موسكو ترفض اتهامات واشنطن وتؤكد التزامها بالقرارات الأممية حول بيونغ يانغ وتطالب بالسير على خطاها
نفت الخارجية الروسية اتهامات واشنطن لها الزاعمة بـ «انتهاك موسكو قرارات مجلس الأمن ضدّ بيونغ يانغ».
في هذا الصّدد، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية «التزام روسيا بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي تجاه كوريا الشمالية وطالب الولايات المتحدة بأن تحذو حذوها على هذا الصعيد».
وقال المصدر «تصريحات المسؤولين الأميركيين حول الانتهاكات الروسية المزعومة لقرارات مجلس الأمن الدولي تجاه كوريا الشمالية، باطلة ولا أساس لها من الصحة».
وأضاف المصدر الدبلوماسي: «روسيا ملتزمة بالكامل بجميع قرارات مجلس الأمن وتطالب الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة بأن تحذو حذوها على صعيد العقوبات وتلتزم بتسوية سياسية ودبلوماسية في شبه الجزيرة الكورية عملا بالقرارات الدولية».
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد اتهم روسيا بـ «عدم تنفيذ كل عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على كوريا الشمالية بشأن برنامجها للأسلحة النووية، وإحباط بعضها».
وقال تيلرسون في تصريحات للصحافيين عقب مشاركته في مؤتمر وزراء الخارجية في مدينة فانكوفر الكندية حول كوريا الشمالية، «من الواضح لنا أنهم لا ينفذون العقوبات كافة وثمة دليل على أنهم ربما يحبطون بعضها».
وأوضح أن «عدم التزام موسكو التام بالعقوبات الأممية يتجلّى في قطاع الوقود وبعض المجالات الأخرى المحتملة» من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
وكان تيلرسون قد أكد في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال مؤتمر فانكوفر على استمرار واشنطن في الضغط على بيونغ يانغ، مشيراً إلى أنها اتفقت مع حلفائها على تشديد إجراءات تفتيش السفن المتجهة من كوريا الشمالية وإليها لمنع الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ.
من جهة أخرى، أعلن كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي «أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تأجيل حل مشكلة كوريا الشمالية».
وشدد كيلي في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية على أنه «لم يتبق طريق» يمكن عبوره لحل هذه القضية.
وأشار كبير موظفي البيت الأبيض إلى أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ورث هذه المشكلة من سابقيه»، مضيفاً أن «هذا الأمر أجّل كثيراً، وعلينا أن نتعامل مع هذا الرجل رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون ».
كما أكد كيلي أنه «لا يمكن السماح بأن تمتلك بيونغ يانغ أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية».
من جانب آخر، أقر كبير موظفي البيت الأبيض بـ «وجود قنوات اتصال بين بلاده وكوريا الشمالية».
ورفض كيلي التعليق على «ما إذا أجريت اتصالات مباشرة بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كين جونغ أون»، مكتفياً بالقول: «هناك قنوات اتصال مفتوحة».
في سياق متصل، رجح خبراء أميركيون أن «يكون في حوزة كوريا الشمالية 20 رأساً نووية، إضافة إلى ما لديها من مواد تكفي لإنتاج عشرات الرؤوس».
ووردت هذه التكهنات في مقال للباحثين غانس كريستنسين وروبير نوريس، العضوين في اتحاد العلماء الأميركيين في واشنطن نشرته مجلة «Bulletin of Atomic Scientists».
وجاء في التقرير: «استناداً إلى المعلومات المفتوحة، نرجح بتحفظ، أن تكون كوريا الشمالية قد أنتجت من مواد مشعّة ما يكفي لصنع ما بين 30 و60 رأساً نووية، وقد صار لديها ما بين 10 و20 رأساً بالفعل».
وتابع التقرير: «ربّما تمتلك كوريا الشمالية رؤوساً نووية تصلح لصواريخ قصيرة المدى، مثل نودون».
ويشير الخبيران إلى أنه «لا معلومات حتى الآن تثبت قدرة صواريخ بيونغ يانغ على إعادة دخول الغلاف الجوي بنجاح، وهو أمر ضروري لإنتاج رأس نووية جاهزة لتركيبها على صاروخ بالستي عابر للقارات».
وسبق للخبراء وشككوا في امتلاك بيونغ يانغ تقنيات تسمح للصواريخ البالستية بالعودة مجدداً إلى غلاف الأرض الجوي بعد الإفلات منه لتقريب المسافة التي تقطعها لبلوغ هدفها.