أبي خليل يتفقد نفق مشروع جر مياه نهر الأولي إلى بيروت في منطقة المشرف ـ الدامور
تفقد وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل قبل ظهر أمس نفق مشروع جر مياه نهر الأولي إلى بيروت الكبرى في منطقة المشرف ـ الدامور، ورافقه رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والمدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جوزف نصير واختصاصيون وفريق عمل المشروع ورئيس بلدية المشرف زاهر عون ومهندسون من مجلس الإنماء والإعمار والشركة المتعهدة للمشروع.
وجال الوزير أبي خليل، برفقة عدد من المهندسين، داخل النفق في القطار المعدّ خصيصا للمشروع، ووصل إلى آخر ما تمّ التوصل إليه في أعمال الحفر داخل النفق، حيث المعدات الحديثة التي تقوم بعمليات الحفر، واطلع ميدانياً على الأشغال.
وقال أبي خليل: «قمنا بجولة تفقدية لمشروع جر مياه نهر الأولي وسد بسري إلى بيروت الكبرى، فعندما تنجز هذه الأنفاق، سوف يكون لدينا احتفال بالمناسبة لهذا المشروع الجبار الذي تقوم به الدولة اللبنانية، فهذا أكبر مشروع مياه في البلد، وإنّ مشروع جر مياه الأولي وإقامة سد بسري تبلغ قيمته نحو 850 مليون دولار، وسوف يؤمن المياه لبيروت الكبرى الممتدة من نهر الدامور ونهر الموت، ويسكن فيها نحو نصف سكان لبنان».
وأضاف: «إنّ توقيت الزيارة كان مهماً جداً ونحن نعمل على ملفات أخرى كملفات النفط، فنحن نقترب من أن ندخل العصر النفطي جدياً، فلا يمكننا أن ننسى ثرواتنا الطبيعة الأخرى، والأهم الثروة المائية، فعلينا أن نستفيد منها ومن كل المياه السطحية الموجودة عندنا، لأنه كفى اعتماداً على الآبار الإرتوازية التي بدأت تشح اليوم، حيث يقل احتياطنا الاستراتيجي من المياه مع السنوات»، مؤكداً أنّ «الاستراتيجية الوطنية لوزارة الطاقة لقطاع المياه هي الاعتماد أولا على المياه السطحية عبر تخزينها من خلال إقامة السدود وجرها إلى المنازل للاستعمالات كافة».
وتحدث عن مشروع جر مياه الأولي صدر مرسومه سنة 1970، «ونام في الأدراج حتى العام 2010، إلى أن وقع الوزير جبران باسيل في العام نفسه الاتفاق الذي ضم وزارة الطاقة والبنك الدولي ومجلس الإنماء والإعمار ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان وبدأ العمل بهذا المشروع الكبير»، آملاً أن يتم جر مياه الأولي إلى بيروت عام 2019 ويوضع في الخدمة، وفي السنوات المقبلة يتم إنجاز مشروع سد بسري، حتى نتمكن من نقل كمية المياه التي نحن بحاجة إليها حتى العام 2035 وبعدها، لأنّ هذه المنظومة قادرة أن تؤمن 750 ألف متر مكعب كل يوم لمنطقة بيروت الكبرى».
وأقيم عند مدخل النفق لقاء، شرح في بدايته مدير المشروع من جانب مجلس الإنماء والإعمار المهندس إيلي موصللي تفاصيل المراحل التي تم إنجازها، وأشار إلى أنّ المشروع يهدف إلى تزويد منطقة بيروت الكبرى على المدى المتوسط المياه، والتي تمتد من الدامور إلى نهر الموت»، موضحاً أن «البنك الدولي قدم قرضاً للمشروع بقيمة 200 مليون دولار، بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ومجلس الإنماء والإعمار».
ولفت إلى «أنّ المشروع أيضاً يستكمل بجر المياه لاحقاً من سد بسري، وفي المرحلة الأولى يؤمن 250 ألف متر مكعب يومياً، تضاعف عند استكمال سد بسري وتصل إلى 500 ألف متر مكعب»، مؤكداً أن «المشروع يمكن أن يؤمن كحد أقصى 750 متر ألف مكعب من خلال الأنفاق وخطوط الجر والخزانات المركزية».
وأكد موصلي أنه تم تنفيذ 50 من المشروع كأنفاق وخطوط جر، لافتاً إلى أنّ «الشركة المتعهدة هي شركة إيطالية CMC ، وأن المشروع يضم قسمين، قسم يتم تنفيذه من قبل مجلس الإنماء والإعمار وبتمويل من البنك الدولي والذي يضم أنفاقاً بطول 24 كلم، ومقسمة إلى ثلاثة أقسام، بالإضافة إلى خطوط الجر من خلدة وحتى بيروت مع بناء ثلاثة خزانات مركزية في منطقة الحدث والحازمية»، موضحاً أن المشروع يمول بقيمة 177 مليون دولار من البنك الدولي و20 مليون دولار من مجلس الإنماء والإعمار، وإن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان تقوم بشبكات التوزيع في المناطق التي تستفيد من المشروف مع محطة التكرير في الوردانية».
من جهته، رحب رئيس بلدية المشرف بالوزير أبي خليل والحضور، وقال: «نحن نرحب بكل إنسان لديه أياد بيضاء لهذه المنطقة، ونوجه تحية كبيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، راعي الخدمات والإنماء، وتحية كبيرة لنخوة الوزير أبي خليل».
وكانت كلمة لمدير شركة CMC المتعهدة للأنفاق، ثم ألقى نائب مدير الشركة عامر العبد كلمة، فأشار إلى أنّ المشروع يبدأ من بلدة جون إلى الوردانية، ومن الوردانية إلى الدلهمية، ومن المشرف إلى خلدة، وبعدها من خلدة من خلال خطوط الجر، لافتاً إلى أنه تم إنجاز نفق جون – الوردانية بطول 4 كلم، والعمل جار بنفق الوردانية – الدلهمية، وأنجز منه 9 كلم من أصل 10 كلم، وينتهي في شهر شباط المقبل، وإن الأشغال تنجز بنفق المشرف – خلدة في شهر تموز المقبل، والأشغال من خلدة إلى الحدث تمت بنسبة 50 في المئة».
ثم قدم العبد شرحاً عن الانفاق وخطوط الجر وطريقة العمل لآلة حفر الأنفاق والصعوبات التي تواجهها.