ماكرون يؤكّد الوقوف إلى جانب الفلسطينيين.. وعباس يرى أوروبا وقفت إلى جانب الحق والعدل

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ دور بلاده يكمن بالتمسّك بأمن منطقة «الشرق الأوسط» عبر الحفاظ على أمن وسلام الفلسطينيين، وكذلك «الإسرائيليين»، مشيراً إلى أنّ فرنسا والاتحاد الأوروبي سيبقيان يبحثان عن حلّ دائم للسلام في المنطقة.

وأكّد ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك من باريس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على أنّه لا بديل من حلّ الدولتين، موضحاً أنّه طلب من رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو خلال زياته الأخيرة إلى باريس أن يضع حدّاً لبناء المستوطنات، موضحاً أنّه يجب مواصلة حوار القاهرة بين فتح وحماس وصولاً إلى المصالحة.

وأكّد ماكرون أنّ فرنسا ستقف إلى جانب الفلسطينيين في الأشهر المقبلة.

وأضاف الرئيس الفرنسي أنّه لا يودّ أن يربط خيار فرنسا حول «الشرق الأوسط» بقرار ترامب بشأن القدس، مشيراً إلى أنّ الحلّ سيكون مرتكزاً على «حلّ الدولتين» ما سيؤدّي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

كذلك، لفتَ الرئيس الفرنسي إلى أنّه عندما يختار أيّ طرف على طرف آخر فهذا يقوّض دور الوساطة، على حدّ تعبيره.

من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنّ التصويت أمس في الجمعية العامّة يدلّ على أنّ أوروبا تقف إلى جانب الحق والعدل، موضحاً أنّهم لن يقبلوا أيّ خطة من واشنطن بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي، وهي أبعدت نفسها عن الوساطة.

وأكّد عباس، أنّ المطلوب من الكيان الصهيوني الالتزام باتفاقية جنيف، ولكنه لا يفعل ذلك، إضافة إلى استمراره بالقتل والاستيطان، معتبراً أنّ كلّ التظاهرات التي خرجت في فلسطين كانت سلمية، بالمقابل استشهد العديد من الفلسطينيين برصاص «إسرائيلي».

وقال عباس: «نحن نريد السلام مع «إسرائيل»، وعندما يحصل ذلك فإنّ هناك 57 دولة إسلامية راغبة في إقامة العلاقات مع «إسرائيل»، بحسب تعبيره.

وأضاف عباس أنّ فتح مصمّمة على المصالحة الفلسطينية، واصفاً إيّاها بالصعبة وأنّ أمامها عقبات كثيرة، لكنّه أكدّ التصميم على تحقيق الوحدة.

وفي ما يخصّ المصالحة الفلسطينية، أوضح عباس أنّ المصالحة التي بدأتها مصر صعبة وأمامها عقبات كثيرة، لكن ورغم ذلك «مصمّمون على الوصول إلى المصالحة لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني، هي مصلحة وطنية فلسطينية ومصلحة للإقليم ومصلحة للعالم، نريد أن يكون الشعب الفلسطيني في دولة واحدة داعية للسلام وليست داعية للحرب»، ودعا عباس بعض الدول إلى عدم المساومة على مواقفها بالمال.

جمعة غضب ثالثة

خرج آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلّة في جمعة الغضب الثالثة في فلسطين، نصرة للقدس ورفضاً لقرار ترامب.

ومساء أمس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ حصيلة الإصابات في الضفة الغربية وقطاع غزة هي شهيدين برصاص الاحتلال، إضافةً إلى 400 حالة اختناق بقنابل الغاز السام، وفي الضفة الغربية وغزة ارتفع عدد المصابين إلى 78 إصابة، بينها 4 بالرصاص الحيّ، و27 بالرصاص المطاطي، و43 اختناقاً بالغاز.

وأشارت مصادر إلى إصابة شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب جامع بلال بن رباح، كما تحدّثت عن إصابات في صفوف الفلسطينيّين نتيجة إطلاق الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطّاطي باتجاههم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله عن 3 إصابات بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط وصلت إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، وإصابة أخرى وصفتها بـ»الطفيفة» بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط. وأضافت الوزارة، أنّ الاحتلال أطلق الرصاص الحيّ بمواجهات في قرية بدرس غرب رام الله.

