معادلتا الردع السورية الروسية توفير الغطاء لتقدّم الجيش السوري
معن حمية
أمر سهل على القوات الروسية، إحباط أيّ هجوم يستهدف قاعدتي حميميم وطرطوس. وهذا ما أكدته واقعة إحباط الهجوم على القاعدتين بواسطة طائرات مسيّرة. لكن السؤال، ماذا تريد روسيا من وراء التركيز على الهجوم المذكور؟
يعلم الروس جيداً، أنّ سرب الطائرات المسيّرة انطلق من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية، لكن هذه الطائرات تحمل صواعق أجنبية، وتسيّر بإرشادات أميركية، ما يعني أنّ الولايات المتحدة هي مَن يقف وراء هذا الهجوم، بهدف إيصال رسالة مفادها أنّ القواعد الروسية ليستْ في مأمن من الهجمات. الا أنّ القوات الروسية لم تتسلّم الرسالة، بل فكّكت شيفرتها قبل أن تصل، وأبطلت مفاعيلها.
لكن، هل سيقتصر الردّ الروسي على الرسالة المفخخة بإبطال مفاعيلها، أم سيتطوّر إلى الكشف بالقرائن والأدلة عن هوية أصحابها؟
وسائل الإعلام الروسية، أفردت حيّزاً للحديث عن هجوم الطائرات المسيّرة، ونقلت عن مسؤولين روس، تأكيدهم درس خيار إنشاء مجموعات متخصّصة لمكافحة الأنظمة الطائرة بلا طيار، إذا اقتضت الحاجة ذلك. ما يطرح تساؤلاً حول مقاصد المسؤولين الروس من وراء الحديث عن درس خيار إنشاء المجموعات المتخصّصة، وما يحمله من رسائل للولايات المتحدة وحلفائها.
وقوف أميركا وراء الهجوم أشارت إليه هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، التي أعلنت نتائج تحليل الطائرات المسيّرة التي استخدمت في الهجوم، وتوصّلت إلى استنتاجات، منها استحالة صناعة هذا النوع من الطائرات بدون طيار محلياً، من دون إشراف ومشاركة خبراء تدرّبوا في بلدان تصنع وتستخدم منظومات الطائرات من دون طيار. خصوصاً أنه تمّ استخدام مواد شديدة الانفجار، تنتج فقط في عدد من البلدان، بما في ذلك في أوكرانيا وتحديداً داخل مصنع شوستكا للمواد الكيميائية، وأنه لا يمكن إنتاج هذا النوع من المواد المتفجّرة محلياً أو استخراجها من قذائف أخرى، وبالتالي اذا كان المصدر أوكرانيا فمعنى ذلك انّ أميركا متورّطة.
لقد سبق أن أكد الكرملين أنّ القوات الروسية في سورية تستطيع التصدّي لأيّ هجمات محتملة على قاعدتيها العسكريتين، وهذا حقيقي. غير أنّ الروس أرادوا تظهير إنجاز إسقاط الطائرات المسيّرة، وضبط هوية مصنّعيها بالجرم المشهود، في إشارة واضحة إلى أنّ روسيا تحكم حماية قواعدها في سورية، وهي لا تتلقى رسائل التهديد، من أيّ جهة أتت.
في الموازاة، كانت الدفاعات الجوية للجيش السوري تتصدّى لغارات وصواريخ «إسرائيلية» أطلقت على مدينة القطيفة السورية، وتمّ اعتراض صواريخ معادية ومنع أخرى من تحقيق أهدافها، وهذا يؤشر إلى أنّ معادلة الردع السورية أصبحت جاهزة للتعامل بفعالية مع الغارات الصهيونية.
مع تظهير معادلتي الردع السورية والروسية، فإنّ الرسالة هي أنّ هناك تغطية كاملة لعمليات الجيش السوري وحلفائه في أرياف حماة وإدلب وفي الغوطة الشرقية، وفي غير ميدان، وهذه الرسالة تقهمها تركيا والسعودية و«إسرائيل» وأميركا ومَن يدور في فلك هذه الدول، ومضمون الرسالة أنّ معركة القضاء على الإرهاب مستمرة، ولا تتقيّد بخطوط حمر أميركية أو تركية…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي