معرض الصّناعات الدوائية والتجهيزات الطبية والمنتجات الغذائية الإيرانية ينطلق في فندق «داماروز» بدمشق بمشاركة 40 شركة متخصصة
دمشق ـ إنعام خرّوبي
بمشاركة 40 شركة متخصّصة بدأت أمس، في فندق الداماروز في دمشق، فعاليات المعرض التخصّصي للصناعات الدوائية والتجهيزات الطبية والصناعات الغذائية الإيرانية برعاية السفارة الإيرانية بدمشق واللجنة العليا لتنمية العلاقات الاقتصادية السورية ـ الإيرانية.
ويهدف المعرض الذي يستمرّ حتى يوم غد الخميس إلى التعريف بالمنتج الإيراني محلي الصنع عبر شركات متخصّصة في المجال الطبي سواء بتصنيع الأدوية أو التجهيزات، بالإضافة إلى شركات متخصّصة بالصناعات الغذائية والراغبة بدخول السوق السورية ومعرفة احتياجاتها من الأدوية.
بعد قصّ شريط الافتتاح، تحدّث معاون وزير الصحة السوري للشؤون الصيدلانية الدكتور حبيب عبّود الذي شكر السفارة الإيرانية على تنظيم هذه الفعالية المتخصّصة. وقال: «المعرض له أهمية كبيرة وفي المجال الدوائي لنا خبرة مع الأدوية والشركات السورية ونحن نطمح في المستقبل إلى إقامة منشآت دوائية وصحية بالتعاون مع الأشقاء الإيرانيين».
قاسمي
ثم كانت كلمة لمساعد مستشار النائب الأول للرئيس الإيراني مصطفى قاسمي شكر في خلالها المسؤولين السوريين والسفارة الإيرانية في دمشق والعارضين المشاركين.
وتطرّق إلى تفعيل الخط الائتماني الثاني الذي يقوم رئيس لجنة تنمية العلاقات الإيرانية السورية ومستشار النائب الأول لرئيس الجمهورية سعيد أوحدي بمتابعته.
وقال: «المنتجات التي ترونها في المعرض اليوم هي من إنتاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنسبة مئة في المئة»، مشيراً إلى أنّ إيران شاركت في أكثر من معرض للتعريف بقدراتها وإمكانياتها.
وإذ أشار إلى أنّ المسؤولين السوريين «أظهروا اهتماماً كبيراً بدخول هذه المنتجات بالشكل الأفضل والمناسب»، لفت قاسمي إلى وجود بعض المشكلات والعقبات التي تقف في وجه تصدير البضائع الإيرانية إلى سورية»، وهذه المشكلات يمكن حلها من قبل الحكومة السورية».
نقيب الصيادلة: الدواء السوري حافظ على جودته
وفي تصريح للصحافيين، أكد نقيب صيادلة سورية محمود الحسن أنّ هذا المعرض يأتي في سياق التعاون الكبير بين الدولتين السورية والإيرانية في المجالين الطبي وفي مجال الصناعة الدوائية. وقال: «في الفترة الأخيرة أنجزنا الكثير من الأمور الجيدة ونحن كنقابة، ومن خلال إعطائنا دوراً كبيراً جداً في مجال الصناعة الدوائية ومن خلال المصنع المزمع إنشاؤه هذا العام بعد تخصيص الأرض من قبل الحكومة السورية وبجهود كبيرة جداً من وزير الصحة ووزير الإدارة المحلية، نسعى إلى تعزيز التعاون السوري ـ الإيراني من أجل إنتاج بعض الأدوية النوعية التي يحتاجها السوق المحلي السوري، وأيضاً من أجل إيجاد أسواق خارجية في الدول الصديقة».
أضاف: «نأمل أن يكون هناك أيضاً تعاون علمي في هذا المجال وهذا التعاون تعقد عليه آمال كثيرة جداً، وخصوصاً بالنسبة إلى الأدوية النوعية، تحديداً السرطانية وأدوية الكلى، وهذا ضروري جداً بالنسبة إلى السوق المحلي وأسواق الدول العربية والدول الصديقة المجاورة».
ولفت النقيب الحسن إلى الجودة العالية للأدوية السورية كونها «رائدة على مستوى المنطقة».
وقال: «عام 2010 أيّ قبل الحرب على سورية، كان لدينا 69 معملاً، وحالياً تمّ الترخيص لأكثر من أربعة معامل بدأت بالإنتاج بعد خروج نحو 14 معملاً من الخدمة، وقد أعيد تشغيل أكثر من نصف تلك المعامل ولكن بطاقة إنتاجية بسيطة جداً، لكنّ الأدوية السورية بقيت موجودة في السوق المحلي وفي أسواق خارجية وإنْ كانت محدودة. فالأدوية السورية تغطي اليوم نحو 85 في المئة من السوق المحلي، وقد حافظت، رغم الأزمة، على جودتها وفعاليتها ولا تزال الصناعة الدوائية إحدى أهمّ دعائم الاقتصاد السوري، ولا يوجد أيّ نقص في المادة الفعّالة ولا تزال منتجاتنا الدوائية تصنّع وفق الشروط والمعايير العالمية، خلافاً لما يُشاع في بعض وسائل الإعلام، ونحن نأمل أن يكون هناك توجيه إعلامي بهذا الشأن».
