اعتقالات في مدن وقرى الضفة الغربية.. وتظاهرة في باب العمود بالقدس المحتلّة واشتباكات عنيفة بالبيرة وقطاع غزة..

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إنّ القرار الأميركي يمثّل عدواناً على الشعب الفلسطيني والأمّة الإسلامية.

كلام هنية جاء خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقد أشار إلى أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس ستتمّ مواجهته بتوحيد الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي.

وأشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بموقف إيران قيادةً ورئاسةً وشعباً في دعم القضية الفلسطينية.

وأضاف: «نتطلّع إلى قرارات واضحة من القمّة الإسلامية في تركيا بشكل يرقى إلى مستوى الجموع الثائرة».

إلى ذلك، قال عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» الفلسطينية عباس زكي، إنّ الحركة لم تعد تريد أيّة علاقات مع الولايات المتحدة الأميركية التي رأى أنّها أصبحت هي والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة، معتبراً أنّه لم يعُد للرئيس الأميركي دونالد ترامب دور في العملية السياسية أو التسوية بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين.

القيادي في حركة «فتح» أكّد هويّة مدينة القدس الفلسطينية، مضيفاً: «القدس قبلتنا يتجسّد فيها شرف الأمّة»، كما أشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية ستتوجّه قريباً إلى المحكمة الجنائية لرفع دعوى ضدّ قرار ترامب الأخير.

وأشار عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» إلى أنّ منظّمة التحرير الفلسطينية ستغلق مكتبها في العاصمة الأميركية واشنطن.

ميدانياً، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 29 فلسطينياً خلال مواجهات مع جيش الاحتلال أمس.

وأفادت مصادر في غزة أيضاً بإصابة 12 فلسطينياً بجراح طفيفة ومتوسّطة بالرصاص الحيّ والمطاطي وقنابل الغاز.

ووفقاً للمصادر في غزة أيضاً، فقد أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص الحيّ على الفلسطينيين الذين وصلوا السياج الأمني في «ناحال عوز» بُغية تفريقهم.

ورصدت محاولة الشبان الفلسطينيون تجاوز السياج الأمني، رغم الخطر المحدق بهم من قِبل الاحتلال، فيما انضمّ إليهم متظاهرون آخرون.

ولاحق الشبان جنود الاحتلال واشتبكوا معهم بالحجارة من مسافة صفر، فيما ردّ الجنود بإطلاق النار عليهم.

وذكرت وسائل إعلام العدو أنّ قوة من جيش الاحتلال اعتقلت فلسطينياً عَبَرَ السياج باتجاه إحدى المستوطنات في المجلس الإقليمي لمنطقة ساحل عسقلان.

وفي القدس المحتلة، خرجت تظاهرة عند باب العمود رفضاً للقرار الأميركي بخصوص المدينة المقدّسة.

وفي شمال الخليل، أفادت مصادر فلسطينية باندلاع مواجهات بين مجموعة من الشبّان وجنود صهاينة في مخيم العروب، حيث وقعت إصابات عدة نتيجة المواجهات. كما أفادت أنّ إصابات وقعت في صفوف الفلسطينيين عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة خلال تصدّيهم لاعتداءات الاحتلال.

وخرج الفلسطينيون في تظاهرات عدّة أمام المراكز الأميركية في القدس والضفة الغربية احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي بخصوص القدس المحتلّة.

وفي السياق، قال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر، إنّ القرار الأميركي «تافه ولا قيمة له»، وهو بمثابة «إعلان حرب علينا». داعياً السلطة الفلسطينية إلى «التراجع عن مسار أوسلو وتبنّي استراتيجية جديدة».

أمّا القيادي في فتح أمين شومان، فقد صرّح بدوره بأنّ من الضروري أن تتواصل الفعاليات المندّدة بقرار ترامب حتى تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها بشأن القدس. وأضاف شومان، أنّ رسالة فتح هي عدم ترحيبها بزيارة أيّ مسؤول أميركي لفلسطين احتجاجاً على قرار ترامب.

اعتقالات في الضفة الغربية

واعتقلت قوّات الاحتلال فجر أمس، 15 مواطناً في الضفة، بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان بعد اقتحام منزله في عرابة جنوب جنين.

وقال الناطق بِاسم الجهاد داوود شهاب، إنّه في إطار المحاولات اليائسة لقمع انتفاضة القدس قامت قوات الاحتلال باقتحام منزل الشيخ خضر بطريقة وحشيّة وتمّ اعتقاله، لافتاً إلى أنّ الشيخ المعتقل أبلغ عائلته أنّه قرّر الامتناع عن الطعام والكلام.

وأعلنت حركة الجهاد في بيان لها، أنّ قوات الاحتلال قامت بالاعتداء على الشيخ وتكبيل يديه ووضع عصبة على عينيه، ورفضت السماح له بارتداء الملابس، كما لم تسمح له بشرب الماء، واقتادته في سيارة عسكرية إلى جهة مجهولة، بعد إبلاغ والده بأنّ نجله معتقل.

ودانت الحركة «الإرهاب المنظّم» الذي تمارسه القوات الصهيونية، مؤكّدةً أنّ اعتقال القادة والرموز الوطنية والشعبية لن يفتَّ في عضد الشعب الفلسطيني، ولن يكسر إرادة المنتفضين والمقاومين.

هذا، واندلعت مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، والتي تواصلت لليوم الخامس على التوالي رفضاً للقرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة للاحتلال، فيما شنّ جنود الاحتلال حملة اعتقالات بمناطق مختلفة من الضفة.

واقتحمت القوّات الصهيونية نابلس وطولكرم وقلقيلية، واعتقلت عدداً من المواطنين وفتشت المنازل وتمّ اقتيادهم للتحقيق لدى المخابرات.

وبحسب جيش الاحتلال، فإنّ 11 ممّن اعتقلوا تُنسب لهم شبهات مشاركتهم في المواجهات وإلقاء حجارة باتجاه الجنود والمستوطنين، واقتادت القوات المعتقلين إلى جهة مجهولة للتحقيق معهم.

كما شهدت مناطق عدّة بمحافظة نابلس اشتباكات ليلية أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات.

وكان قد أُفيد بإصابة رجل أمن صهيوني بعملية طعن نفّذها فلسطيني قرب القنصلية الأميركية أول أمس الأحد.

وبحسب وسائل إعلام العدو، فإنّ إصابة رجل الأمن وُصفت بالحرجة، وتمّ نقله إلى مستشفى شعاري تصيدق، ووقعت العملية بالقرب من محطّة الباصات المركزية غرب القدس المحتلّة مقابل احد أبنية القنصلية الأميركية.

وقال الإعلام الصهيوني، إنّه جرى اعتقال منفّذ العملية وهو شاب فلسطيني يدعى ياسين يوسف حافظ أبو القرعة، يبلغ من العمر 24 عاماً، من سكّان مخيم الفارعة شمال نابلس.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ حصيلة مواجهات الأحد في قطاع غزة والضفة الغربية بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال بلغت 157 إصابة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى