الجيش يسيطر على منطقة الهناكير الاستراتيجية في ريف دمشق.. وموسكو تشير إلى مساهمة 48 ألف عسكري في العملية الروسية في سورية

قال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري في ختام جلسات اجتماع أستانة الثامن، إنّ دمشق تعتبر تواجد القوات التركية على أراضيها بمثابة عدوان صارخ وموصوف ويتعارض مع ما اتّفق عليه في أستانة.

وطالب الجعفري في كلمة له في ختام اجتماعات أستانة بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي السورية فوراً، ومن دون قيد أو شرط.

وإذ شدّد على أنّه لا يوجد أيّ حوار بين الجانب السوري والجانب التركي «الداعم للإرهاب»، أشار الجعفري إلى أنّه جرى النقاش حول مناطق خفض التصعيد، خصوصاً في إدلب.

وأوضح الجعفري، أنّ إصرار الولايات المتحدة على إبقاء قواتها على أراضٍ سوريّة من دون موافقة حكومتها هو اعتداء على السيادة السورية، ويتعارض مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة.

وأكّد رئيس وفد الحكومة السورية، أنّ دمشق ستحضر مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وقال: «نحن نبذل جهوداً للتحضير لهذا المؤتمر الذي سيشكّل قاعدة للحوار بين السوريين».

بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إنّ الأطراف المشاركة في المحادثات السوريّة في أستانة اتفقت على تشكيل «مجموعة عمل لإطلاق سراح محتجزين في سورية»، ووصفها بأنّها «خطوة أولى جديرة بالثناء باتجاه وضع ترتيبات بين الأطراف المتحاربة».

وأضاف أنّه ينبغي تقييم خطة روسيا لعقد «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي الشهر المقبل، من حيث قدرة المؤتمر على دعم محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في سورية.

وأعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، وهو رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة ألكسندر لافرنتييف، أنّ العمل جارٍ على وثيقة مجموعة العمل لتبادل المعتقلين في سورية، والأمر يتطلّب خطوات من قِبل الحكومة والمعارضة. وأضاف أنّ القرار المتعلّق بالمعتقلين سيتّضح، والضامنون يتشاورون مع قياداتهم في عواصمهم.

من جهةٍ أخرى،، صرّح لافرينتييف بأنّ الأكراد سيكونون ممثلّين في مؤتمر سوتشي بشخصيات حيادية، لا تنتمي إلى أحزاب سياسية وتحظى باحترام.

وقال لافرينتييف في حديث لوكالة «نوفوستي»: «أنتم تعلمون أنّ تركيا تعارض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي لمؤتمر الحوار الوطني، والذي تعتبره فرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظّمة إرهابية وتحاربه على أراضيها وفي الدول المجاورة منذ فترة طويلة».

وتابع قائلاً: «بالنسبة لهم الأتراك هذا خط أحمر، ونحن نأخذ قلقهم بعين الاعتبار، ونبذل جهوداً في المرحلة الحالية لكي يكون الأكراد ممثّلين بشخصيات محترمة، يعرفهم الجميع، ولهم ثقل اجتماعي ومواقف حيادية في ما يخص الانتماء إلى أيّ تجمّع سياسي. وهناك كثير من هؤلاء الأشخاص، ونحن نعمل على التوصّل للاتفاق بشأن الشخصيات».

من جهته، أعلن وفد معارضة الرياض إلى مفاوضات أستانة أنّه سيتّخذ قراره بشأن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي بعد مشاورات مع أطراف أخرى في المعارضة.

وقال رئيس الوفد، أحمد طعمة، خلال مؤتمر صحافي في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات: «وجّهت لنا الدعوة، ولكن لا نريد أن نتّخذ قراراً مستعجلاً، نريد أن نتشاور مع القطاعات العسكرية أولاً، ومن ثمّ مع الأطياف السياسية ونعود إلى مرجعياتنا لكي نتّخذ القرار النهائي».

وأضاف: «لا نريد أن نتّخذ القرار بمفردنا ونيابة عن إخوتنا في الداخل». «إذا كانت مخرجات هذا المؤتمر ستؤدّي إلى دفع عملية السلام في جنيف فهذا أمر مرغوب فيه، أمّا إذا كانت ستسير مساراً مستقلاً خاصّاً، فلن يكون ذلك محلّ ترحيب».

