رام الله: القدس مفترق طرق.. وسنحافظ على قرارنا المستقلّ
قال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي بِاسم الرئاسة الفلسطينية، إنّ المرحلة المقبلة عنوانها الصمود والتمسّك بالثوابت الوطنية، وعلى رأسها مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وأضاف نبيل أبو ردينة «مدينة القدس مسكونة بالتاريخ والتقاليد والدين، ستكون الجواب لكلّ تحدّي، وستكون مفترق طرق مع قوى دولية وإقليمية، ولمواجهة الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة استيطانه واعتداءاته، في ظلّ الموقف الأميركي المنحاز ضدّ شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة».
وتابع الناطق الرسمي بِاسم الرئاسة الفلسطينية قائلاً، «هناك محاولات لإعادة تشكيل المنطقة على حساب شعوبها واستقلال إرادتها، الأمر الذي سيشكّل خياراً وقراراً مصيرياً، خصوصاً وإنّنا الآن نواجه نموذجاً جديداً يتطوّر بسرعة، مخالف لكلّ ما ناضلت من أجله الأمة العربية كافة».
وأشار أبو ردينة إلى أنّ التحولات الجارية، والتي تحاول المسّ بأُسُس الهوية الوطنية الفلسطينية، تفرض على دورة المجلس المركزي القادمة تحدّيات كبيرة ودقيقة، لمواجهة هذه التحدّيات عبر تحقيق وحدة الموقف الوطني والقومي.
وبيّن أنّ هذه التحدّيات الخطيرة تتطلّب من جميع الأطراف والقوى ضرورة التمايز لمواجهتها، حيث إنّ وحدة الهدف وقدسيّة المدينة والصمود هي شعارات المرحلة القادمة، وذلك للحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقلّ، والذي شكّل الرافعة الحقيقية للصمود التاريخي للشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على حقوقه الوطنية.
إلى ذلك، أكّدت الرئاسة الفلسطينية أنّ التصريحات الصادرة عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لا تمثّل الموقف الرسمي الفلسطيني.
وقالت الرئاسة في بيان، إنّ هذه التصريحات تمثّل الموقف الشخصي لمجدلاني، ولا تعبّر بأيّ حال من الأحوال عن موقف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، ولا تستند إلى معلومات من مصادر رسميّة فلسطينية.
وأكّدت الرئاسة، أنّ الرئيس الفلسطسني محمود عباس والقيادة الفلسطينية، يكنّان كلّ الاحترام والتقدير لمواقف المملكة العربية السعودية، والملك سلمان بن عبد العزيز، ووليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني قد قال الأربعاء الماضي، إنّ القيادة الفلسطينية أبلغت بـ»صفقة القرن» عبر وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضح المجدلاني، أنّ مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، نقلا تفاصيل الصفقة لوليّ العهد السعودي، وأضاف أنّ بن سلمان نقلها إلى الجانب الفلسطيني.
وبيّن أنّ القيادة الفلسطينية أبلغت الإدارة الأميركية عبر وليّ العهد السعودي، تمسّكها بمبادرة التسوية العربية أساساً للحلّ مع الجانب «الإسرائيلي»، وشدّد أنّ واشنطن على قناعة بتمسّك الجانب الفلسطيني بموقفه.
وأشار المجدلاني إلى أنّ القيادة الفلسطينية ستتّخذ خطوات جوهرية وحاسمة خلال اجتماع المجلس المركزي المزمع عقده منتصف كانون الثاني 2018.
جدير بالذكر أنّ مصطلح «صفقة القرن» يطلق على خطة تعمل الإدارة الأميركية على صياغتها لتسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني، ووصف المجدلاني «الصفقة» بأنّها «تصفية للقضية الفلسطينية».
تجدر الإشارة إلى أنّ المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني الصهيوني متوقّفة منذ نيسان 2014، إثر رفض «تلّ أبيب» وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصّلها من حلّ الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي كانون الأول 2017، قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس بشقّيها الشرقي والغربي عاصمة للكيان الصهيوني، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلّة، وسط استنكار عربي ودولي واسع.