الأسد يؤكّد أنّ الانتصار على الإرهاب أفشل مخططات التقسيم في المنطقة.. ودمشق تستهجن تبنّي باريس ادّعاءات «النصرة» حول مدنيّي إدلب
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أنّ «الانتصارات الهامّة التي يحقّقها الجيش السوري بالتعاون مع روسيا والحلفاء الآخرين على صعيد القضاء على الإرهاب، شكّلت عاملاً حاسماً في إفشال مخططات الهيمنة والتقسيم التي وضعها الغرب وعملاؤه لسورية والمنطقة».
وأضاف أنّ «هذه الانتصارات تُسهم في تعزيز المساعي الرامية لإيجاد حلّ سلمي يعيد الاستقرار إلى سورية».
كلام الأسد جاء خلال استقباله المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف.
وأكّد الأسد، أنّ «المواقف الروسيّة الداعمة للشعب السوري في مواجهة الحرب الإرهابية، أسهمت في توثيق وتعزيز العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقَين»، مشيراً إلى «أهميّة توسيع التعاون بينهما، وخصوصاً في المجال الاقتصادي بما يصبّ في صالح شعبَي البلدين».
وذكرت رئاسة الجمهورية السوريّة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ لقاء الأسد مع لافرينتييف بحث التعاون الثنائي بين موسكو ودمشق في العديد من المجالات، ولا سيّما الحرب المستمرة ضدّ الإرهاب، ومسار أستانة ومؤتمر سوتشي. وتمّ الاتفاق على «أهمية التحضير الجيد للمؤتمر بما يضمن خروجه بنتائج تلبّي تطلّعات الشعب السوري بحماية بلده وإعادة الأمن والاستقرار إليه».
بيان الخارجية السورية
وفي سياقٍ آخر، أكّد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أنّ الجمهورية السورية تستغرب «إصرار وزارة الخارجية الفرنسية على الاستمرار في حملة تضليل الرأي العام الفرنسي إزاء ما يحدث في سورية، والتذرّع بالنواحي الإنسانية بهدف التعمية على الفشل الذريع للسياسات التي انتهجتها إزاء سورية».
وقال المصدر: «إنّ سورية تستهجن تبنّي الخارجية الفرنسية ادّعاءات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وتنفي نفياً قاطعاً أيّ استهداف للمشافي والمدنيّين في إدلب»، مضيفاً أنّها برهنت عن جهل كبير لما يجري في إدلب، فـ»جبهة النصرة» مصنّفة إرهابيّة من قِبل الأمم المتحدة».
وذكّر أنّ «ما يقوم به الجيش السوري بريف إدلب هو تحريره من إرهاب النصرة والفصائل الأخرى»، مشيراً إلى أنّ «النصرة ليست طرفاً في تفاهمات أستانة، ومن يوفر لها الغطاء يعني أنّه داعم لها ويخالف القرارات الدولية».
وختم بالقول، إنّ «فرنسا التي عانى مواطنوها في باريس وغيرها من المدن الفرنسية من الإرهاب التكفيري الذي يتخطّى الحدود ويشكّل تهديداً للسلم والاستقرار الدولي برمّته، يجدر بدبلوماسيّتها اتخاذ مواقف واضحة إزاء الإرهاب واعتماد مقاربة جديدة تنسجم والنهج الديغولي الاستقلالي».
دور أوكراني في العدوان
على صعيد الهجوم الذي استهدف قاعدتَي حميميم وطرطوس، أعلنت هيئة الأركان العامّة للقوات المسلّحة الروسية أمس،عن نتائج تحليل الطائرات بدون طيّار التي استخدمها المسلّحون لمهاجمة قاعدة حميميم الروسية في سورية قبل أيّام، مشيرةً إلى التوصّل إلى عدّة استنتاجات.
وقال مدير قسم بناء وتطوير منظومة استخدام الطائرات بدون طيّار في هيئة الأركان الروسية، اللواء ألكسندر نوفيكوف، إنّ عملية التحليل توصّلت إلى عدّة استنتاجات، أولها أنّه «تستحيل صناعة طائرات بدون طيار من هذا النوع محلّياً. وأثناء تصميمها واستخدامها أُشرك خبراء تلقّوا تدريباً خاصة في بلدان تصنّع وتستخدم منظومات الطائرات بدون طيار».
وأشار إلى أنّ «نتائج دراسة الطائرات المسيّرة واستخداماتها تمكّننا من التوصّل إلى ظهور تهديد حقيقي يرتبط باستخدام الطائرات المسيّرة لأغراض إرهابية في أيّ نقطة من العالم، الأمر الذي يتطلّب اتخاذ تدابير مناسبة للتخلّص منها».
وأوضح أنّ القطع لتجميع طائرة بدون طيار يمكن شراؤها بحرّية، لكنّ تجميع الطائرة واستخدامها يتطلّب تدريباً خاصاً وخبرة في هذا المجال.
مدير قسم بناء وتطوير منظومة استخدام الطائرات بدون طيّار، ذكر أيضاً أنّ الدراسات الأولية تدلّ على أنّه تمّ استخدام مادة متفجّرة هي رباعي نترات خماسي إيريثريتول، وهي مادة قوية الانفجار، تزيد قوة على مادة الهيكسوجين.
وأضاف: «هذه المادة تُنتج في عدد من البلدان، بما في ذلك في أوكرانيا داخل مصنع شوستكا للمواد الكيميائية، ولا يمكن إنتاجها محلّياً أو استخراجها من قذائف أخرى»، مؤكّداً أنّه «في الوقت الحالي تجري دراسات خاصة لتحديد البلد الذي أنتجت فيه المادة».
