عشق الصباح

عشق الصباح

عام آخر يمضي من عمرنا ولم نلتقِ، أتعرف كيف يهسهس الشوق في دمي؟ قل يا صديقي البحر، كم كان بيننا من أسرارٍ للبوح؟ دعنا نُعيد ترتيب لقاءاتنا مع مطر المساءات.

همست: «المطر يجدّد الحياة»، كنت حلماً يرتشفني كلّما جاء الشتاء أتيك شغوفاً، وأنت كما اشتهاء الروح تفيضين بالحنين الموشى بعتب كلّه دفء، وأنا أفكفك بإرتعاش أصابعي أزرار قميص الورد، متشوّق الثم عن يمني وعن شمالي، لتذوب على شفتيك القبل كنتف الثلج أول شعاع الشمس، لم تكن حكاية عابرة، ولا حلم، وأنا أشدّك لصدري، لنؤدي طقوس التعبّد في محراب العشق، بعيداً عن عيون الذين لا يجيدون إلّا الضغينة وتشويه معاني الحياة. دعهم، فهم لا يعرفون أنّ لقاءات المحبّين أجمل ما في الدنيا، تذكري يا عطر الهيل، مهما طال الغياب ومهما اتّسعت المسافات بيننا لا يمكن أن تتحوّل المحبّة إلى جفاء يخرّب كلّ تلك الحميمية، وقد كنّا نمتلك نفس الشعور في تبادل الكلمات واللهفة والتشوّق.

يتساءل حبق الشرفة: هل يصبح ضوء النهار، كظلمة الليل ويتحوّل الحبّ إلى جفاء؟ ها أنا وحيدٌ في المساء يزورني المطر يدقّ على نافذتي، افتحها لينهمر عطرك، وأنا مكنكن خلف طاولة توزّعها فناجين القهوة وكؤوس النبيذ والروايات والأوراق والحبر وحكايا لم أكتبها بعد!

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى