زمكحل يكرِّم السفير الفرنسي: حريصون على إبعاد رجال الأعمال عن التوترات السياسية
أقام تجمُّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل ومجلس الإدارة، حفل غداء نقاش في مطعم «لومايون» ـ الأشرفية تكريماً للسفير الفرنسي برونو فوشيه، بحضورشخصيات اقتصادية واجتماعية.
بدءاً تحدث رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل عن أهمية العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا، مؤكداً أنّ رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، لطالما كانوا «بعيدين عن التوترات السياسية الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، إذ أنّ أهدافهم الرئيسية كانت دائماً في الأساس النمو، وتنمية وتطوير أعمالهم، ومواردهم وإبداعهم. كما يتركز تصميمهم على ريادة الأعمال، والإستثمار، وخلق أفكار جديدة، وتعزيز التجارة مع جميع البلدان وجميع الشعوب. أما استراتيجياتهم فتتمثل في بناء أوجه تآزر إنتاجية وتعاون فعّال مع شركات أخرى، بعيداً عن الصراعات، والحروب الساخنة أو الباردة، والضغوط على جميع أنواعها. وكانت علاقاتنا مع جميع بلدان العالم دائما مبنيّة على أسس اقتصادية وتجارية، من أجل تشجيع الاستثمارات والتبادلات الثنائية والتنسيق المنتج».
وذكّر بأنّ رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم «قد غادروا وطنهم من أجل تحسين ظروف معيشتهم وزيادة مدخولهم، والبحث عن مستقبل أفضل وأكثر أمناً لعائلتهم ، بعيداً عن أي هدف ديني وطائفي أو سياسي، وقد حاولوا أن يحفروا مكاناً لهم ضمن الاقتصادات الصعبة، وأن يندمجوا في البلدان المضيفة مع احترام قوانينها وقيمها وآدابها. بالفعل، فقد استثمروا في شركات أو انخرطوا فيها وعملوا بنجاح من أجل نمو هذه الشركات، ولكن أيضاً من أجل نمو الاقتصادات والبلدان المضيفة لهم».
وقال: «نحن فخورون بإنجازاتهم ومساهماتهم في الاقتصادات المحلية والإقليمية والدولية. ولا ينبغي عليهم بأي شكل من الأشكال أن يكونوا بمثابة وسيلة للتبادل أو أداة للضغط من أجل تحقيق أغراض سياسية، بل ينبغي بدلاً من ذلك اعتبارهم حمائم السلام، وحرفاء الاسترضاء ومهندسي القرارات والمصالحة».
أضاف زمكحل: «لقد دأب رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم على بناء جسور بين البلدان وبين الحضارات والقارات، ولا يمكن لأحد أن يُدمر ما بنوه على مدى عقود، ولكن يمكن بكل ثقة الاعتماد عليهم بشكل مستمر لإعادة بناء جسور من التواصل الشفاف، مع توكيلهم بمهمة وقف النزف الناجم عن السياسات، وبلسمة الجروح الناتجة عن أزمات الصراعات والحروب، ولا سيما تحويل الكراهية والصراعات العميقة بين الأشقاء إلى صداقات صادقة وحقيقية وشراكات مثمرة».
وختم الدكتور زمكحل كلمته قائلاً: « من المهم إقامة شراكات متميزة مع رجال الأعمال الفرنسيين، ولا سيما مع مجتمع المغتربين اللبنانيين الذي أُنشئ في فرنسا منذ أجيال، وخلق معهم تآزر إنتاجي للتمكن من تطبيق استراتيجيات التنمية الجديدة. يجب أن نتبادل معرفتنا وخبراتنا ومنتجاتنا وخدماتنا بحيث يمكن لكل واحد منا أن ينوّع أنشطته بشكل مستقل أو مترابط أو مشترك من خلال نظام تحالف استراتيجي على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل».
من جهته، رأى فوشيه أنه «يُمكن لسياسة النأي بالنفس التي تروّج لها الحكومة اللبنانية، بدعم من مجموعة الدعم الدولية التي اجتمعت مؤخراً في باريس، تعزيز بشكل مفيد، صورة الاستقرار التي ينبغي على لبنان إظهارها للعالم، إذا كان يود حقاً جذب الاستثمارات الدولية، وطمأنة الجهات الفاعلة الاقتصادية الوطنية».
كما شدّد على «أنّ مجموعة الدعم الدولية أعطت أيضاً إجابة ملموسة على الأسئلة الملحّة التي يطرحها لبنان منذ عام 2012 ألا وهي: مسألة الدولة القوية مؤتمر روما 2 المُعلَن عنه ، المسألة السورية ومشكلة اللاجئين السوريين مؤتمر بروكسل2 ومسألة الركود الاقتصادي مؤتمر الإستثمار المُسًمَّى مؤقتا مؤتمر باريس 4».
وأشار إلى «أنّ الفرنكوفونية هي من ميزات هذا البلد، خصوصاً أنّ القارة الأفريقية، حيث سيتركّز 85 من الفرنكوفونيين في عام 2050، ستكون، وفقاً لجميع التوقعات، قارة ديناميكية»، مشدداً على «أن لبنان بحاجة أيضاً إلى طمأنة المستثمرين لإدارة حساباته العامة بصرامة، وأن مجتمع الأعمال يتوقّع إصلاحات هيكلية كبيرة لزيادة الشفافية الإقتصادية والكفاءة ».
وأعرب عن أمله في «أن يظلّ لبنان يؤمن بمصيره»، وقال: «بالفعل، على لبنان أن يبقى بلداً واعداً للأجيال المقبلة. كذلك، عليه أن يستفيد من جالياته المنتشرة في العالم مع إمكانية تطوير العلاقات معها. كما أنّ لبنان يتمتع بالكثير من الميزات، وبإمكانه أن يظهر وجهاً أفضل، وأن يُحسّن قدراته في مجال النقل والبيئة والسياحة».
وختم السفير الفرنسي: «فرنسا، التي لطالما كان لديها علاقة تاريخية مع لبنان، كما أظهره التزام الرئيس إيمانويل ماكرون في حل أزمة 4 تشرين الثاني، تريد نجاح النموذج اللبناني، وبالتالي، فإنها مستعدة للمساهمة بنشاط لنجاح هذا النموذج، وسوف تُتاح لها قريباً الفرصة لإظهار ذلك مرة أخرى».