مختصر مفيد
مختصر مفيد
القدس محور الحرب والسلام
كثيرة هي المحاولات التي جرت وتجري لتقديم قضايا إلى واجهة الاهتمام الشعبي للحلول مكان القضية الفلسطينية كقضية مركزية محورية في قضايا المنطقة، بعدما ثبتت استحالة الحصول على رضا الشعوب العربية على ما تملك الأنظمة التابعة للأميركي من تقديمه في مجال الحل السياسي لهذه القضية، خصوصاً في موازاة ما أثبتت قوى المقاومة قدرتها على تقديمه.
صار المخرج الوحيد لهذه الأنظمة ومن ورائها أميركا و إسرائيل صناعة بدائل تحتلّ واجهة الإهتمام الشعبي بديلاً من فلسطين فالوضع الاقتصادي مرة تحت شعار فلسطين هي سبب الفقر، والديمقراطية والحرية مرة تحت شعار أن القمع بذريعة فلسطين. وهكذا تمّ تسويق كامب ديفيد والربيع العربي، لكن النتائج كانت وبالاً في لقمة العيش وأمن الناس رغم الابتعاد عن فلسطين.
الوصفة المذهبية والفتن الأهلية كانت خياراً رسمياً عربياً سواء تحت عنوان الدعوة لمراجعة مبدأ وجود هوية قومية جامعة وأولوية العودة للهويات الطائفية والمذهبية، أو في بلوغ حدّ الدعوة لإعتبار إيران عدواً بديلاً لـ إسرائيل التي صارت حليفاً وحيداً لمواجهة ما وصف بالخطر الإيراني.
تأتي التطوّرات المحيطة بقضية القدس وما حملته من حالة نهوض شعبي عربي وإسلامي وعالمي لتقول إن القدس لا تزال محور الحرب والسلام، وجاءت مواقف القيادة الفلسطينية وهي الملتزمة باتفاقات اوسلو وخيار التفاوض والمنتمية للنظام العربي الرسمي بخياراته كلها، لتقول أنه عندما تتهدّد القدس علناً فإن لا شريك فلسطينياً في النظام العربي الذي يتجاهلها، ولا شريك فلسطينياً في تسوية يصنعها تقوم على تناسي القدس، وبلا شريك فلسطيني لا قدرة على إنتاج بديل يتقدّم على فلسطين التي عادت قضية الشعوب المركزية في ظل وحدة وطنية فلسطينية ستتعزّز كل يوم أكثر فأكثر.
ناصر قنديل