معرض الكتاب وهَمُّ الزائر!
محمد عمرو
لا شكّ في أنّ متابع أمور معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ61 في «بيال»، سيلاحظ أنّ المعرض يشهد حركة لا بأس بها من الإصدارات الحديثة والمتنوّعة في شتّى المجالات الأدبية والشعرية والفكرية والفنّية، إضافة إلى خلق فُرص للتواصل الثقافي الإنساني.
لكنّ المعرض يواجه مشكلات أساسية عدّة، لا سيّما على الصعيد اللوجستي نتطرّق إليه في وقت لاحق . ومن هذه المشكلات غلاء أسعار الكتب بحكم غلاء الورق وكلفة الطباعة، ومن الطبيعيّ ألّا تنتهي زيارة المعرض والحال كما هي عليه باقتناء الجديد من الكتب، بالنظر إلى الوضع الاجتماعي الصعب، وفقدان القدرة الشرائية لدى عددٍ من الزوّار المهتمّين. بحيث قد يشتري الزائر أيّ كتاب ثمنه أقلّ من أيّ شيء معروض في كافيتريا المعرض. أو قد لا يشتري مكتفياً بزيارة أجنحة دور النشر.
أمام هذا الواقع المأسوي لدى القارئ الذي يزور معرض الكتاب، لا بدّ من رفع الصوت وتنبيه من يعنيهم الأمر، أنه أصبح من الضروريّ، لا بل من الواجب، إيجاد صيغة لدعم الناشر، من خلال حلّ مشكلة ارتفاع سعر تكلفة طباعة الكتاب الورقيّ، وخفض الرسوم الجمركية على الكتب الوافدة، حيث يمكن أن يشكّل هذان الحلّان، خطوتين في طريق إنعاش سوق الكتاب وتداوله.
ويبقى أيضاً الموضوع الأهمّ والأساس، المتمثل في العناوين المطروحة على أغلفة الكتب الموزّعة في أجنحة دور النشر المشاركة، وخصوصا المواضيع التي يجب أن تكون نابعة من رحم المجتمع، أي همومه وتطلّعاته، بحيث يتحوّل المعرض إلى منتدى جامع للتدوال في شأن ما يعتري مجتمعنا من قضايا ومواضيع مستجدّة تحتاج إلى حلول نفتقدها خلال يومياتنا الروتينية، وإلى تفعيل أنشطة المعرض الثقافية داخل أروقته، من خلال المواكبة الإعلامية المباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون ومختلف الوسائط الإعلامية، وتوسيع فضاء المعرض من خلال الانفتاح على محيطه بحيث يمكن للجميع أن يلعبوا دوراً رئيساً في تحريك عجلة المعرض ثقافياً وأدبياً واجتماعياً، وألا يحتكر النشاط فقط على النادي الثقافي العربي ذي الإمكانات المحدودة والأفكار النيّرة والخطط الناجعة، إنما يضطرّ إلى الخضوع لإدارة «بيال» لوجستياً وتنظيمياً.