العبادي يحذّر من «الإرهاب الفكري» بعد «داعش»
حذّر رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، ممّا سمّاه «الإرهاب الفكري» بعد هزيمة تنظيم «داعش» في العراق، وفيما أشار إلى أنّ «دور الحكومة في مكافحة الفساد يتعدّى الأجهزة الرقابية في الدولة، ومعركتنا معه أصعب من المعركة مع الـ»دواعش».
وقال العبادي خلال كلمة له ألقاها في جامعة بغداد، خلال احتفالية تخرّج دورتها الستين، إنّ «جميع أبناء محافظات العراق قدّموا التضحيات من أجل القضاء على الإرهاب»، مؤكّداً أنّ «الإرهابيين أساؤوا للدين الإسلامي، وأمامنا تحدّي الإرهاب الفكري».
وأضاف العبادي «أنّنا نحاول خلق منظومة للتعاون مع الدول لمكافحة خطر الإرهاب»، لافتاً إلى أنّ «البناء والاستقرار تحدٍّ أمام الحكومة، ونسعى لتفعيل الاستثمار لخلق فرص عمل كثيرة».
وبشأن حملة القضاء على الفاسدين التي أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي في وقت سابق، أشار العبادي إلى أنّ «دورنا في مكافحة الفساد يتعدّى الأجهزة الرقابية في الدولة، علينا التعاون والتكاتف للقضاء على الفاسدين»، مؤكّداً أنّ «الأمر يتطلّب تضحيات».
وتابع أنّ «الفساد مافيا لها موارد مالية ووسائل إعلام، ومعركتنا مع الفساد أصعب من المعركة مع الدواعش»، موضحاً أنّه «نحتاج إلى وعي ورؤية لمواجهة خطر الفاسدين وكشف زيف ادّعاءاتهم».
يُذكر أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن في 7 تشرين الثاني 2017، أنّ «الحرب المقبلة» ستكون ضدّ الفاسدين، محذّراً الفاسدين من «اللعب بالنار»، متعهّداً للعراقيين بـ»الانتصار» عليهم.
ميدانياً، أنهت القوّات العراقية المشتركة الصفحة الأولى من المرحلة الثانية من عمليات الجزيرة وأعالي الفرات، بتحرير 175 قرية من «داعش» وخمسة جسور، إضافة إلى مطار جنيف. وبمساحة 14100 كيلو متر مربع.
وتابع بيان للإعلام الحربي قائلاً، إنّ «قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وبإسناد طيران الجيش، تنهي الصفحة الأولى من المرحلة الثانية من عمليات الجزيرة وأعالي الفرات، وتنجح بتطهير القرى والمناطق الواقعة بين مناطق جنوب الحضر ومناطق شمال راوة».
وتمكّنت القوات العراقية من تحرير مجمع الخبازة ضمن مسافة 30 كيلومتراً ضمن عمليات تحرير الجزيره الكبرى.
والآن تستعدّ القوات العراقية لخوض أصعب المعارك في الصحراء الغربية للبلاد، وذلك لاستعادة منطقة وادي حوران حيث تتواجد آخر مواقع تنظيم «داعش»، وفق ما أكّد مسؤول عسكري أمس.
وقال المتحدّث بِاسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول، إنّ «قطعاتنا طهّرت 50 في المئة من الصحراء البالغة مساحتها الكلية 29000 كيلومتر مربع. الصفحة الأولى انتهت من المرحلة الثانية لعمليات التطهير، وستشرع القطعات التقدّم لتطهير بقيّة المناطق الصحراوية ومنها وادي حوران».
وأوضح رسول أنّ «الوادي عميق ويصل إلى الحدود السورية … والمهمة هي تدمير كلّ الأوكار والمخابئ في الصحراء والوديان، وصولاً إلى تأمين الحدود الغربية للعراق مع سورية».
وبدأت القوات العراقية قبل أربعة أيام عملياتها العسكرية، مسنودة بفصائل الحشد الشعبي، لتطهير الصحراء الغربية للبلاد من فلول تنظيم «داعش».
ووادي حوران هو أطول أودية العراق، ويقع في محافظة الأنبار ويمتدّ على طول 350 كيلومتراً من من الحدود السعودية إلى نهر الفرات وصولاً إلى الحدود السورية الأردنية.
ويسيطر تنظيم «داعش» على جزء كبير من هذه المنطقة منذ العام 2014. والتضاريس الوعرة مع مناطق يصل عمقها إلى 200 متر، شكّلت ملاذاً للتنظيم لينشئ مراكز ومخابئ ومستودعات أسلحة له.
وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي من المتوقّع أن يعلن في نهايتها رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائيّة للتنظيم المتطرّف في العراق.
وبهذه العملية، يتوّج العراق هجومه المتواصل منذ 17 تشرين الأول 2016 ضدّ معاقل المتطرّفين، بدءا من الموصل التي استغرقت تسعة أشهر من المعارك الدامية، مروراً بتلّعفر والحويجة شمالاً، وصولاً إلى الأنبار في غرب البلاد.