وكانت وكالة الإعلام الروسية قالت أمس، نقلاً عن وزارة خارجية كازاخستان، إنّ مؤتمر الحوار الوطني السوري سينعقد يومي 29 و30 كانون الثاني المقبل في مدينة سوتشي الروسية.

وأكّدت الخارجية الكازاخية، أنّ الدول الضامنة في مؤتمر أستانة 8 اتّفقت على قائمة المشاركين في مؤتمر سوتشي الخاص بسورية.

أتى هذا الإعلان بعد سلسلة اجتماعات ولقاءات بين الأطراف السوريّة المشاركة، ووفود تركيا وروسيا وإيران في أستانة، وسط توقّعات بالتوصّل لاتفاق بما يخصّ المعتقلين.

وكان البيان الختامي لجولة محادثات أستانة 8 أعلن يومي التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر المقبل موعداً لمؤتمر سوتشي للحوار السوري، ودعا البيان الحكومة السوريّة والمعارضة إلى التعاون.

ميدانياً، أحكم الجيش السوري سيطرته على منطقة الهناكير الاستراتيجية عند مدخل مزرعة بيت جن في ريف دمشق.

وذكرت وكالة الأنباء السوريّة «سانا»، أنّ وحدات من الجيش أحكمت السيطرة على عدد من النقاط الاستراتيجية في محيط موقعَي الطماثيات والهنغارات على محور الجبهة الجنوبية لمجرى نهر الأعوج شرق مزرعة بيت جن، وأضافت أنّ الجيش بعد التقدّم الذي حقّقه أصبح يسيطر نارياً على مساحة واسعة من سهل مزرعة بيت جن، وقطع طريق الإمداد الوحيد للإرهابيين بين مزرعة بيت جن وقريتي بيت جن ومغر المير.

كما خاضت وحدات الجيش السوري في حماة اشتباكات عنيفة مع عناصر «جبهة النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامتها على محاور الريفَين الشمالي الشرقي والشمالي، موقعة خسائر في صفوفهم.

ونفّذ سلاح الجو غارات على تجمّعات «النصرة» في قرى قصر ابن وردان وأم زهمك وأبو دالي شمال شرقي حماة، أدّت إلى مقتل عدد منهم وتدمير عتادهم.

وكان الجيش السوري قد بدأ منذ نحو شهرين عملية عسكرية ضدّ مواقع تنظيم «جبهة النصرة» في الريف الشمالي الشرقي لحماة والريف الجنوبي الشرقي لحلب، سيطر خلالها على العديد من القرى والبلدات والتلال، مكبّداً المسلّحين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

وفي السياق العسكري، وعلى صعيد النتائج التي حقّقتها القوات الروسيّة على حلبة مكافحة الإرهاب في سورية، ذكّر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأنّ العملية الجوية الروسية في سورية قد أسفرت عن تحرير 1024 قرية وبلدة ومدينة هامّة في سورية، محذّراً في هذه المناسبة كلّ من يحاول اختبار قدرات الجيش الروسي الدفاعية.

وكشف شويغو، وللمرة الأولى، عن مشاركة 48 ألف عسكري روسي في إنجاح العملية الروسية في سورية، من دون أن يكشف عن العدد الحقيقي لأفراد الجيش الروسي المتمركزين في سورية.

وأشاد شويغو بالدور الفعّال الذي لعبته صواريخ «إس-300» و»إس-400» و»بانتسير» والطائرات المقاتلة الروسية، التي «ضمنت التفوّق الروسي المطلق» في الأجواء السورية.

وأضاف: «هذا التفوّق تمثّل في عدم تعرّض الأجواء السورية فوق قاعدتينا في طرطوس وحميميم على الساحل السوري لأيّ انتهاك من أيّ جهة كانت، منذ تمركز قواتنا فيهما وانطلاق عمليتنا الجوية في سورية».

كما أكّد شويغو عزم روسيا على ضمان الحضور الدائم لغوّاصاتها وسفنها المزوّدة بالأسلحة الدقيقة في المتوسط، وختم بالقول: «عملاً بتوجيهات الرئيس الروسي، سنضمن في المتوسط حضور السفن والغوّاصات الروسية المزوّدة بالأسلحة الدقيقة وبعيدة المدى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى