجديد والانتخابات والحكم ومحاربة الإرهاب، لكنّها ستركز على الملفين الأوّلين».
وقال رمزي: «المبعوث الخاص موقفه واضح ومستمر ولم يتغيّر.. هناك أربع سلات لا بدّ من التعامل معهم، ولكن كما ذكر في إفادته الأخيرة لمجلس الأمن منذ أسبوعين، سوف يكون هناك تركيز على الانتخابات والدستور، بالإضافة إلى ورقة المبادئ العامّة التي تحكم مستقبل سورية».
إلى ذلك، قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان، إنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن لم يكن يهدف إلى مكافحة الإرهاب في سورية، بل لتقديم جميع أشكال الدعم للجماعات المسلّحة، متّهمة إيّاه بالعمل على إطالة زمن الأزمة إلى أقصى حدّ ممكن من أجل تقسيم سورية.
وخلال لقائها مع مساعد وزير الخارجية الصينية تشن شياو دونغ في زيارة رسمية إلى الصين، لفتت شعبان إلى ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سورية والصين، كما ناقشت مبادرة «الحزام الواحد والطريق الواحد» الصينيّة، ورؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ في هذا الشأن.
وكانت شعبان قد التقت وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجمعة، حيث أكّدت رفض كلّ ما يمكن أن يهدّد سورية بالتقسيم.
وفي مقابلة لها مع وكالة «شينخوا» الصينية، أعربت شعبان عن الامتنان للصين حكومة وشعباً لاستخدامها حقّ النقض «الفيتو» إلى جانب روسيا «لمنع قرارات غربية هدفها الاعتداء على سورية حتى عسكرياً»، كما تمنّت مساعدة بكين في إعادة إعمار سورية.
وأوضحت مستشارة الرئيس السوري، أنّ بلادها لديها خطط كاملة لإعادة الإعمار وقد بدأ تنفيذها، وأضافت: «من يزور مدينة حلب يرى أنّه بعد تحريرها من الإرهاب عادت مئات المعامل فيها للعمل، هذا فضلاً عن عمليات إعادة الإعمار الجارية في حمص ودمشق».
ولفتت شعبان إلى أنّ سورية تنتهج الآن سياسة تحدّث عنها الرئيس السوري بشار الأسد، وهي «التوجّه شرقاً».
بدوره، هنّأ مساعد وزير الخارجية سورية على انتصاراتها في حربها ضدّ الإرهاب، مشيراً إلى أنّ الجانب الصيني يتابع باهتمام الأوضاع هناك.
ونوّه شياو دونغ بالتعاون السوري الصيني في مكافحة الإرهاب، مقدّماً الشكر لسورية لدعمها لمصالح الصين الاستراتيجية.
ميدانياً، نقلت وكالات أنباء روسيّة عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إنّ قاذفات روسيّة بعيدة المدى قصفت أهدافاً لتنظيم «داعش» في شمال شرقي سورية.
وبحسب وزارة الدفاع الروسيّة، فإنّ 6 قاذفات استراتيجية من طراز توبوليف «Tu-22M3» قصفت مواقع لمسلّحي «داعش» في ناحية العشارة التابعة لمدينة الميادين بمحافظة دير الزور.
وذكرت الوزارة، أنّ الطائرات الحربية انطلقت من قواعدها داخل روسيا وضربت النقاط الحصينة وآليّات تابعة لتنظيم «داعش» في المنطقة المذكورة.
وبحسب الدفاع الروسيّة، فإنّ القصف دمّرَ كلّ الأهداف بنجاح.
وقامت مقاتلات من طراز سوخوي «Su-30SM» و«Su-35S» انطلقت من قاعدة حميميم الجويّة الروسية بمرافقة القاذفات وتقديم التغطية الجويّة لها.
من جهةٍ أخرى، عثرت الجهات المختصة السوريّة على كميات جديدة من الأسلحة والذخائر المتنوّعة والمواد المتفجرة، تركها تنظيم «داعش» في دير الزور.
وأفادت وكالة «سانا» بأنّه تمّ العثور على سيارتين مفخّختين في كلّ واحدة منهما نحو طنّ من المتفجّرات، إضافة إلى ضبط عدد كبير من القذائف ورشاشات متنوّعة وصواريخ محمولة على الكتف، بعضها أميركي الصنع، كما تمّ العثور على أحزمة ناسفة وصواعق داخل مراكز كانت تابعة لـ«داعش» في المدينة.
من جهةٍ أخرى، أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم عن أمل بلاده في أن تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع أكراد سورية وتعود إلى «شركائها الحقيقيين».
جاء هذا التصريح أمس، قُبيل مغادرة يلديريم أنقرة إلى بريطانيا في زيارة تستغرق يومَين.
وقال رئيس الحكومة التركية: «كنّا نقول دائماً إنّ الولايات المتحدة أخطأت في اختيارها عندما قرّرت التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي»، بحسب تعبيره.