الجيش السوري وحلفاؤه يفكّون الحصار عن «إدارة المركبات» في حرستا

تمكّنت وحدات نخبة في الجيش السوري من فكّ الحصار عن إدارة المركبات في حرستا، فيما واصل الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم باستهداف تجمّعات المسلّحين في عمق بلدة حرستا بريف دمشق من عدّة محاور.

وفي ظلّ قصفٍ مُركّز للجيش السوري على معاقل الجماعات المسلّحة في بلدة حرستا بغوطة دمشق الشرقية، فجّر انتحاري سعودي نفسه أثناء الهجوم على محيط المعهد الفني في إدارة المركبات.

وتأتي هذه المعارك بعد مواصلة العمليات على جبهة إدارة المركبات شمال شرقي دمشق، والسيطرة على نقاط وأبنية في محيط مسجد أبو بكر شرق مبنى المحافظة في حرستا، بالتزامن مع ضربات جويّة وصاروخيّة ومدفعيّة طالت تحرّكات المسلّحين ونقاط انتشارهم في المنطقة.

وكان مصدر أكّد بأنّ الجيش السوري والقوّات الرديفة سيطروا على نقاط جديدة شرق المبنى.

ويأتي هذا التقدّم للجيش في ظلّ حشود كبيرة اجتمعت لفكّ الطوق عن إدارة المركبات، وتوسيع مساحات الأمان في منطقة حيويّة على مدخل دمشق الشمالي.

من جهته، قال المرصد السوري المعارض منذ أيام إنّ الجيش السوري نفّذ هجوماً معاكساً في محيط حرستا، تزامناً مع قصف جوّي ومدفعي وصاروخي، بينما ارتفع إلى ما لا يقلّ عن 47 عدد قتلى مقاتلي الجماعات المسلّحة في هذا الهجوم.

وفي السِّياق الميداني، استعاد الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة بلدة سنجار، وهي أكبر معاقل «جبهة النصرة» في ريف إدلب الجنوبي.

تحرير هذه المنطقة وضع الجيش السوري على بعد أقلّ من 12 كيلومتراً من مطار أبو الضهور العسكري، وهو الهدف الأوّل للعمليّة التي أطلقها الجيش.

والسيطرة على قرية سنجار الاستراتيجية التابعة لمنطقة معرة النعمان جنوب إدلب، جاءت بعد معارك مع «هيئة تحرير الشام» استمرّت ساعات عدّة، حيث تقلّصت المسافة للوصول إلى مطار أبو الظهور الحربي شرق إدلب لتصبح أقلّ من 17 كيلو متراً.

ولاحقاً، أعلن الإعلام الحربي أنّ الجيش السوري وحلفاؤه استعادوا 11 قرية بريف إدلب الجنوبي الشرقي، منها الفريجة والجهمان والداودية.

وأعلنت حركة أحرار الشام النفير العام في ظلّ الانهيار المتسارع للجماعات المسلّحة، وحمّلت «جبهة النصرة» والمتحالفين معها مسؤوليّة ما يجري، بعدما عملت هذه الأخيرة خلال الأشهر الماضية على قتال وطرد فصائل مسلّحة عدّة، بالإضافة إلى نزع أسلحة بعض الفصائل ونهب مقارّها.

وحمّلت الحركة عبر بيانٍ لها «هيئة تحرير الشام» المسؤولية عن تقدّم الجيش السوري بسبب استحواذها على مقارّ وسلاح ومستودعات الفصائل المسلّحة.

كما ردّت الحركة على اتهامات «هيئة تحرير الشام» للفصائل المسلّحة، منها «حركة أحرار الشام» بالتقاعس، حيث قالت إنّ من المؤسف إلقاء اللوم على الفصائل واتهامها بالتقاعس والخيانة ممّن كان يدّعي امتلاكه لمعظم قوة الساحة، وأنّه هو الأجدر بالدفاع عنها، وقام بناءً على ذلك بالسيطرة على الشمال وتفكيك أكثر الفصائل وإضعاف المتبقّي منها.

