الأحمد: بقوّة قرار سورية وصلابة جيشها ودعم الحلفاء فشل المخطّط الغربي ـ الصهيوني ـ الإرهابي لإسقاط الدولة

أحيت مديرية محردة التابعة لمنفذية حماة للحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب، فنظّمت مسيرة مشاعل وأعلام جابت شوارع بلدة محردة.

وشارك في المسيرة إلى جانب الأشبال والزهرات والنسور، أعضاء المكتب السياسي، وكيل عميد الخارجية طارق الأحمد، عضوا الكتلة القومية الاجتماعية في مجلس الشعب السوري الدكتور أحمد مرعي ومازن عزوز، منفذ عام حماه هاني عوكان، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة حماه عن الحزب القومي فاضل درويش، مدير مديرية محردة عماد ضومط وعدد من أعضاء هيئة منفذية حماه والمسؤولين.

انتهت المسيرة إلى المركز الثقافي في محردة، حيث أقيمت ندوة فكرية بعنوان: «دور الأحزاب العلمانية السورية في العملية السياسية ـ الحزب القومي نموذجاً». وحضر الندوة إلى المشاركين في المسيرة، أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي والنائب عن بلدة محردة في مجلس الشعب ماهر قاورما، وفاعليات وحشد كبير من القوميين والمواطنين.

افتتحت الندوة بالوقوف دقيقة تحية لشهداء الجيش السوري وشهداء نسور الزوبعة والقوات الرديفة والحليفة، ثم النشيدين الوطني السوري والسوري القومي الاجتماعي.

قدّم للندوة ورحّب بالحضور ناموس مديرية محردة أكرم رحال بكلمة من وحي المناسبة.

الأحمد

ثم تحدث وكيل عميد الخارجية وعضو المكتب السياسي طارق الأحمد، فاستهل محاضرته بالحديث عن معاني تأسيس الحزب، ودور الحزب النضالي المقاوم منذ التأسيس حتى اليوم، وهو الدور الذي يتجسد اليوم ببطولات نسور الزوبعة في مواجهة الإرهاب.

ثم قدّم الأحمد شرحاً حول الوضع السياسي العام، والمشروع الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وربيبتها «إسرائيل»، للسيطرة على مقدرات العالم، وهو المشروع الذي بدأ تنفيذه في عهد باراك أوباما حيث أوكلت لتركيا ودول الخليج مهمة التآمر على سورية، وتمكين أحزاب «الإخوان المسلمون» من السيطرة على المنطقة، لافتاً إلى أن هذا المشروع سقط بفعل صمود سورية.

واعتبر الأحمد أن التحشيد الإعلامي والسياسي والإرهابي وممارسة كل اشكال الحصار والضغوط على سورية، جاء في سياق مخطط إسقاط الدولة السورية، غير أن قوة قرار سورية وصلابة جيشها ودعم الحلفاء أسقط هذا المخطط الغربي الصهيوني الإرهابي.

وأشار الأحمد إلى أن القوى المعادية، عملت على إعطاء ما يحصل في سورية بعداً طائفياً، لكن هذا المخطط فشل أيضاً، لأن بنية مؤسسات الدولة في سورية وفي مقدمها مؤسسة الجيش هي بنية غير طائفية، كما لا نبالغ حين نقول بأن مشاركة نسور الزوبعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى جانب الجيش في محاربة الإرهاب، كان لها كل المعنى والمغزى، ليس على صعيد ما سطره القوميون في الميدان وحسب، بل لأن الحزب القومي هو نموذج للوحدة القومية، بمضامين فكرية تعبر عن الحالة العلمانية العابرة للطوائف والإثنيات، أي الحالة الطبيعية المكونة لوحدة الحياة السورية.

وتطرق الأحمد إلى ما تعرضت له مدينة محردة من قصف وحشي، ومن محاولات اقتحام قامت بها المجموعات الإرهابية، إلا أن محردة صمدت، وها نحن نلتقي اليوم بهذه الوجوه الفكرية المقاومة النيرة من أهالي محردة.

واعتبر الأحمد أن المرحلة الثانية من الحرب على سورية، تمثلت في دعم الإرهاب العابر للقارات والبلاد، وقد تولت دول الخليج وتركيا تمويل هذا الإرهاب وتأمين تدفق الإرهابيين إلى سورية من كل أنحاء العالم ولكن مقاومة سورية لهذا الإرهاب بدعم الحلفاء أوصل إلى النتيجة التي تحققت اليوم، وهي نهاية «داعش» في الشرق السوري، وخصوصاً في منطقة البوكمال، وبالتالي فشل المرحلة الثانية من الحرب على سورية.

وأوضح الأحمد أن رعاة الإرهاب، لا سيما الغربيون منهم، والذين يهيمنون على الأمم المتحدة ومنظماتها، أرادوا من خلال ما سمّوه «العملية السياسية» في جنيف تصنيع حل سياسي طائفي يخلق في سورية نظاماً حكومياً فاشلاً، تحكمه المحاصصة الطائفية فنصبح أمام حكومة طوائف، كالتي في لبنان أو نسخة عن حل بريمر في العراق وبالتالي نكون أمام دولة فاشلة.

وتحدث عن مسارَي أستانة وسوتشي اللذان يعتبران أول ارهاصات التحرر من الهيمنة الغربية التي لطالما سيطرت على النزاعات العالمية المختلقة غربياً ثم يتم تسويتها بطرق التقسيم والمحاصصة، فجاءت أستانة لتمسك ناصية التهدئة تحت إدارة حلفاء سورية الروس والإيرانيون، ثمّ تأتي صيغة مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري بين جميع القوى السياسية والاجتماعية.

وختم الأحمد قائلاً: هنا يبرز دور الأحزاب العلمانية العابرة للطوائف كل الاحزاب الجديدة والاحزاب العريقة والمؤسسة منذ تاريخ تاسيس الدولة السورية الحديثة، ومنها حزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يشكل وجوده في العملية السياسية ضمانة فشال أي مشروع تحاصصي، فنحن نستطيع القول إننا نريد إصلاحاً ونريد عملية سياسية، لكننا نريد دولة مركزية قوية وقادرة لا تقوم على أساس التحاصص، إنما على أساس التطوير والتحديث.

حوار

بعد ذلك جرى نقاش حول العملية السياسية، ودورالأحزاب، وكان تشديد على ضرورة أن يكون هناك حوار سوري سوري، ظهرت أولى بوادره في سوتشي، ردّاً على المشروع الغربي الذي يدعم مسار جينيف. وأن يكون للأحزاب العلمانية دور أساس لكي نقول إننا أمام عملية سياسية ناضجة تشارك فيها الأحزاب العريقة والحديثة وقوى المجتمع، وحوار بنّاء حول عملية إصلاح شاملة بقيادة سورية، وليس التفاوض تحت تهديد الإرهاب وسيف العقوبات والحصار الغربي العربي بدافع تحقيق أهداف الغرب والدول التي حاربت سورية.

مرعي

وشهدت الندوة مداخلةً لعضو المكتب السياسي عضو مجلس الشعب الدكتور أحمد مرعي الذي تحدّث عن حضور الحزب، كما تحدّث عن أجواء اللقاء مع الرئيس بشار الأسد في إطار مؤتمر الأحزاب العربية، مؤكداً أن الرئيس الأسد من خلال حديثه أراد أن يؤكد أن سورية لا تزال تشكل منصة المشروع القومي ولا تزال الجبهة المتصدّية لكلّ مشاريع التقسيم والفدرلة.

كما تولّى مرعي الإجابة على أسئلة الحضور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى