بيت جن… هدف «إسرائيلي» جديد يسقط في سورية
يوسف الصايغ
يطوي الجيش السوري وحلفاؤه صفحة العام الحالي والسادس من عمر الأزمة على انتصار استراتيجي جديد، من خلال السيطرة على موقع بيت جن ذي الأهمية الاستراتيجية، وهو ما دفع بالإعلام «الإسرائيلي» المرتبط بمراكز الاستخبارات، إلى وصف ما حصل في المنطقة الحدودية من انتصار للجيش السوري بفقدان السيطرة العسكرية «الإسرائيلية» على مداخل القنيطرة، ولفت إعلام العدو الى أنّ الجيش السوري شنّ هجوماً على الجولان في حرب سنة 1973 من تلك المنطقة، ما يشير إلى حجم القلق «الإسرائيلي» والخيبة التي مُني بها كيان الاحتلال، بعد استعادة الجيش السوري زمام المبادرة عند الشريط الحدودي مع الجولان، ومن خلفه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
القلق «الإسرائيلي» بعد الإنجاز على محور بيت جن نابع من إمكانية تحويل هذه المنطقة الى منطقة عمليات للجيش السوري وقوى المقاومة، خصوصاً بعدما فشل رئيس وزراء العدو في انتزاع ضمانات من الرئيس الروسي بجعل هذه المنطقة خارج سيطرة الدولة السورية، بهدف تحويلها حزاماً آمناً لكيان الاحتلال، إلا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل، وهذا ما يزيد من قلق كيان العدو من تطوّرات المرحلة المقبلة بعد طرد الجماعات المسلحة من تلك المنطقة الاستراتيجية.
ولعلّ ما يزيد من المخاوف «الإسرائيلية» أنّ جيش العدو كان يراقب عن كثب سير المعارك وأداء الجيش السوري في وجه المجموعات المسلحة، التي كانت تحظى بدعم عسكري «إسرائيلي»، لكن ذلك لم يغيّر من مسار المعركة التي رجّحت كفتها بالكامل لصالح الجيش السوري وحلفائه، وهذا ما شكل هزيمة لـ«إسرائيل» بالدرجة الأولى، واندحاراً للجماعات الإرهابية من جهة ثانية، بحيث أصبحت محاصرة وهي أمام خيارات ضيقة، وهو ما اضطرها للاستسلام والقبول بالخروج نحو إدلب، أو إلى ريف درعا الغربي، بينما يعمل إرهابيّو تنظيم ما يسمّى بـ«قوات جبل الشيخ» بقيادة محمد كمال مورو الذي كان على تنسيق تامّ مع العدو، للدخول إلى الأراضي المحتلة على غرار تجربة عملاء جيش لحد في جنوب لبنان.
في المحصلة بات واضحاً أنّ الخطة «الإسرائيلية» لإقامة حزام آمن في المنطقة الممتدّة غرب العاصمة دمشق أو الغوطة الغربية والتي تصل حدودها إلى ريفَيْ القنيطرة الشمالي ودرعا من جهة الجنوب الغربي المتاخم للأراضي المحتلة، باتت جزءاً من الماضي وهذا الإنجاز يُضاف إلى ما سبقه على جبهة حضر بعد إفشال الجيش السوري والقوات الرديفة محاولة عزلها عن الجولان، وربطها بمحور بيت جن قبل دحر المسلحين منها، ويشكل هزيمة جديدة تضاف إلى سجل مسلسل هزائم «إسرائيل» وسقوط أهدافها المتوخاة من الحرب الإرهابية التي تستهدف سورية. وعليه بات واضحاً انّ الانتصارات التي تحققت في العام الحالي ستمهّد للحسم النهائي وإعلان انتصار سورية قيادة وجيشاً وشعباً، على المشروع الإرهابي الذي استهدفها طيلة ست سنوات ونيّف، بينما تبقى مخططات العدو «الإسرائيلي» قائمة رغم سقوط أدواتها.
ناموس عمدة الإعلام
في الحزب السوري القومي الاجتماعي