لماذا يعتبر حكم الإعدام على الشيخ النمر تخبطاً سعودياً؟
أثبت حكم الإعدام على الشيخ نمر النمر مرة أخرى تخبط النظام السعودي، وقد اعتبر المراقبون هذا الحكم نوعاً من اللعب بالنار ومن الهروب الى الأمام ويكشف عن غباء سياسي، خصوصاً في ضوء غياب أي جريمة جنائية ارتكبها الشيخ النمر.
ويعتبر هذا الحكم على الشيخ النمر خطراً، وفي هذه الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تحيط بالسعودية من الشمال والجنوب والشرق.
الحكم بالقتل تعزيراً
وكانت المحكمة الجزائية في الرياض قضت، أول من أمس، بالقتل تعزيراً على عالم الدين الشيخ نمر النمر على خلفية اتهامات له بالإساءة إلى السلطة الحاكمة والتحريض والاصطدام بدورية شرطة والمشاركة في الاحتجاجات ودعم الثورة في البحرين ودعوته الى إعادة تشييد البقيع.
وأفاد موقع «ارم نيوز» أن شقيق النمر قال، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن المحكمة رفضت حد الحرابة، وحكمت عليه بالقتل تعزيراً.
وكان الشيخ النمر اعتقل في الثامن من تموز العام الماضي إثر مطاردته من قبل القوات الأمنية وإصابته برصاصة في الفخذ.
وطلب الادعاء العام من المحكمة إنزال «حد الحرابة» بالنمر، أي العقوبة القصوى، إلا أن المحكمة أسقطت حد الحرابة وحكمت عليه بالقتل تعزيراً.
ردود الفعل
وصدرت ردود فعل محلية ودولية منددة بحكم «القتل تعزيراً» بحق الشيخ النمر. وحذرت الردود المحلية والدولية من التداعيات الخطيرة على المملكة والمنطقة برمتها، حيث خرجت تظاهرات حاشدة شرقي السعودية تنديداً بحكم الإعدام الذي أصدره القضاء بحق الشيخ نمر باقر النمر.
وانطلقت المسيرات الغاضبة من مدينة العوامية باتجاه القطيف وردد خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة لعائلة آل سعود، مؤكدين أن حكم الإعدام باطل وجاء على خلفية انتقامية من المعارضين للنظام.
كما دعا المحتجون المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف مهزلة المحاكمات الصورية بحق المعارضين، مطالبين بالإفراج عن الشيخ النمر وجميع المعتقلين السياسيين في المملكة ووقف كافة الأحكام القضائية بحقهم.
من جانبها، نددت منظمة العفو الدولية بحكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة الجزائية في العاصمة السعودية الرياض بحق الشيخ نمر باقر النمر.
واعتبرت المنظمة في بيان لها أن الحكم قاس والمحاكمة شابتها نواقص كبيرة. ودعت المنظمة الى الإبطال الفوري للحكم الذي يندرج في إطار حملة السلطات لسحق أي معارضة ومن ضمنها المدافعون عن حقوق الانسان في المملكة.
وطالبت منظمة العفو السلطات بالإفراج الفوري عن عالم الدين السعودي ووضع حد للتمييز والترهيب الممنهج ضد المعارضين لها.
من جهتها، اعتبرت جمعية الوفاق الوطني المعارضة أن الحكم الصادر بحق الشيخ نمر باقر النمر قد تؤدي إلى تداعيات تزيد من تعقيد الأمور وتصب الزيت على النار، داعية السلطات في المملكة العربية السعودية إلى الإفراج عنه.
وقالت «الوفاق»: «إن الشيخ النمر تمسك بالدعوة الى السلمية في التحرك الشعبي، وهو من الشخصيات الدينية البارزة وممن تصدروا المطالبة بالحقوق السياسية والدينية والاجتماعية التي تكفلها الشرعية الدولية والحق الإنساني، وعبر عن رأيه بالكلمة»، مشددة على «أن الكلمة لا تواجه بالاعتقالات وإصدار أحكام الإعدام».
وطغت قضية الشيخ النمر على اللقاء التضامني الذي أقامه التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في مركزه في الضاحية الجنوبية لبيروت للتضامن مع شعب البحرين.
وأكد رئيس التجمع يحيى غدار رفضه لحكم القضاء السعودي، مشيراً الى أن هذه الأحكام ليست غريبة عن السلطات السعودية.
من جانبه، أكد النائب الكويتي عبد الحميد دشتي، خلال كلمة ألقاها عبر الإنترنت، رفضه للحكم، واصفاً إياه بالجائر، وأعلن عن تحرك ستشهده المحافل الدولية للتصدي للمارسات السعودية.
اعتقال شقيق الشيخ النمر
واعتقلت السلطات السعودية محمد باقر النمر، شقيق الشيخ النمر، أثناء حضوره جلسة المحكمة الجزائية في الرياض.
وفي السياق نفسه، هددت قوات الأمن في المحكمة باعتقال جعفر باقر النمر، الشقيق الأكبر للشيخ النمر، في حال أفاد بأي تصريح بشأن قضية محاكمة شقيقه.
كما أعلنت السلطات الأمنية حالة الاستنفار القصوى لقمع أي تحركات شعبية رافضة لحكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة.