أحزاب البقاع: الطائف هو الأساس الصالح للحكم شرط الابتعاد عن ا نتقائية وا ستنساب
زحلة ـ أحمد موسى
أكّدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع، أنّ «اتفاق الطائف بالرغم من الأعطاب التي تشوبه يبقى الأساس الدستوري والقانوني الصالح للحكم وإدارة البلد، شريطة الابتعاد عن ا نتقائية وا ستنساب في مقاربة موادّه»، واعتبرت أنّ استهداف العدو الصهيوني لسورية يدلّ على أنّ «الثورة السورية» المزعومة مجرّد مخلب مسموم يهدّد وحدة سورية.
جاء ذلك في بيان لأحزاب البقاع بعد اجتماعها الدوري في مقرّ «تيّار المردة» في زحلة، ناقشت خلاله المستجدّات على الساحتين المحلية واإقليمية، كما استحوذ الملف ا جتماعي ا قتصادي على حيّز واسع من النقاش، خصوصاً معاناة المزارع البقاعي المتفاقمة والمهدّدة بضرب القطاع الزراعي وتجويع المزارعين نظراً لتعثّر تصريف إنتاجهم.
واستهلّ المجتمعون اللقاء بتهنئة للّبنانيين عموماً بالأعياد المجيدة، وآخرها عيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، آملين أن تحمل هذه السنة الأمن والأمان والرفاه وا ستقرار لشعوبنا العربيّة، ودحر المشروع الأميركي الصهيوني وتحقيق المزيد من ا نتصارات لمحور المقاومة.
وحيّا المجتمعون القطاعات الأمنيّة والعسكرية كافة وعلى رأسها الجيش اللبناني، لسهرها على سلامة وأمن المواطنين ودرئها مخاطر الإرهاب الكامن والسافر واجتثاث الخلايا التخريبية ومروّجي المخدرات.
ورأوا «في ا نتخابات النيابيّة المزمعة فرصة مُلحّة يحول دونها حائل لتجديد الحياة والنّخب السياسية، تكريساً لديمقراطية المشاركة والتأسيس عتماد النسبيّة الكاملة ولبنان دائرة انتخابية واحدة وانتخاب مجلس وطني خارج القيد الطائفي لبناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والقادرة».
ولفتوا إلى «أنّ اتفاق الطائف، بالرغم من الأعطاب التي تشوبه وا لتباسات في تفسير بعض بنوده، يبقى الأساس الدستوري والقانوني الصالح للحكم وإدارة البلد، شريطة الابتعاد عن ا نتقائية وا ستنساب في مقاربة موادّه للحؤول دون السقوط في مطبّات جدليّة تأويليّة تعيق عمل المؤسسات، بموازاة سعي حثيث جدّي إقرار البنود الإصلاحية التي لحظتها وثيقة الوفاق الوطني التي ارتضاها اللبنانيون دستوراً وسياقاً قانونياً ميثاقياً لحياتهم السياسية».
وندّد المجتمعون «بالسعي الأميركي الدائب والمركّز، سواء مباشرة أو من خلال أذنابهم الأعراب لضرب النقد الوطني والتصويب على المصارف اللبنانية ووصمها بأشنع النعوت والصفات، لتخريب هذا القطاع وتقويض وتهديد صدقيّته كعامل استقرار للبلد للضغط على لبنان شعباً ومقاومة».
وشجبوا «الخروقات الصهيونية للأجواء اللبنانية واستهداف سورية، والتي إن دلّت على شيء فعلى رسوخ ا عتقاد والقناعة بأنّ «الثورة السوريّة» المزعومة مجرّد مخلب مسموم ينشب في جسد سورية، يقتل أهلها ويدمِّر عمرانها ويهدِّد وحدتها الجغرافية والبشرية، وما انتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة والقوّات الحليفة والرديفة وهزائم وانكسارات الإرهابيين على كامل التراب السوري، سوى اقتلاع متدرّج لهذا المخلب وخذ ن لرعاة وداعمي تلك الوحوش الكاسرة».
ورأوا في «التمادي الصهيوني السافر والمتكرّر على سورية انعكاساً لحال الهستيريا التي عصفت بقادة العدو، أولاً، بفعل تمدّد الدولة الوطنية السورية في المناطق كافة، وثانياً، وصول طلائع الجيش االسوري والمقاومة إلى حدود الجو ن المحتلّ في الريف الجنوبي الغربي لدمشق وإجهاض حلم نتنياهو بقيام حزام أمني واقٍ للكيان الغاصب يشغله العملاء والمرتزقة».
وجدّد المجتمعون رفضهم «للتدخّل الأميركي السافر في الشأن الإيراني بوساطة حفنة من المأجورين وغرف التآمر الشبيهة بـ»الموك» و»أنطاليا» التي استخدمها التحالف الصهيوـ أميركي الرجعي العربي لتدمير سورية، غير أنّ الثورة الإيرانية الراسخة في وجدان الشعب الإيراني فوّتت الفرصة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأعوانه لتبقى إيران عصيّة على التدجين وا ستسلام. وما محاو ت تطويقها وزعزعة استقرارها سوى حلقة من حلقات الضغط على محور المقاومة المنتصر، ومحاولة يائسة ستكمال مخطط تهويد القدس والإجهاز على القضية الفلسطينية من خلال ما باتَ يُعرف بـ»صفقة القرن»، بل صفاقة ووقاحة ترامب وأعوانه الأعراب الموقّعين على بيع فلسطين ومقدّساتها».
ودعوا «الفصائل الفلسطينية كافّة إلى التوحّد خلف أخشاب البنادق، والنأي عن أخشاب طاو ت التفاوض ونسف «أوسلو» ومندرجاته التطبيعية أمنياً واقتصادياً»، مؤكّدين أنّ «إطلاق ثورة شعبية شاملة وحدها تحمي المقدّسات وتستعيد الحق السليب أرضاً ومياهاً، وتُسقط مشاريع ا ستيطان الاقتلاعي».
وحيّا المجتمعون روح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مذكّرين بأنّ «القوى العربية الرجعية التي تآمرت على عبد الناصر هي عينها اليوم تعيث فساداً وشرذمة بالأمّة، وتتباهى بعلاقتها بالكيان الصهيوني في تآمر واضح وقح على شعبنا وأمّتنا».
وحذّر المجتمعون في ختام بيانهم «من تداعيات غياب خطة اقتصادية تحمي المزارع البقاعي وإنتاجه من الكساد والخسائر المتراكمة، ما بات يهدّد بكارثة حقيقية تطلّ برأسها وتنذر بمخاطر اجتماعية وإنسانيّة جمّة. من دون إغفال الملف البيئي وتلوّث الليطاني، الذي بات عنواناً للموت الذي يطرق البيوت عموماً بالسرطان والأمراض المستعصية».