المقاعد الأمامية

يكتبها الياس عشّي

أشعر بالشفقة، وأحياناً بالاشمئزاز، وأنا أراقب في الحفلات العامة، أولئك الذين «يتدافعون» للجلوس في المقاعد الأمامية، وإذا لم يجدوا مقعداً شاغراً انسحبوا من الحفل، غير مدركين أنّ أصحاب الشأن ذوي العقول الراجحة، والفكر النيّر، يجعلون من الأماكن التي يشغلونها صفّاً أوّل، حتى ولو جاء جلوسهم في الصف الأخير.

إنها عاهة تصيب أولئك الذين يسعون ليكونوا محور اهتمام الجميع، وفي هذا الصدد يعيب أحد أبناء روزفلت على والده سقوطه في هذا العيب رغم أنه الرئيس الأقوى في العالم، وأنه قاد أوروپا إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، فيقول:

«كان أبي يحبّ أن يكون محور انتباه الجميع، وكان إذا حضر حفلة زفاف تمنّى لو كان هو العريس، وإذا حضر جنازة تمنى لو كان هو الميت»!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى