تحرّكات «غير مرئيّة» للحوار بين بغداد وأربيل

انتقدت رئاسة الجمهورية وائتلاف دولة القانون، التصريحات الصحافية عن رعاية أمميّة لمبادرة فؤاد معصوم في حلّ المشكلات بين بغداد وأربيل، مؤكّدان أنّها «لا تحتاج إلى وساطة خارجية»، بل هناك رغبة متبادلة في إنهاء الخلاف.

ويؤكّد نوّاب مقرّبون من رئيس مجلس الوزراء، وجود تحرّكات «غير مرئية» بين بغداد وأربيل تدير التنسيق الأمني والخدمي والإداري والتنفيذي»، كما أنّ هناك «اتصالات مستمرة» تمهّد للحوار.

ويقول النوّاب، إنّ بدء الحوار لا يخضع إلى توقيتات، ملوّحين بوجود «زخم حقيقي ودفع لتسريع إجراءات الحوار».

وتشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان توتراً كبيراً، بعد إجراء الأخير استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، ما دفع رئيس الحكومة المركزيّة حيدر العبادي إلى فرض إجراءات عدّة، بينها إيقاف الرحلات الدولية في مطارَي أربيل والسليمانية، ومطالبة الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية البرّية كافة.

على صعيدٍ آخر، دعا محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد الجبوري، بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» إلى دعم الحوار بين مكوّنات المحافظة، ويضمن الشراكة والتوافق بين الجميع، وفيما أكّد وجود 104 قرية مدمّرة في المحافظة، أشار إلى وجود «إرداة سياسية» سعت لإزالتها.

وقال الجبوري في حديث لعدد من وسائل الإعلام: «تناقشنا مع أليس وولبول نائب الممثّل الخاص للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي »، مبيّناً أنّ «التعقيد في كركوك كبير من الجانب السياسي والأمني، وفي كركوك مشكلة سياسية مغلّفة بطابع قومي، لكن إرادة مواطنيها أقوى من طروحات السياسيّين، وهذا يدفعنا للبحث عن مخرجات قانونية ودستورية لرسم ملامح المستقبل العادل للجميع». وأضاف الجبوري: «بحثنا الواقع السياسي والأمني والانتخابي في كركوك، خصوصاً بعد تحرير مناطق جنوب كركوك وغربها وتطبيق خطة فرض القانون في كركوك، ونحن في إدارة كركوك نستقبل يومياً شكاوى عن قوع انتهاكات تعرّض لها مواطنو كركوك خلال السنوات الماضية، إلى جانب مأساة سكاّن 104 قرية تعرّضت للتهديم، ممّا جعل من المستحيل عودة سكّانها إليها، ونواجه صعوبة كبيرة في إعادتهم». وشدّد الجبوري على أنّ «هناك إرادة سياسية كانت تسعى لإزالة هذه القرى من الوجود، رغم عدم وجود أيّ مبرّر لإزالتها، وتدمير الدور والبُنى التحتية. وإدارة كركوك ودوائرها الخدمية التي تمثّل جميع المكوّنات نجحت في توفير الخدمات وإعادة الاستقرار للمناطق المحرّرة، وإعادة أكثر من خمسة آلاف نازح لبيوتهم وقراهم في أسرع عملية عودة للسكّان الذين عانوا وقاسوا إرهاب «داعش» وفكره المنحرف».

وأكّد الجبوري على أهمية أن «يكون مكتب مفوّضية الانتخابات في كركوك يمثّل جميع مكوّنات كركوك بشكل عادل ومتوازن، بما يعكس رسالة اطمئنان لجميع المكوّنات من دون تمييز مكوّن سياسي على آخر»، مشيراً إلى أن «تعمل بعثة اليونامي في العراق على دعم حوار بين مكوّنات كركوك لتطبيق الشراكة الحقيقية بين جميع المكوّنات».

وفي السياق، أصدرت خلية الإعلام الحربي، أول أمس الثلاثاء، بياناً بشأن أحداث أمنيّة بمحافظة كركوك حذّرت فيه من «اختلاق سيناريوات»، فيما أكّدت احتفاظها بكامل الحق بمقاضاة أيّ جهة تحاول أن تضلّل الرأي العام. وجاء في بيان الخلية الذي تلقّته «الصباح»، إنّ «صحيفة الشرق الأوسط نشرت تقريراً خبرياً ملتبساً يخلط بين الخبر والتحليل غير الموثّق بشأن أحداث أمنيّة في محافظة كركوك والمناطق المحاذية لها، وزعمت في تقريرها الملفّق أنّ خلايا «داعش» النائمة تنشط في كركوك وتقف خلف اغتيال ضابط في الشرطة وقيادي في الحشد العشائري».

وأضاف بيان الخلية، أنّه «في محاولة مفضوحة لتسويق رسالة مضطربة التفاصيل، عمدت الصحيفة إلى نشر صورة مقتبسة من باكستان مع التقرير، ممّا يؤشّر إلى عدم مهنيّتها في هذا الجانب وخواء معلوماتها في الساحة العراقية. ولم يكتفِ التقرير بذلك، بل نسب بياناً إلى «داعش» أشار فيه إلى جزئيات أمنيّة غير متحقّقة في كركوك أو محيطها، ولم يثبتها رصدنا الإعلامي المتواصل، ولم تسعف ذلك المعلومات الاستخباريّة المعتمدة من مصادرها العسكريّة الرسمية في المحافظة».

وختمت الخلية بالقول: «نحذّر الصحيفة وبعض وسائل الإعلام التي انساقت خلفها من اختلاق السيناريوات التي تمسّ أمننا الوطني، ونحتفظ بكامل الحق بمقاضاة أيّ جهة تحاول أن تضلّل الرأي العام، ونعرب في الوقت نفسه عن ثقتنا بالخطاب الإعلامي العراقي والعربي والعالمي المسؤول الذي وقف مع الشعب العراقي في حربه ضدّ عصابات داعش الارهابية».

إلى ذلك، بحث وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي، مع وفد عسكري أردني رفيع المستوى، سُبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين من أجل القضاء على الإرهاب.

وأفاد بيان للوزارة، بأنّ «وزير الدفاع استقبل في مكتبه وفداً عسكرياً أردنياً رفيع المستوى برئاسة رئيس هيئة العمليات والتدريب في الجيش الأردني»، مشيراً إلى أنّه «جرى خلال اللقاء بحث التعاون المشترك بين البلدين، لا سيّما في الجانب الأمني وزيادة التنسيق وتبادل المعلومات من أجل القضاء على جذور الإرهاب». وأضاف البيان، أنّ «الوفد قدّم التهاني والتبريكات إلى الوزارة بالانتصارات الكبيرة التي حقّقتها قواتنا الأمنيّة على عصابات داعش الإرهابي»، مشيداً بـ»بطولة وشجاعة الجيش في المعارك التي تمكّن خلالها من تطهير جميع الأراضي العراقية من دنس الإرهاب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى