ضياء «الميادين»
معن حمية
مرّ على قناة «الميادين» نحو خمس سنوات ونيّف، وفي فترة زمنية قصيرة جداً، حجزت موقعاً متقدّماً وتميّزت عن غيرها بفرادة نقل «الواقع كما هو»، وهذا تحدّ خاضته «الميادين» في الميادين كافة ونجحت.
في ظروف صعبة وأوضاع معقدة تواجه بلادنا والعالم العربي ودول الإقليم، انطلقت قناة «الميادين» عن سبق تخطيط وإرادة، فحوّلت المستحيل ممكناً، وأحدثت فرقاً في الساحة الإعلامية…
كثيرون راهنوا على أنّ «الميادين» ستكون مجرّد رقم غير مرئي بين آلاف القنوات التلفزيونية، لكنها في زمن قياسي صارت في المراتب الأولى عربياً مع امتياز الفرادة والموضوعية والالتزام.
حين انطلقت قناة «الميادين»، كانت مشاريع التقسيم والتفتيت تتقدّم في دول المنطقة كافة، وكان الإرهاب يعيث إجراماً وتدميراً، ويتمدّد في الجغرافيا السورية وفي غير مكان، بدعم كامل من نحو مئة دولة غربية وإقليمية وعربية ومعها «إسرائيل»، ونحو ألف مؤسسة إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة ومواقع الكترونية، كلها تجنّدت لصالح الإرهاب ولتبرير جرائمه الوحشية.
وسط كلّ هذا الاحتشاد الإعلامي إلى جانب الإرهاب ورعاته، بزغ فجر «الميادين»، بمجلس إدارة يرأسه الإعلامي غسان بن جدو، صاحب الخبرة والتجربة، وبطاقم إعلامي متناغم خاض معه معترك التحدّي، كلّ في مهامه وفي الميادين كافة.
في قناة «الميادين» وجوه لم نرها، ووجوه رأيناها على الشاشة من خلال البرامج والنشرات الإخبارية، واللقاءات الحوارية، وكلّ الوجوه التي رأيناها، وتلك التي هي خلف الأضواء، حققت غاية «الميادين» ورسالتها الإعلامية.
لكن ثمة وجهاً وجب علينا أن نخصّ صاحبته. فتحية إلى الإعلامية ضياء شمس، إشراقة الصبح مع كلّ «آخر طبعة»، وهي تطلّ بمزايا الجدية والاتزان والالتزام ودماثة الأخلاق، وبصوت فيه نبرة الثقة والتحدّي، وبعقل راجح وإحاطة سياسية وثقافية.
مع ضياء لم تكن متابعة «آخر طبعة» مرتبطة بالمستضاف وبما يمثل او بما يمتلك من معلومات وقدرة على التحليل والتعبير، بل بضياء نفسها التي برعت في جعل البرنامج يحقق غاية «الميادين»، علماً أنّ «آخر طبعة» ليس حكراً على القديرة ضياء، فهناك زملاء يقدّمونه وهم ليسوا أقلّ شأناً وبراعة.
التحية لضياء شمس ليس لأنها نجحت في مهمّتها الإعلامية وحسب، بل لأنها نجحت أيضاً في التصدّي لأخطر الأمراض.
ضياء «الميادين»، فزتِ على المرض بإرادة التحدّي… مبارك لكِ ولعائلتك ولـ«الميادين» ولنا هذا الفوز.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي