عام بجرعة زائدة
زاهر العريضي
عام يمضي وما من جديد هنا
كأنه قال كلّ شيء واختفى
لن يكون الأمل
سوى وجه آخر
لفشل التقاط الفرصة
في ازدحام المنجّمين
والمشعوذين والمبصّرين
هذه اللغة شواذ
وضرب من الجنون.
ورقة الحظّ تسقط وتتعرّى
في فضاء الرغبة
العجز مرض ينتشر
مع استفحال فيروس الجهل
ونقص المناعة المعرفية.
الهوّة في رفض الواقع واستبداله
في أوهام افتراضية
ليست سوى احتيال مدفوع الثمن.
لم يبقَ الكثير من هذا الليل
فقط دقائق معدودة
هكذا يخرج الخوف
من العتمة ضاحكاً.
هل أصبح الحبّ عادةً قديمة؟
هل أصبح العالم قديماً؟
كالمرآة التي تتمعّن بها
في تجاعيد وجهك؟
هل أصبحت المدينة مستهلكة
كأننا سبقنا الحياة بخطوة؟
نقص المعرفة في استيعاب الجمال
كحالة إغراء ومتعة
كدهشة تلقائية
تزيدنا لهفة إلى الأكثر جمالاً.
هذا الكوكب صغير على اتّساع عينيك
الأرض الشاسعة في المخيّلة
والمحيطات المظلمة والبحار
تضيق وتضيق في عبور الكلمات
المؤلمة الواضحة والفاضحة.
ويغريني اتّساع صدرك
لكوكب يسقط للتو
كم ذلك مجحف لتشردي!
كم ذلك مخيف!
البحر…
البحر يلوح لي
وبيده موجة ساحرة
كامراة تستفزّك للخطيئة.
سنحتفل…
ونرفع أقداح المدينة الخائبة
على أنقاض الجثث
والتخلّف سنحتفل
هذا العالم المزدحم
على احتمال النهايات غير المتوقّعة
كجرعة زائدة في قعر الجسد
كوردة تتفتّح بانتشاء حواسّها
عام يمضي…
وفقدت أصابعي
وأحاول أن أستعيد الحواس
ولم يبقَ لي سوى شارة النصر
ما زلت على قيد الحياة!