وفي طولكرم، قمع الاحتلال مسيرة انطلقت من مختلف مساجد المدينة عقب صلاة الجمعة تنديداً بقرار ترامب.

أمّا في بيت لحم، فأفاد مصدر باندلاع مواجهات بين فلسطينيين وأفراد من جيش الاحتلال عند المدخل الشمالي للمدينة. كما خرجت مظاهرات غاضبة في كلّ من البيرة والخليل ونابلس بالضفة الغربية.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنّ 24 فلسطينياً أُصيبوا بالرصاص والغاز السام في مواجهات مع جيش الاحتلال في قلقيلية.

وفي قطاع غزة، أعلن الناطق بِاسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف قدرة عن استشهاد الشابين زكريا الكفارنة 24 عاماً ومحمد نبيل محيسن 29 عاماً ، إثر طلق ناري في الصدر شرق جباليا، عقب خروج آلاف الفلسطينين بمسيرات غاضبة.

وأُصيب 113 فلسطيني خلال اعتداءات الاحتلال على المواطنين، منها 3 خطيرة و 4 مسعفين من الخدمات الطبية، إضافة إلى 400 حالة اختناق بقنابل الغاز السام، بحسب مراسلة الميادين.

وتحدّثت المصادر عن حالات إغماء واختناق في صفوف الفلسطينيين في شرق الشجاعية وخان يونس نتيجة قنابل الغاز، في وقتٍ أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على طواقم الإسعاف عند السياج الفاصل في قطاع غزة.

من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ «الاحتلال الصهيوني لا زال يمعن في استخدام الغاز المجهول بشكلٍ مفرط، ممّا يتطلّب تدخّلاً فورياً من المنظّمات الإنسانية والحقوقية الدولية للكشف عن طبيعة الغازات المستخدمة، والتي أصابت العشرات من المواطنين والمسعفين والصحافيين بالاختناق الشديد والغثيان والتقيّؤ وسرعة في نبضات القلب».

وقال القيادي في حركة حماس مشير المصري، إنّ إدراة ترامب باتت معزولة بعد التصويت في الجمعية العامّة للأمم المتحدة بشأن القدس، معتبراً أنّ ما حدث في الجمعية العامّة هو انتصار حقيقي للقضية الفلسطينية.

وأشار المصري إلى أنّ قرار ترامب أعاد توجيه البوصلة إلى القدس، مضيفاً أنّ الشعب الفلسطيني اليوم يلتفّ حول المقاومة التي أثبتت أنّها الحلّ.

من جهته، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إنّ استمرار مسيرة الغضب والتحدّي ستبقى في مقدّمة الأولويات لدى الفصائل، مشيراً إلى أنّ الانتفاضة وجّهت ضربة للمطبّعين ومن اعتبروا أنّ القدس ليست قضية مركزية.

وطالب البطش حركة فتح بفتح صفحة جديدة وللشراكة الوطنية، ودعا العرب إلى تبديل مواقفهم بعد خروج هذه الحشود نصرة للقدس، مضيفاً أنّ القدس لا تقبل القسمة ولا المشاركة وسيتمّ الدفاع عنها بكلّ الوسائل.

وكانت لجنة القوى والفصائل الفلسطينية دعت الشارع الفلسطيني للمشاركة بفعالية في جمعة الغضب الثالثة، نصرةً للقدس ورفضاً للقرار الأميركي.

وفي القدس المحتلّة، ذكرت مراسلتنا أنّ قوات الاحتلال اقتحمت البلدة القديمة بالقدس واعتدت على الفلسطينيين، لا سيما في العيسوية وسلوان.

وقمعت قوات الاحتلال تظاهرة في شارع الواد، ومنعت وصولها إلى باب العامود في المدينة المقدسة.

وأفادت مصادر بأنّ قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على سيدة فلسطينية في باب العامود بالقدس، موضحةً أنّ قوات الاحتلال أخلت بالقوة المدرجات عند باب العامود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى