بين جنيف وسوتشي
ـ ليست غواية المحادثات التي أسّس لها الروس منصات في موسكو ومن ثم مؤتمرات في سوتشي، تحت عنوان الحلّ السياسي في سورية، بل يقين بأنّ التشكيلات المعارضة التي يقدّمها الأميركيون وحلفاؤهم للحلّ السياسي ليست إلا واجهات إعلامية لا تملك قرار الحرب، بل يملكه المشغلون وتنفذه تشكيلات القاعدة ولاحقاً داعش.
ـ لذلك خاضت موسكو مع سورية ثنائية الحرب على الإرهاب والبحث عن تشكيلات يمكن إشراكها في العملية السياسية بعيداً عن الريموت كونترول الذي يمسك به الأميركيون وجماعاتهم، وكلما ضعفت شوكة الإرهاب صار للجماعات المحلية المتورّطة بالحرب حجم سياسي أكبر وصار لبعض المعارضات الوطنية دوراً أكبر.
ـ روسيا البراغماتية والواقعية تدرك تأثيرات النصر في سورية على القرار الأميركي لكنها تدرك التلاعب والخداع والمماطلة في سياسات واشنطن لتمديد البقاء في سورية وتعطيل قيامتها ما أمكن، ولذلك تشتغل موسكو ودمشق على مساري جنيف وسوتشي وفق معادلة كلّ فشل في جنيف قوة لسوتشي وكلّ نجاح في سوتشي يحفز النجاح في جنيف.
ـ سيبقى جنيف مستمراً وطالما لم تنضج واشنطن وتجلب جماعاتها لسقف مقبول لحلّ سياسي سيبقى سوتشي على الطاولة ويصير المشاركون فيه جزءاً من أيّ حلّ في جنيف لاحقاً والزمن ليس لصالح الأميركيين، وهذا ما قاله دي ميستورا لجماعة الرياض حرصاً عليهم لا صدقاً في الالتزام بالمهمة…
التعليق السياسي