وأشار إلى «أنّ الصناعة الدوائية في سورية بدأت منذ 25 عاماً وكانت تصدّر إلى حوالي 56 دولة في العالم، وهناك مختبر رقابة دوائية في وزارة الصحة هو من أفضل المختبرات الدوائية في الشرق الأوسط ولا يُطرح أيّ دواء في السوق المحلي قبل أن يمرّ على هذا المختبر».
وتابع: «التبادل الدوائي بيننا وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية كبير جداً، وحصلت هناك ثغرة بفعل الظروف في بعض الأدوية النوعية التي أصبحنا نستوردها اليوم من دولة إيران الشقيقة والتي تقف في محور المقاومة إلى جانب سورية». وأشار إلى الصناعة الدوائية الإيرانية، بدورها، «رائدة جداً والأدوية الإيرانية سدّت جزءاً كبيراً من النقص الموجود لدينا، فقد كنا في السابق نغطي بحدود 93 في المئة من احتياجاتنا الدوائية ونستورد 7 في المئة، حالياً نغطي 85 في المئة، رغم الأزمة التي تجاوزت عامها السابع، ونستورد بنسبة 15 في المئة وأغلبها من الأدوية النوعية وأدوية المستشفيات».
وأشار إلى الصعوبات التي تواجه استيراد المواد الأولية اللازمة، «بسبب الحصار الجائر المفروض على سورية، وبعد أن كنا نحصل عليها من الخارج خلال 48 ساعة، بتنا ننتظر أكثر من أربعين يوماً».
نقيب الأطباء: الصناعات الدوائية الإيرانية تضاهي الغربية بل تفوقها جودة
واعتبر نقيب أطباء سورية عبد القادر الحسن «أنّ هذا المعرض هو باكورة العمل للانطلاق بتعاون مثمر في مجال الصناعة الدوائية وفي مجال التجهيزات الطبية الضرورية في كافة الاختصاصات».
وقال: «من خلال جولتنا في المعرض وجدنا أنّ هناك تجهيزات طبية مهمة ذات مميّزات عالية نحن في حاجة إليها، إضافة إلى الأدوية التخصصية النوعية التي تتميّز بها الشركات الإيرانية التي زرنا عدداً منها في إيران ولمسنا تقنية عالية في مجال هذه الصناعة التي توازي الصناعات الغربية وتفوقها أحياناً».
وأضاف الحسن: «نحن نعمل بتوجيهات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في خطابه بالاتجاه شرقاً نحو الشعوب التي وقفت إلى جانبنا في هذه المحنة، وقد كانت إيران، شعباً وحكومة، سباقة في الوقوف إلى جانبنا كشعب وحكومة ضدّ العصابات الإرهابية التي اجتاحت بلادنا. وقد كان لوقوف الأشقاء الإيرانيين إلى جانبنا الدور الكبير في العبور نحو تخطي هذه المحنة وهذا المعرض يمثل ذروة التعاون بين الدولتين وبيننا كنقابات مهنية سورية وإيرانية».
قاسميان: جاهزون لتغطية النقص في أيّ مجال
وتحدث مستشار أول معاون سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق عبدالرضا قاسميان لـ«البناء» عن الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها بلاده خاصة في قطاع الأجهزة الطبية والأدوية وأيضاً في مجال الأغذية. وقال: «إيران بلد كبير ولديه صناعات متنوّعة ومعامل ضخمة مع إمكانية تصدير إلى الخارج. إيران وسورية حليفتان وأولى أولويات إيران في هذه الظروف الحساسة تصدير المواد التي تحتاج إليها سورية لرفع مستوى إمكاناتها، خاصة في ظلّ الحصار الذي فرضته الحرب عليها».
وأشار قاسميان إلى «أنّ هناك عدة اتفاقيات بين إيران وسورية حول تبادل الخبرات والمنتجات المختلفة، لذلك نحن نعرض كلّ إمكانياتنا على الدولة السورية الشقيقة وهي التي تقرّر ما تحتاج إليه ونحن جاهزون لتغطية النقص في أيّ مجال».
ولفت إلى أنّ الصناعة الدوائية الإيرانية هي في تطوّر مستمرّ، إضافة إلى تمتعها بجودة عالية»، موضحاً أنّ بلاده «تصدّر الأدوية إلى أكثر من عشرين بلداً وهي تراعي الشروط والمواصفات العالمية بأسعار منافسة».