وفي السياق نفسه، قال نوفيكوف إنّ المسلّحين في سورية حصلوا على أنواع جديدة من الطائرات المسيّرة خلال أيام من بدء بيعها في بلدان مختلفة.
وبخصوص الذخيرة التي استُخدمت في الطائرات المذكورة، أكّد نوفيكوف أنّها عبارة عن عبوات ناسفة محلّية الصنع تزن 400 غرام، مزوّدة بكرات معدنيّة تصيب أهدافاً على بعد يصل حتى 50 متراً.
وأشار كذلك إلى أنّ الإحداثيات التي تضمّنتها برامج التحكّم للطائرات التي هاجمت المواقع الروسية، تزيد دقّة على تلك التي يمكن الحصول عليها من مصادر مفتوحة.
وأكّدت الدراسات أنّ إطلاق الطائرات بدون طيار حصل من مكان واحد، وكانت إحدى الطائرات مزوّدة بكاميرا لرصد سير توجيه الضربات، وتصحيح المسار في حال الضرورة.
كما شدّدت هيئة الأركان الروسية على ضرورة التعاون وتنسيق إجراءات جميع الجهات المعنيّة على المستوى الدولي.
وقد أكّدت الأركان الروسية أنّ قاعدتَي حميميم وطرطوس تتمتّعان بأنظمة حصانة دفاعيّة متعدّدة الطبقات سمحت بصدّ هجمات الطائرات المسيّرة.
وزارة الدفاع الروسيّة من جهتها، لفتت إلى أنّ حقيقة استلام المسلّحين للطائرات المسيّرة من الخارج وتكنولوجيا تجميعها وبرمجتها يدلّ على أنّ حجم التهديد لا يقتصر على سورية.
وكان السفير الروسيّ في لبنان ألكسندر زاسيبكين، قال الأربعاء في مقابلة مع قناة «الميادين» ضمن برنامج لعبة الأمم، إنّ الأدلّة تُظهر تورّط الولايات المتحدة في تنفيذ الهجوم الجويّ بطائرات استطلاع مسيّرة فوق قاعدتَي حميميم وطرطوس العسكريّتين الروسيّتين شمال غربي سورية.
الجيش يصدّ هجوماً للإرهابيّين
ميدانياً، أعلنت فصائل مسلّحة إطلاق عملية هجوم معاكس على مواقع الجيش السوري التي سيطر عليها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ويشارك في العملية كلّ من «أحرار الشام وجيش الأحرار وفيلق الشام وجيش إدلب الحر وجيش العزة وجيش النصر والحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام» على عدّة محاور، في محاولة لصدّ تقدّم الجيش السوري وإيقاف تقدّمه للسيطرة على مطار أبو الظهور الحربي.
ونشر ناشطون تسجيلات مصوّرة تظهر استخدام «فيلق الشام»، وهو أحد فصائل درع الفرات، للعربات التركيّة الثقيلة والمدافع التي تمّ تسليمه إيّاها خلال قتال تنظيم «داعش» في ريف حلب.
وقال الناشطون، إنّ تحرّك الفصائل جاء بعد أمر تركي بفتح جبهات جديدة ومساندة «جبهة النصرة» ضدّ الجيش السوري الذي سيطر على مساحات واسعة جنوب شرقي إدلب مقترباً من مطار أبو الظهور الحربي.
وفي السياق، أفاد مصدر ميداني أنّ الجيش السوري يتصدّى للهجوم العنيف الذي شنّته الجماعات المسلّحة، مشيراً إلى أنّ العملية العسكرية للجيش السوري باتجاه مطار أبو الظهور لن تتوقّف.
وكان الجيش السوريّ وحلفاؤه في محور المقاومة واصلوا التقدّم السريع في ريف إدلب الجنوبيّ، وتمكّنوا من السيطرة على تلّ سلمو آخر دفاعات «جبهة النصرة» في محيط مطار أبو الضهور.
مصدرٌ ميدانيّ أكّد صباح أمس، أنّ معاركَ عنيفة تدور بين الجيش السوريّ وحلفائه مع «جبهة النصرة» وأتباعها في محيط المطار.
وأشار النشطاء إلى أنّ القوات الحكومية استطاعت السيطرة على الأجزاء الجنوبية من أرض المطار، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تستمر في منطقة تلّ سلمو ومحيط المطار، وسط عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثّف.
وبعد ساعات من دخول الجيش السوري حرم المطار، شنّ المسلّحون هجوماً معاكساً في ريف إدلب الجنوبي بهدف استعادة المواقع التي خسروها في الأسابيع الأخيرة ومنع الجيش من تحرير المطار بالكامل.
وأفادت خليّة «الإعلام الحربي المركزي» بأنّ الجيش السوري وحلفاءه يصدّون الهجوم العنيف الذي شنّه المسلّحون منطلقين من مواقعهم في تلّ أغبر وتلّ سكيك باتجاه نقاطهم في محيط عطشان وتلّ مرق والخوين، مؤكّدةً سقوط قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيّين.
وأفاد موقع «دمشق الآن» مقتل أحد المسؤولين العسكريين في «جيش النصرة» التابع لـ»هيئة تحرير الشام» المدعوّ قسورة الغابي بنيران الجيش السوري على جبهة مطار أبو الضهور.