مساران متعاكسان للانتفاضة
مع بداية الأسبوع الثالث للانتفاضة الفلسطينية واتضاح مسارها التصاعدي صار الحديث ممكناً عن كيفية رسم حصادها التراكمي وتوظيفها للزخم السياسي الذي ولدته في خدمة تصاعدها.
على المستوى الإعلامي تبدو الانتفاضة عنواناً لاستقطاب إعلامي مساند بوجه صورة «إسرائيل» المتوحشة والمعتدية والبعيدة عن معايير الإنسانية كلّها.
على المستوى الأمني تتنامى قدرة الانتفاضة على استقطاب مناطق وشرائح جديدة إلى صفوفها، فيما بدأت تتحوّل مصدر استنزاف يومي للقوى الأمنية «الإسرائيلية» ويوماً بعد يوم سيصير الفلسطينيون يعِدّون بفخر ونشاط أيام انتفاضتهم، فيما يَعِدّها «الإسرائيليون» بتعب وإنهاك.
على المستوى السياسي والدبلوماسي بعد الانتصار في التصويت المتتابع بين مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وظهور العزلة «الإسرائيلية».
الصورة ترسمها ردود الفعل «الإسرائيلية» على المعادلات الجديدة، فمن جهة تنضمّ فلسطين لمنظمات دولية جديدة، ومن جهة مقابلة تردّ «إسرائيل» بالخروج من منظمات دولية جديدة، كما بدأ الخروج من الأونيسكو بقرار من نتنياهو أمس.
المسار الفلسطيني يرسم خطوات التقدّم، والمسار «الإسرائيلي» يرسم خطوات التراجع وصولاً للحظة التصادم الآتية، حيث الكلمة الفصل للقدرة على الصمود. وهو ما تتفادى «إسرائيل» اختباره. وعندها سيكون عليها تحمّل أكلاف التآكل البطيء واتساع زخم الانتفاضة في تكرار صورة ما بدأ في غزة بعد العام 2000 وصولاً للعام 2005 بالجمع بين الانتفاضة والمقاومة.
التعليق السياسي