عشق الصباح

البحر ملجأ الحيارى الشغوفين بالبوح واللازورد والنوارس، حين صار الزمن لا يشفق على وجعي، كم ألقيتُ في ملح الموج أسرار حكاياتي؟ قالت: هوّن عليك، ما بك؟ حالك كمن يتوسّد حجراً تحت رأسه حين يغالبه النعاس؟ أنظر، الليل يغتسل بالمطر ساجداً في محراب الضوء بانتظار الشمس، تعال، نستمع لموسيقى حفيف أوراق شجر السفرجل في الحاكورة، لنمضي في مقام الحياة نفتش عن وميض فرح لقاء محتمل نخبئ في التلهف جمر القبل؟ كانت تحكي وهي تنظر للأفق البعيد، وأنا أكتب على هامش كتاب اصفرّت أوراقه: لوجهك فاتحة خبز التنور أول المطر على شرفات البحر والحبق، لو شافك الورد يرتبك عطره.. ارتباك قطرات الندى على شجر الرمان، يكوينا الحنين كأننا نلعق الملح عن تفاصيل الأيام فيأخذنا الشوق إلى صباحات خبز التنور وريحة القهوة، لم تزل تراتيل صلواتهم تسكنني، كشريط سينمائي أتأمل ملامح وجوههم وأشيائهم: عنبر البرغل، علبة اللبن الخشبية.. الخضة خابية الماء، جرّة الزيت، مدهونة السمن البلدي.. والمحراث القديم.. وغفوة التعب تحت ظلال عتبات البيوت الطينية .. نحن المتعبين، كم توجعنا الذاكرة المسكونة بالحكايات ولا تنسى ؟!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى