التحريك الأميركي الصهيوني لزعزعة الاستقرار في إيران

د. جمال شهاب المحسن

انَّ التظاهرات التي جرتْ في بعض المناطق الإيرانية ولا سيّما في محافظة كرمنشاه هي تظاهرات تَستخدم بعض مطالب «الإصلاح الاقتصادي ورفع مستوى الحياة المعيشية» كغطاء للشعارات السياسية المعادية لكلّ الاستراتيجية الإيرانية في مواجهة الاستكبار الأميركي الصهيوني في المنطقة والعالم…

كلّ ذلك يأتي في سياق الردّ على الانتصارات العظيمة التي حقَّقها محور المقاومة في المنطقة ولا سيّما في سورية والعراق على الإرهاب الداعشي والتكفيري المدعوم بالفعل والممارسة والمشاركة الميدانية واللوجستية من المحور الأميركي الصهيوني الرجعي الخليجي…

ولقد أصاب مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي كبد الحقيقة فكان واضحاً جداً حين قال: إنّ الأعداء يثيرون التوتر في إيران ويستخدمون المال والسلاح وعملاء المخابرات…

إنّ الذي يكشف التحريك الأميركي الصهيوني لهذه الأحداث بشكل واضح ما صرّح به الرئيس ا ميركي الشرير دونالد ترامب والنتن رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو عن دعمهما لأعمال الشغب في إيران، حيث ترافق ذلك مع الحملة الإعلامية المعادية المسعورة للتحريض وبثّ الأباطيل وتشويه الحقائق، وخصوصاً من أصحاب السَّوابق الإجرامية في هذا المجال، والنموذج الفاقع في وقاحته يَتمثَّل ببعض الفضائيات العبْرية الناطقة باللغة العربية التي تفضح دورَها الساقط والمنحط ليلَ نهار في إطار هذا المخطط المعادي ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية…

انّ هذه التحركات تدار بشكل مركزي في كلّ المحافظات الإيرانية… وهذا هو بيت القصيد حسب تقديرنا، فهي ليست أعمالاً فرديةً أو عفويةً يقوم بها محتجّون على ظروف اقتصادية صعبة أو مطالب حياتية محقّة.

وبالتحرّي عن هذا الجانب بالذات تأكّد من عدة مصادر أنّ هناك غرف عمليات مخابراتية تشرف على إدارة هذا التحرك المعادي للثورة الإسلامية في إيران، حيث تؤكد المعلومات أنّ هناك غرفة ميدانية تشرف مباشرةً على إدارة العمليات في مناطق غرب إيران ومقرّها أربيل، وهناك أيضاً غرفة ميدانية مسؤولة عن إدارة العمليات في شرق إيران ومقرّها مدينة حيرات الأفغانية.

ويشرف على إدارة هاتين الغرفتين ضباط أميركيون و«إسرائيليون» وسعوديون، ومعهم ممثلون عن جماعة «مجاهدي خلق» المعروفة لدى الشعب الإيراني بـ«منافقي خلق»، وممثلون عما يسمّى جماعة «جيش العدل».

هذا فضلاً عن غرف عمليات مساندة في كلّ من: دبي، الرياض، كابول، باكو، لندن، استراسبورغ، نيويورك وتل أبيب…

وهذا يذكرنا بغرف العمليات التي أنشئت لاستهداف الدولة السورية قيادةً وجيشاً وشعباً ولزعزعة الاستقرار في سورية… ومعظم تفاصيلها أصبح معروفاً للقاصي والداني في العالم.

وفي الختام ننوّه بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعباً ومؤسّسات واثقة من متابعة انتصاراتها على الاستكبار الأميركي والصهيوني العالمي وحلفائه وعملائه في الإقليم وفي العالم.. وإنّ ملايين المواطنين الإيرانيين الذين خرجوا أمس في تظاهرات حاشدة للتنديد بأعمال الشغب عبّروا عن روح الشعب الإيراني في وجه التدخلات الخارجية الأميركية والصهيونية وعملائها في الداخل الإيراني وفي الإقليم والعالم…

إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى