سعد الحريري: هل هو جاد في ما يقول؟

روزانا رمّال

يخرج النائب سعد الحريري منزعجاً وممتعضاً من تصريحات نواب محسوبين على كتلته النيابية، يهاجمون الجيش اللبناني ويحرّضون عليه، فيغمز من روما قائلاً: «حتى لو كان منا من يهاجم الجيش اللبناني فسنحاربه…»

يخرج المسؤولون في تيار المستقبل أيضاً منزعجين وممتعضين من تصريحات زملائهم، فيقول أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري: إنّ كلام النائب خالد الضاهر عن الجيش لا يمثل تيار المستقبل، والضاهر أحد الأمثلة…

يخرج النائب الضاهر في جديده ليقول على الهواء «إنّ شادي المولوي ومنصور شابان شجاعان».

إذا كان هذا رأي الضاهر الخاص ولا يمثل مشروعاً أو لا يشكل دفاعاً محسوباً ومدروساً عن هذين الشخصين، فليتذكر أقله أنهما مطلوبان إلى العدالة في مؤسسات بلاده التي يدعو الى احترامها، مستعيناً بحزب الله كمثال في كلّ مناسبة للدلالة بالاصبع على «تخطي حزب الله لمؤسسات البلاد وتعديه عليها»، متناسياً انّ الدفاع عن مطلوبين للعدالة بجرائم او شبهات كالتي تستهدفهما جرم بحدّ ذاته.

سيمدّد الرئيس سعد الحريري في كتلته للنواب الذين لا يتبنّى كلامهم والذين ينفر منهم ومن تصريحاتهم كلّ اللبنانيين ومن بينهم «هو» حسب تأكيداته، ونفوره ممّن تبرّأ وممن يسيء إلى جيش بلاده.

إذا كان الحريري أحرص ما يكون على الجيش اللبناني وهو ملتفت الى خطورة تلك التصريحات، وإذا كان جادّاً في كلامه فلماذا لا يتحرك نحو اتخاذ إجراءات فعّالة ضدّ هؤلاء النواب أو السياسيّين الذين ينضوون تحت راية تياره شاء تلميع صورة تياره أو خطه أم أبى.

اذا كانت كلمة سعد الدين رفيق الحريري مسموعة ومعتبرة لدى هؤلاء كونه رئيس تيارهم وابن مؤسس «الاعتدال السني» في البلاد لكان هؤلاء صمتوا…

لو كان كلام سعد الدين رفيق الحريري صارماً وحازماً و جادّاً ويتجه ليكون أفعالاً، لما تمادوا في إهانة القوى الامنية اللبنانية كرفع النائب خالد الضاهر في برنامج بموضوعية على قناة «ام تي في» اللبنانية ارهابيين الى منزلة «شرفاء الوطن وشجعانه».

من يهين القوى الامنية ومؤسساتها اكثر من هذه التصريحات والتناقضات في الخطابات…؟

اذا كان سعد الحريري جادّاً ومسؤولاً عن كلامه فلماذا لا يتحرك ضدّ هذه الأصوات رسمياً وبتخذ إجراءات العزل او الإبعاد او الإقصاء او إعطاء التعليمة الحاسمة بالخطوط الحمر الوطنية، أقله لكي يتماهى مع ما يقول عن ان «من يريد من السنة ولو من فريقنا محاربة الجيش اللبناني سنحاربه».

وهل هؤلاء من فريق آخر؟ هل هناك سنّة آخرون مقصودون من كلام الحريري؟

هل على اللبنانيين ان يتحمّلوا تمديد سنتين وسبعة اشهر لهؤلاء الأشخاص الذين لو وجدوا في أيّ صرح من صروح الديمقراطية في العالم او المجالس التشريعية، لكان حكم عليهم بتهم الخيانات الكبرى، او تمّ إبعادهم عن البلاد وربما سُحبت الجنسيات منهم…

إذا كان سعد الحريري جادّاً فإنّ عليه يوم إقرار التمديد أن يطلب التصويت على طلب رفع الحصانة عن خالد الضاهر، خصوصاً أنّ له ملفاً في القضاء نتيجة تهجّمه على الجيش، لكن المانع من رفع الحصانة عنه هو سعد الحريري نفسه!

وعندما يخرج خالد الضاهر من النيابة الى المحكمة بتهمة الخيانة العظمى سنصدق سعد الحريري في ما يقوله بعدها، أما الآن فلا تؤاخذنا دولة الرئيس الكلام ما عليه جمرك كما يُقال…

لا يكفي اللبنانيين ان التمديد لمجلس النواب بات امراً واقعاً حتى يتمدّد لهذه الأصوات مجدداً…

لا يبدو انّ الحريري منزعج حقاً. ..

لا شيء على الأرض إذا كلّ شيء في الهواء…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى