مجلس الوزراء يحيل «تمديد مهلة تسجيل المغتربين» إلى اللجنة الوزارية
مرّ قطوع اقتراح تمديد مهلة تسجيل المغتربين الراغبين في المشاركة في الانتخابات النيابية من دون أضرار سياسية، مع سحب رئيس الحكومة سعد الحريري البند 24 المتعلّق بالتعديل المذكور، من جدول أعمال مجلس الوزراء، وإحالته الى اللجنة الوزارية المختصة المتوقّع أن تجتمع الاثنين المقبل، للبتّ به. وأفادت المعلومات ان قرار الحريري جاء نتيجة اتصالات سياسية أجراها ليل أول أمس. ومع سحب البند، غادر وزير المال علي حسن خليل السراي لارتباطه بموعد آخر. وقال للصحافيين «فتح الباب لتعديل أي بند في قانون الانتخابات يشكل خطراً على إجرائها ونحن لن نوافق عليه».
وكان الرئيس الحريري قال في مستهل الجلسة التي سعت إلى تهدئة الأجواء وتنفيس الاحتقان «مَن يسمع ما يصدر في وسائل الإعلام من مواقف وتصريحات حادة بخصوص ما يُطرح من مواضيع وملفات في مجلس الوزراء، يعتقد أن هناك مشكلا معقداً بيننا وأننا على خلاف، ولكن الحقيقة والواقع غير ذلك تماماً فمجلس الوزراء يناقش أموراً وقضايا عديدة ويأخذ قرارات تهم تسيير أمور الناس والبلد». وإذ أشار إلى «أننا لسنا فريقاً سياسياً واحداً وهناك وجهات نظر مختلفة»، ولفت إلى أن «هناك أموراً تتطلّب حلولاً قبل الأخرى»، تمنّى على «الجميع التروي وتهدئة المواقف السياسية وكل الأمور المطروحة يمكن إيجاد الحلول لها من خلال التحاور والنقاش الهادئ، وليس بانتهاج المواقف الحادة والحملات التي تؤدي الى ردات فعل من هنا وهناك وخلاصتها إلحاق الضرر بالمواطن ومصالح الناس».
بعد كلمة الرئيس الحريري باشر المجلس النظر في جدول الاعمال. فعلى صعيد ملف النفايات، أعاد مجلس الوزراء تأكيد توسيع مطمر الكوستابرافا وقرر تكليف المتعهد القديم معالجة مكب طرابلس وبناء حائط دعم ومطمر صحي الى حانب المكب الحالي. وجرى رصد المبلغ المخصص لتنفيذ الخطة المتفق عليها في الجلسة السابقة.
وتلا وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي مقررات الجلسة، فأشار إلى أن تمّت مناقشة البنود الواردة على جدول الأعمال وأقرّ بعضها وتم تأجيل البعض الآخر. واذ أعلن ان «المجلس لم يوافق على إعفاء نادي الانصار من رسوم ضريبية، وأن موضوع إعفاء النوادي سُحب لمزيد من الدرس»، أوضح رداً على سؤال أن «مسألة تعيين «حراس للأحراج» لم تطرح أيضاً بعد أن اقترح وزير الزراعة سحبها». وأفيد في السياق أن المجلس لم يوافق على التعيينات المذكورة نظراً لاختلال التوازن الطائفي فيها.
وبعد بدء الجلسة، وصل وزير التربية والتعليم مروان حمادة إلى السراي برفقة وزير الدولة لشؤون حقوق الانسان أيمن شقير، معلناً المشاركة فقط من أجل التضامن مع الرئيس نبيه بري في الجلسة، والتصويت ضد بند التمديد للمغتربين، إلا أنه عاد وانسحب منها، بعد سحب البند، وذلك اعتراضاً على عدم إدراج الملف التربوي على جدول الأعمال. وقال لدى خروجه «المخجل هو رفض تعيين 106 من حراس الأحراج في وقت يريدون تعيين 58 قنصلاً فخرياً. واقترحت تجميد أي تعيين من الآن وحتى الانتخابات».
وفي وقت أثارت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين، داخل الجلسة، قضية «نساء تقدمن الى وظائف في القطاع العام وطلب إليهن نزع الحجاب»، أصدر الحريري تعميماً بعدم التمييز بحق المحجبات وعدم منعهن من الحصول على الوظائف العامة».
وبعد الجلسة، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق «لضيق الوقت أحيل البند ٢٤ الى اللجنة الوزارية وذلك لا يعني أنه سقط إذ إنه من الممكن أن يمرّ أو أن يسقط وإدارياً هناك صعوبة في تطبيقه».
أما الوزير باسيل، فأعلن ان «مجلس الوزراء أقر فتح فروع جديدة لكليات ومعاهد في الجامعة اللبنانية في محافظات عكار وبعلبك – الهرمل وكسروان – جبيل إضافة الى كلية العلوم البحرية في البترون».
وبعد الجلسة، سجّلت في السراي، خلوة ضمت الرئيس الحريري ووزير الإعلام ووزير الثقافة غطاس خوري، تطرقت وفق المعلومات، إلى المساعي لإعادة المياه الى مجاريها بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وأفيد ان أجواءها كانت ممتازة.
وكان الحريري استقبل في «بيت الوسط» السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر الذي أكد أن بريطانيا هي أحد أكبر الداعمين للبنان من حيث الشراكة الأمنية والمساعدات التي تقدمها. وقال «أنا أتطلع لمواصلة هذه الشراكة في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبيان مجموعة الدعم الدولية للبنان».
وجدد شورتر تأكيد أن بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان بالنأي بالنفس، من أجل ضمان الأمن والاستقرار والازدهار في البلاد.
وأشار إلى أنه من الضروري أن تجري الانتخابات النيابية المقبلة، في موعدها المحدد في السادس من أيار المقبل. وقد أكدت للرئيس الحريري، كرئيس لـ «تيار المستقبل»، الرغبة في تأمين العدد الكافي من النساء المرشحات على لوائح التيار، من أجل ضمان زيادة تمثيل المرأة في مجلس النواب، وأعلم أن هذا الأمر يتمناه اللبنانيون، وقد سعدت بسماع تأكيد دولته بأن «تيار المستقبل» يعمل لتحقيق نسبة 30 من المرشحات النساء على لوائحه».
من جهة ثانية، زار الرئيس الحريري مدينة طرابلس حيث قدّم واجب العزاء لوزير العمل محمد عبد اللطيف كبارة بوفاة شقيقته، في قاعة الوفاء بطرابلس بحضور أفراد عائلة كبارة وشخصيات.