طرطوس تتهيّأ للاحتفال بعيد الميلاد
يكتبها الياس عشي
أنا الآن أكتب من مدينة طرطوس الشاميّة، فيما الفجر يعلن عن حضوره بحياء، وعبر ومضات ما زال الظلام يخبّئها تحت ردائه.
أمس كانت شوارعها منهمكة في الإعداد لاستقبال يليق بطفل المغارة يسوع المسيح.. فأشجار الميلاد ترتفع في أكثر من شارع، وفي البيوت، وفي المحلات، وكأنّ الجميع، بكلّ أطيافهم، يتهيأون لحدثين: أولهما ذكرى ميلاد السيد المسيح، وثانيهما الفرح بإعلان الانتصار على أعداء سورية.
وبين هذا وذاك أكثر من دمعة عصيّة ترفض أن تغادرك رغم كلّ الأضواء:
دمعة تعيدك إلى ميادين الشرف.. إلى شهداء الأمة،
وثانية تذكّرك بالنازحين من ملاعب طفولتهم، ليصبحوا من الشتات،
ودمعة ثالثة تحملك إلى بيت لحم، وكلّ فلسطين، المحاصرة بالأسلاك الشائكة.