التقدّم الكبير للجيش السوري والحلفاء في ريف إدلب وإيقاع خسائر كبيرة بصفوف المسلّحين في العديد والعتاد، كان له وقع سلبي كبير على الجماعات المسلّحة، حيث طغت على وسائل التواصل الاجتماعي عبارات الهزيمة ونداءات استغاثة وتسجيلات صوتية تدعو إلى النفير العام لصدّ التقدّم، فضلاً عن تراشق تهم الخيانة، ليظهر أخيراً مسؤول «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة المدعوّ «أبو محمد الجولاني» في صورة نشرتها مواقع تابعة للـ»نصرة»، قيل إنّها لاجتماع طارئ للمجلس العسكري لمواجهة التطوّرات الأخيرة بريف إدلب، وتبدو على الجولاني علامات الهزيمة والاضطراب والتخبّط، فالجيش السوري تقدّم في عمق ريف إدلب الجنوبي الشرقي وسيطر على مساحة 650 كم2 بما فيها بلدة سنجار وقرى شمال شرقي البلدة وثبّت نقاط تبعد 11 كم عن مطار أبو الضهور العسكري، لا سيّما أنّ القوات المتقدّمة من جهة خناصر تبعد 30 كم عن المطار. والجدير ذكره، أنّ هنالك تواجد لقوّات الجيش السوري والحلفاء جنوب شرقي بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، تبعد عن مطار أبو الضهور حوالى الـ18 كم، وفي حال نجاح القوات المتقدّمة من جهة سنجار بالوصول إلى مطار أبو الضهور والتقائها مع القوات المتواجدة من جهة الحاضر في المطار، يكون الجيش السوري وحلفاؤه قد أطبقوا حصاراً عسكرياً على جيب كبير تقدّر مساحته بحوالى 3000 كم2، يمتدّ من جنوب حلب عند بلدة بنان وصولاً لريف حماه عند محور الشاكوسيه وحاصروا من بداخله من مسلحين.

وفي السياق، قُتل وجرح العشرات في انفجار سيارة مفخّخة مركونة أمام سوبر ماركت الميري في شارع الثلاثين بمدينة إدلب.

وانفجرت سيارة مفخّخة بأطنان من المتفجّرات قرب تجمّع مقارّ وسكن لفصيل أجناد القوقاز، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 20 قتيلاً في حصيلة أوّلية وعشرات الجرحى.

واتّهم ناشطون «هيئة تحرير الشام» بوضع السيارة المفخّخة ردّاً «على تخاذل الفصيل إلى جانب فصائل أخرى في الانخراط إلى جانبها بالقتال على جبهة ريف إدلب الجنوبي الشرقي».

ويتواجد أجناد القوقاز بكثافة داخل مدينة إدلب، حيث اتخذوا من شارع الثلاثين مقرّاً أساسياً لتواجدهم مع عائلاتهم، بالإضافة إلى مناطق أخرى في المدينة.

من جهته، نشر الحزب الإسلامي التركستاني المتحالف مع «النصرة» على صفحته في «التلغرام» صوراً أظهرت عشرات الآليّات والعربات الثقيلة والدبابات، قال إنّها «مؤازرة لمسلّحي الحزب التركستاني في ريف إدلب الجنوبي».

وبحسب ما أظهرته الصور والتسجيلات المصوّرة المنشورة، تضمنّت المؤازرة رشاشات ثقيلة من نوع «23» ودبابات «T63» ومدفعية ثقيلة، إلى جانب الأسلحة المتوسّطة من نوع «14.5».

إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن إحباطها هجوماً بطائرات مسيّرة السبت الماضي على قاعدتَي حميميم وطرطوس في سورية.

وأوضحت الوزراة الروسيّة، أنّ الهجوم الذي وقع على قاعدة طرطوس البحرية، ليل الجمعة السبت في 6 كانون الثاني الحالي، شاركت فيه 3 طائرات مسيّرة، بينما شاركت 10 طائرات مسيّرة بالهجوم على قاعدة حميميم الجويّة ليل السبت الأحد.

وبحسب الدفاع الروسيّة، فلم يؤدّ الهجومان إلى وقوع أضرار ماديّة أو إصابات بشرية.

المسلّحون استخدموا في هجومهم تكنولوجيات حديثة في محاولة الهجوم بالطائرات المسيّرة على قاعدة حميميم، وفق الدفاع الروسيّة التي قالت إنّه تمّ إسقاط 3 طائرات مسيّرة خارج هذه القاعدة، فيما انفجرت 3 أخرى بعد ارتطامها بالأرض و7 بالدفاعات الجوية.

ويعمل الخبراء الروس على «تحديد قنوات إمداد الإرهابيّين بتكنولوجيات الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة التفجير أجنبية الصنع»، بحسب ما صرّحت الوزارة التي اعتبرت أنّ استخدام هذا النوع من الطائرات في سورية يدلّ على تسلّم الإرهابيين تكنولوجيا تسمح بشنّ هجمات على أيّ بلد.

وكانت قناة «روسيا 24» قد بثّت رسالة مصوّرة من مطار حميميم في الساحل السوري لمراسلها، تُظهر بالأرقام أنّ الطائرات التي ادُّعي أنّها تضرّرت في أثناء قصف مسلّحين قاعدة حميميم ليلة رأس السنة سليمة، وأنّها تستمرّ في تنفيذ طلعاتها القتالية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى