نصف الحقيقة
يكتبها الياس عشي
أفضل دواء لتعيش في عالم عربي ممزّق ومسروق هو السخرية، فنحن منذ مئة عام يحكمنا ملوك وأمراء ورؤساء ووزراء ونواب ورجال دين لا يقولون لنا سوى نصف الحقيقة، فأدمن التابعون كذبهم، حتى إذا جاء واحد وبشر بالحقيقة الكاملة اغتالوه.
يذكرني هؤلاء العابثون بنا، والهائزون منّا، بامرأة سألت صديقاً لها:
ـ كم تظنّ عمري الآن؟
فأجابها: ثلاثون عاماً…
ـ حقّاً إنك لطيف… وكيف عرفت ذلك؟
قال: من عادتي كلما سألتني سيدة عن عمرها، أقول لها نصف الحقيقة.
أيها السادة.. قريباً يبدأ الموسم الانتخابي.. ضعوا في الصناديق اسم من يقول الحقيقة كاملة، ولا يستغربنّ أحد إن وجد الصناديق فارغة.