في الأدب.. في قلَّة الأدب؟!!
في الأدب.. في قلَّة الأدب؟!!
في زمن ضعف الخلافة العباسية حيث صار الجهلة وحتى الدونما حكاماً، وحيث تخبَّأ الدونما وأعراب الناس والفتن بالإسلام!! انشغل الناس وحتى خيارهم بهذه الفتن عمّا يحيق بهم، ووجدوا أنفسهم ينساقون أو يُساقون مع كل ناعق، وخاصة من ذلك ما كان ضد العروبيين آنذاك، من ذوي الثقافة والمواهب ذات الأثر الكبير، بل وجدوا أنفسهم ضد شاعر العروبة والمقاومة آنذاك أحمد بن الحسن الكندي الكوفي المعروف بالمتنبّي ، ذلك الشاعر الذي حاولوا آنذاك التعتيم عليه وعلى إبداعه وحكمه وأمثاله وعلى ريادته!!؟ وحتى أنهم أهاجوا عليه الآلاف من الشعراء والنقاد سواء في بغداد وفي العواصم، وردد الناس مع الناعقين يا لعنة الله صبّي على لحية المتنبّي !؟
..وهكذا صار اسم المتنبّي مضغة في الأفواه، أو صار للتسلية والفكاهة!؟ مما أدى إلى حجب هذا الاسم الكبير حتى عن استحقاقه الاجتماعي السوري فكيفك باستحقاقه العربي؟!! فقد حالوا بين المجتمع السوري وحتى الحلبي الحمداني شاعره ِ المقاوم؟!! ولكن بقي للمتنبّي أن لا يصح إلا الصحيح .. بقي له بعض رجال «الأدب الناقد» الذين عرفوا للمتنبّي سر عروبته عبر قيمه الشعرية الوطنية الاجتماعية الخالدة، وفي مقدمتهم ابن جنّي الذي استطاع أن يجسّر لهذا الأدب ما يصير به إلى الآتي من الأجيال إلى أن عبر إلى الفيلسوف الشاعر والإنسان السوري المعروف بالمعرّي الذي كتب كتاب معجز أحمد ! وخاصة في قوله بتصرف :
-أغاية الدين أن تحفوا اللُّحى عَمَهاً
يا أمةً ضحكت من جهلها الأمَمُ
-في كل أرضٍ وطئْتُهَا أمَمٌ
تُرعى بدونْما كأنّها غنَمُ
لقد رأى الفيلسوف السوري والشاعر والناقد المعرّي أن هذا المتنبّي لم يكن متنبِّئَ طقوس، إنما كان يتنبَّأ لما آلت إليه جغرافية الضاد.. ولما ستؤول إليه في الآتي!!؟
بلى، إننا اليوم نرى تنبُّؤَهُ يشمل هذا الزمن الخطأ الذي فيه تقاس الأمم والأوطان بدولها لا بشعوبها!!؟ حتى راحوا يقولون جامعة دول عربية وتناسوا شعوبها، وجامعة دول إسلامية وتناسوا شعوبها!!؟؟
في أفخاخ الصهيونية وبعضها يتخفّى بصفة دونما .
في أدب قلّة الأدب، سواء في القصيدة الشعرية أو الرواية المنوبلة أو؟!!! ذلك إلى درجة اختلاط الحابل بالنابل حتى صرنا نردد مع المتنبّي قوله:
وصرت أشكُّ فيمن أصطفيه
لعلمي أنه بعض الأنام؟!!
..بلى لقد شيطنوا البلاد والعباد سائر الأرض، وصار الناس في حسابهم لا أكثر من أحجار دومنا ، مما حدا ببعضهم:
أن يشرعنوا حتى الأخوة مع الذين يسبّون المسيح ومحمد عليهما السلام ضد أهل الشهادتين؟!!
و أن يشرعنوا تهجير البيت الوطني الفلسطيني لصالح « غزو ثقافي» موصوف!!؟
وبلى لقد دُهِيَ بعض هذا البعض بما حقَّقه الشهيد هنا وهنالك من نصر والمقاوم من صبر.. فراح بعض هذا البعض يُظهر التواددية والتواطنية.. ولكن هيهات، هيهات:
ذُلُّهَا أظهر المودَّةَ منها
وبها منكمُ كحزّ المواسي!!
د. سحر أحمد علي -الحارة