برنامج الأغذية العالمي: انخفاض العدد الإجمالي للجوعى في العالم بنحو 37 مليون نسمة
يحتفل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بيوم الأغذية العالمي الذي يوافق اليوم 16 تشرين الأول من كل عام ، وسط العديد من حالات الطوارئ – سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان – وذلك باستعراض التحديات القائمة في شتى أرجاء العالم والتقدم الحقيقي المحرز صوب «القضاء على الجوع».
ووفقاً لتقرير حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2014، انخفض العدد الإجمالي للأشخاص الجوعى في العالم بنحو 37 مليون نسمة، ليبلغ 805 ملايين نسمة، وحقّق 63 بلداً الأهداف الدولية الخاصة بخفض معدلات الجوع قبل حلول عام 2015، وهو دليل على ما يمكن إنجازه من تقدم حينما تتضافر جهود الحكومات، ومنظّمات المعونة الإنسانية، والقطاع الخاص من أجل إحداث تغيير دائم.
وقد بيّنت الدراسات الحديثة بوجه عام، الأثر المدمر الذي يمكن أن يلحقه الجوع، ونقص التغذية بحياة الأفراد، والمجتمعات، والاقتصادات الوطنية. وقد أظهرت البيانات المستقاه من سلسلة الدراسات التي تحمل عنوان: «تكلفة الجوع في أفريقيا»، أنّ الجوع يمكنه الحد من قدرة القوة العاملة لدولة ما بنحو 9.4 في المئة ومن الناتج المحلى الإجمالي، بنسبة تصل إلى نحو 16.5 في المئة، مما يقلّل بشدة من قدرة البلدان النامية على النمو وتنفيذ استثمارات هي في أمس الحاجة إليها.
في هذا السياق، أشارت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين، إلى «أنّنا نشهد كل عام، الآثار المدمرة التي يلحقها الجوع بالأسر، والمجتمعات، واقتصادات مناطق برمتها. بيد أنّه على رغم الأزمات المروّعة التي تجتاح مناطق بأسرها، فإنّنا نحرز تقدماً حقيقياً للقضاء بصورة دائمة ومستدامة على الجوع وسوء التغذية المزمن. وبفضل المساعي التي نبذلها مع شركائنا للاستعداد لمواجهة حالات الطوارئ، وتوفير الدعم للزراعة الأسرية، وتقديم المساعدات الغذائية لا سيّما في غضون فترة الألف يوم الأولى من حياة الطفل – وبناء قدرات المجتمعات المحلية على الصمود في مواجهة الصدمات، فإنّ ملايين من البشر أصبحوا الآن أكثر قدرة على التركيز على بناء مستقبل بلا جوع لأنفسهم وللجيل القادم».
وحسبما ذكرت كازين، فهذا يوضح الأسباب التي تحتم على المجتمع الدولي ضرورة مواصلة الكفاح من أجل الوصول إلى عالم خالٍ من الجوع، عالم يمكن للأطفال والأسر أن يبنوا فيه مستقبلهم، ويمكن المزارعين فيه أن يعوّلوا أنفسهم بشكل أفضل، وأن يمدوا يد العون لمجتمعاتهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويحتفل برنامج الأغذية العالمي، كل عام، بيوم الأغذية العالمي، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو ، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد في مقرهم بروما وفي سائر مكاتبهم بشتى أرجاء العالم.
وشعار الاحتفال بيوم الأغذية العالمي هذا العام هو: «الزراعة الأسرية»، وهو أحد السبل العديدة التي يدعم من خلالها برنامج الأغذية العالمي المجتمعات المحلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومساعدة الأشخاص في تحقيق القضاء على الجوع في مجتمعاتهم. ونورد فيما يلي بعض السبل التي يساعد بها برنامج الأغذية العالمي ما يبلغ في المتوسط 90 مليون نسمة سنوياً ليركزوا جهودهم على بناء مستقبلهم:
تقديم مساعدات غذائية عاجلة للأشخاص المتضررين من كوارث طبيعية وتلك التي من صنع الانسان، مثل تفشى فيروس «إيبولا» في غرب أفريقيا واندلاع الصراعات الأهلية في سورية، والعراق، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان.
تنفيذ أو دعم مشاريع الوجبات المدرسية في المناطق النائية، مما يتيح الفرصة أمام ما يناهز 20 مليوناً من الأطفال الأشد فقراً للتمتع بمستقبل أكثر إشراقاً.
إعطاء الأولوية لشراء الأغذية في البلدان النامية ومن منتجات الزراعة الأسرية وصغار المزارعين لدعم الاقتصادات المحلية.
عقد شراكات مع شركات ومنظمات في شتى أنحاء العالم للارتقاء بعمليات برنامج الأغذية العالمي، وإيجاد حلول مبتكرة، وجمع التبرعات، ونشر الوعي.
في لبنان، بدأ البرنامج مساعدة اللاجئين السوريين مع بداية الأزمة السورية في تموز 2012، ويتم الوصول اليوم إلى ما يقارب 900 ألف لاجئ محتاج شهرياً من خلال القسائم الغذائية الإلكترونية التي يمكن استخدامها في أكثر من 375 متجراً متعاقداً مع البرنامج في جميع أنحاء البلاد.
وأشار نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في لبنان عيسى سانوجو، إلى أنّ «اقتصاد لبنان تحمّل عبئاً كبيراً مع وصول أكثر من مليون لاجئ سوري وهناك حاجة لتقاسم الأعباء دولياً». وأضاف: «ضخ برنامج الأغذية العالمي حتى الآن أكثر من 350 مليون دولار أميركي في الاقتصادات المحلية من أفقر المناطق في لبنان باستخدام برنامج القسائم الغذائية كوسيلة فعالة لمساعدة اللاجئين وأيضاً كوسيلة غير مباشرة لدعم المجتمع المضيف».