تسخيري: تعتيم إعلامي على جودة صناعاتنا
وقال الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية بدمشق محمد هادي تسخيري لـ«البناء»: «صناعة الأدوية في إيران متطوّرة جداً، لكن مع الأسف يتمّ التعتيم عليها من قبل الإعلام الخارجي. هذه الصناعة تغطي كلّ المتطلبات المحلية وقد وصلنا إلى الاكتفاء الذاتي بنسبة 99 في المئة تقريباً، إلا في بعض الأدوية الخاصة والنادرة والتي لا تتجاوز نسبتها الواحد في المئة، وهذا أمر مهمّ جداً ونحن نتمنّى أن تستفيد شقيقتنا العزيزة سورية من ذلك».
وأشار إلى أنّ هذا المعرض «هدفه التعريف بالشركات الإيرانية، وفي المرحلة المقبلة سيكون هناك حوار بين الشركات السورية والإيرانية، وربما يتمّ التبادل في مجال المنتجات الطبية، خصوصاً الأطراف الاصطناعية، وخصوصاً أنّ هناك الكثير من أشقائنا السوريين أصيبوا إصابات بالغة خلال هذه الحرب الكونية ويحتاجون إليها».
الشركات العارضة
وكانت لـ«البناء» جولة على أجنحة الشركات العارضة، حيث تحدث الدكتور محمد أكرمي مدير أحد المنتجعات العلاجية في شرق طهران وهو متخصِّص في مجال جراحة العيون وعلاج العقم وطبّ الجلد وغسيل الكلى، وقال: «هي أول مشاركة لنا في هذا المعرض، ونعلن من خلال مشاركتنا أننا مستعدّون لاستقبال أشقائنا السوريين المرضى والجرحى من المطار وإلى المطار، وفي المستشفى الذي هو عبارة عن منتجع يضمّ فندقاً خمس نجوم وهو يوفر خدمة عالية الجودة وبأسعار مخفضة».
أضاف: «نحن نسعى إلى اعتماد وكيل في سورية لتقديم الخدمة بشكل أفضل للإخوة السوريين».
وتحدّث جواد فلاح ممثل جمعية الهلال الأحمر الإيراني في لبنان وممثل شركة متخصّصة في صناعة الآلات والمعدات الطبية الضرورية وأكثر من مئة صنف من الأدوية الصناعية وتلك المستخلصة من الأعشاب، لافتاً إلى أنّ الشركة تركز على موضوع معدات وأدوية غسيل الكلى. وقال: «بين سورية وإيران علاقات وطيدة في مجالات مختلفة، ونسعى إلى تطوير التعاون وتبادل الخبرات في المجال الصناعي، كما هناك اليوم تعاون في المجال السياسي وغيره من المجالات».
وقال حسن زادة مدير شركة متخصّصة في صناعة خميرة الخبز والحلويات: «منتجنا له مميّزات خاصة مطابقة للمواصفات العالمية، ونحن نصدّر 50 في المئة من إنتاجنا إلى 11 بلداً، ونحن من أوائل المنتجين لهذه المادة، وخلال السنوات الست الماضية صدّرنا 7000 طن إلى سورية، كما أننا نصدّر إلى أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان وأوزبكستان وطاجيكستان وأذربيجان وأرمينيا وألمانيا، واليوم نتجه نحو التصدير إلى أفريقيا».
وقال نضال حانة وهو ممثل لمجموعة اقتصادية إيرانية متخصّصة في صناعة الأدوية والتجهيزات الطبية: «نتعامل مع إيران منذ عام 2000 في المجال التجاري، وقد أدخلت في عام 2009 أوّل منتج دوائي إيراني إلى سورية، وأخذت المجموعة التي أمثلها حصة من السوق في سورية وهي تشغل حالياً ما نسبته 75 في المئة من سوق أدوية الأورام والتصلب اللويحي والتهاب الكبد الدوائي في سورية، وفي إيران تشغل ما نسبته 90 في المئة».
أضاف: «الصناعة الدوائية الإيرانية متقدّمة جداً وتستطيع أن تنافس المنتجات التي تصنع في أرقى الدول الأوروبية وهي ذات تقنيات عالية ومدروسة، و60 في المئة من المواد المستخدمة في صناعة الدواء منتجة في إيران».
وتابع: «تهتمّ شركاتنا بصناعة الأدوية المتخصصة بالسرطانات والأدوية المرافقة لها وأدوية أمراض الدم مثل العامل السابع والعامل الثامن، بالإضافة إلى أمراض التلاسيميا، كما أننا نمثل بعض الشركات الإيرانية التي تصنع تجهيزات طبية للمستشفيات والمختبرات، وإيران لديها إمكانية لتجهيز ما نسبته 75 في المئة من معدات المستشفى من غرف العمليات والعناية المشدّدة والأسرّة وأجهزة المراقبة وغيرها من المستلزمات».
تصوير: يوسف مطر