مراسم وداع واستقبال
في وداعٍ عام واستقبال عام جديد كثيراً ما نحاول الهروب بعيداً عن الفكرة التي تجعلنا نقف بجرأة مع ذاتنا ونكشف فيها عن هويتنا أمام أنفسنا ونحادثها بصدق وصراحة عما حققناه وأنجزناه وما نفكّر في متابعته في هذه الحياة من طموح ورغبات وتطلعات، فنجد أنفسنا نقف عند تلك الصفحة التي كُنّا عالقين عندها بكل ما تتضمّنه من عقيدة وعقدة، نجاح وكبوة، ألمٍ وأمل، خوفٍ وأمان، نهوض وزلّة، علم وقلة معرفة. ولا ندري بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي يجعلنا نؤمن بأن شيئاً ما في الكتاب أهمّ وأكثر بكثير من تلك الصفحة التي كنّا عالقين بها وأن طيّها سيمنحنا ما لم نكن نتوقّع. ما علينا إلا التركيز على ما نريد والإدراك بأن الاهتمام بغيره لن يفيد إلا بامتصاص طاقاتنا وضياع أوقاتنا وأخذنا لمقارنتنا لأنفسنا مع غيرنا فنبتعد عن الحفاظ على شخصيتنا التي تتبنى إيجابيات الماضي بفخر و الحاضر بثقة والمستقبل بحماس وهمّة. ونتساءل تُرى هل باتت للعام الجديد واضحة أهدافنا وتصوّراتنا؟ هل وضعنا رؤانا؟ ما هو شعارنا؟ وما الذي نتمنى أن يتجلى فيه؟ كيف سنعزز رصيد وعينا؟ ما الذي سنفعل لتحقيق طموحنا؟ هل هناك من أحدٍ يستطيع أخذنا لنورنا من دوننا؟؟!! ماذا عن علاقاتنا؟ هل واجب مَن يُسدي النصيحة إلينا تغييرنا؟؟ هل نحافظ على كل مَن حولنا؟؟ أم سننتبه بأنه ليس كل من في محيطنا يستحقنا؟.. رغم أن الكون لن يتجمّد إن يوماً كُسرنا ولن تُقام طقوس العزاء لحزننا، إلا أنه علينا أن نعرف قيمة حياتنا، فالبعض يولد ويموت من دون أن ينجز شيئاً أو يعيش حقاً.
ريم شيخ حمدان